صرح استاذ الجامعة الوطنية في سنغافورة "فريد العطاس" بأن المشكلة الحقيقية في العلوم الاجتماعية تكمن في نسيان الماضي، فالمسلمون نسوا ابن خلدون ونسوا حضارتهم ايضاً.

وأفادت وكالة مهر للأنباء أن الأكاديمي المشهور استاذ الجامعة الوطنية في سنغافورة ألقى محاضرة في كلية العلوم الاجتماعي في جامعة طهران أمس تحت عنوان "الخطاب البديل في علم الاجتماع"، متناولاً في بحثه تساؤلات عن العلاقة بين العلوم الاسلامية وعلم الاجتماع. 

وأشار العطاس إن الابحاث التي انجزها في مجال "المركزية الاوروبية" في علم الاجتماع  معتبراً ان هذه الفكرة أوجدت في العديد من الأكاديميات في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية منذ السبيعينات أصداءاً مهمة وخلقت طروحات جديدة. 

وأوضح العطاساإن احدى هذه الأصداء هي البحوث الاسلامية في علم الاجتماع، موضحاً إنه وعلى الرغم من نقده لعلم الاجتماع الاوروبي إلا انه لا يؤمن بعلم الاجتماع الاسلامي، وبرأيه مثل هذه الفكرة لا تقدم أجوبة مناسبة. 

واعتبر العطاس إن المنهج العلمي في مختلف الأبحاث يجب أن يتبع خطوات واضحة في العمل ففي البداية يجب تحديد سؤال البحث ثم وضع المفاهيم التي ستتبع في البحث ثم اختيار الاساليب في الاستدلال والقياس والاختبار، ثم يذهب الباحث إلى جمع المعلومات والبيانات ويطبقها وفقاً للنظرية ليصل إلى النتائج. 

وأضاف العطاس إن الباحث هو من يطرح الاسئلة وفقاً لفكره واحساسه وأخلاقه، وهنا الدين يمكن أن يترك اثرا على الباحث المسلم، وربما يخرج البحث عن القواعد العلمية قليلاً فالانسان يتأثر بظروفه الخاصة باعتباره رجل أو إمرأة أو أقلية دينية وغيره، موضحاً إن قضايا العرق والجنس والمذهب وغيرها تشكل آفاقا أوسع من الدين ولايمكن أن تدخل ضمن الأطر الاسلامية، ولاسيما إن طرق البحث لا يمكن تصنيفها على إنها اسلامية أو غير اسلامية. 

وبين الباحث الماليزي إن هناك ما يسمى بعلم الاجتماع الاسلامي حيث يعتقد ان ما يدرس في الجامعات الامريكية يختلف عن نظيره في الجامعات الايرانية إلا إن المقصود بذلك ليس تقسيم وفق الايمان بالله أو عدمه، مشيراً إلى إن علم الاجتماع في ايران واندونيسيا وغيرها من البلدان الاسلامية يقوم على أسس غربية. 

واعتبر العطاس إنه يجوز قراءة كتاب كارل ماركس أو غيره للمسلمين الا ان القضية الاساسية هي أن لا ينسى الملسمون تاريخهم الخاص المليء بالأبحاث المتقدمة كابن خلدون وأبو ريحان البيروني، مضيفاً إن أفضل طريقة للعبور من الأطر الاوروبية نحو الشرق هو دمج علم الاجتماع الغربي والتاريخ والابحاث الاسلامية معاً. 

واختتم العطاس قائلاً : اذا اردنا علم اجتماع جيد يجب أن ننظر إلى العلوم الاجتماعية نظرة كلية وأن نقف على العلوم الغربية ثم ندمجها مع تراث بقية الحضارات، مشدداً على ضرورة اعتماد النظر النقدي الواقعي لمفاهيمنا الذاتية. /انتهى/