وكالة مهر للأنباء: تكثر الاصطلاحات المقرونة بالاسلامي في المجالات الاكاديمية المختلفة في ايران مثل الطب الايراني الاسلامي، والثقافة الايرانية الاسلامية، والحضارة الايرانية الاسلامية، والعمارة الايرانية الاسلامية، ويبدو أن تطور العقل والفكر في الجمهورية الاسلامية محكوم بهذه الثنائية التي تحمل بين طياتها معاني مختلفة ما بين الدين والهوية الايرانية، في هذا السياق التقت وكالة مهر للأنباء الأكاديمي الايراني استاذ علم الاجتماع جواد طاهائي الذي أضاء على بعض المفاهيم والحقائق في هذه الثنائية.
ورأى طاهائي أن الاصطلاح "الاسلامي الايراني" أو "الايراني الاسلامي" ينم -كما هو واضح في التسمية- عن الاعتقاد بهذه الثنائية الاسلام وايران واندماجهما في كأس واحد ليصبحا توأم فكري يعكس إرادة مهمة جداً، مشيراً إلى أن التوصيف يعني ألا تطغى إحدى الصفتين على الأخرى فلا الايرانية تحكم على الاسلام ولا الاسلامية تحكم على الايرانية.
وأردف الاكاديمي الايراني أن ثنائية "الاسلامية الايرانية" يعني اننا نعتقد أن هناك شيء واحد لكن لا يمكننا اثباب ذلك، ولم نجد كلمة تعبر عن هذه الوحدة، ويظهر في الوقت نفسه الاسلامية والايرانية، مضيفا أن هذا الاصطلاح ينم عن أزمة في الهوية لأننا لا نستطيع أن نضع أفكارنا واعتقاداتنا حول البلاد في نفس المعيار.
ونوه طاهائي إلى أن استخدام الاصطلاح بثنائيته يعني عدم قبول استخدام أحد شطري الاصطلاح بشكل منفصل، فالأول أي كلمة الاسلامي لا تشمل المعنى الايراني، فلابد لنا من إضافة صفة الايرانية بعد الاسلامية، والعكس صحيح فكلمة ايران لا تشمل المعنى الاسلامي ولابد ممن ردفها بصفة الاسلامية.
وعن التعبير الأفضل لهذا الاصطلاح يقول الباحث في علم الاجتماع أن علاقة الاسلام وايران هي علاقة جسد وروح كلٌ منهما يشير إلى الآخر، هذه الوحدة بين الأمر المقدس والملك أو "الحكم المقدس" هي معنى ايران ويمكن أن نسميها الايرانية.
وبين طاهائي أن ايران بعيدا عن النزعات القومية هي القسم المعنوي الروحاني للانسانية، فأغلب التيارات الروحية نشأت في ايران، وذلك حسب أبحاث غير ايرانية.
وأكد الباحث الاجتماعي أن ايران لم تكن ما هي عليه الآن لو لم تضم داخلها أمراً مقدساً إلهياً، فأن من يستخدم كلمة ايران بمفاهيم عالمية وامبريالية بعيداً عن المفاهيم الروحية والعرفانية فأنه لم يدرك ايران بشكل جيد. مردفاً أن ايران المعاصرة لا تتعارض مع ايران التاريخية.
وأشار طاهائي إلى أن رسالة الدين الاسلامي والثقافة الايرانية كانت واحدة عبر الزمن، مشيراً إلى أن الروايات الدينية حول آل البيت عليهم السلام والقراءات المختلفة للاسلام تحت مسمى مشروع الحقيقة غير المكتملة شكلت "الأنا" النموذجية الفردية الايرانية فيما شكل الاسلام "الأنا "النموذجية الجمعية للشعب الايران.
واختتم الباحث الايراني طاهائي قوله بأن الأهداف الانسانية موجودة في الثقافة الايرانية وكذلك العقائد الاسلامية التي تسربت إلى اللاوعي الايراني فالاسلام في ايران ليس ديناً بل ثقافة، بل هو دين ثقافي. /انتهى/
تعليقك