بعد المنعطف الإستراتيجي الذي مرّت به الساحة السورية بعد تحرير حلب، وبعد انضمام عدد من الفصائل المسلّحة إلى ساحة السياسة التركية لضمان مقعد سياسي في المستقبل السّوري. تتصاعد لغة التخوين الّتي توجهه جبهة النصرة إلى هذه الفصائل، يبدو أن "الحرب الأخويّة" مؤجلة إلى زمن غير بعيد بسبب دعم رغبة الدّاعمين بعدم التّصادم الحالي.

وكالة مهر للأنباء-حسن شكر: فقد استهدفت طائرات حربيّة مقرات جبهة النصرة في منطقة سرمدا بريف حلب الشمالي الأمس، مما ادى الى رفع منسوب التخوين في بورصة الإرهاب، خصوصاً مع اتهام قيادات ميدانية في جبهة الشّام (جبهة النصرة سابقًا) بإعطاء روسيا وأميركا خرائط لمواقع الجبهة.
إتهام قد يدفع بمعسكر الجولاني إلى شن معارك جديدة ضد الفصال الاخرى، تحت شعار "محاربة الخوارج" ، شعار يبدو أن النصرة ترفعه عندما تريد القضاء على فصائل مسلّحة كما فعلت سابقًا مع جبهة ثوار سوريا وحركة حزم وغيرها، من ريف ادلب خلال الأعوام السابقة.
الغارة في سرمدا جاءت كالخنجر في ظهر النّصرة الّتي تتحسس الآن حماوة الدّم النازف منها وتسعى إلى علاجه عبر عمليات قصريّة تقضي على خرائط تواجد فصائل في ريف إدلب في محاولة منها إلى تلميع صورتها العسكريّة قبل أن تتركز الضربات العسكرية لمكافحة الإرهاب على إرهابيي "فتح الشّام" وداعش.
ومما زاد الطين بلّة نشر تنسيقيات محسوبة على الجيش الحر أسماء معتقلين لدى جبهة النصرة قتلوا خلال الغارات التّي استهدفت مقرات النصرة في سرمدا بينها سجن العقاب، ما اعاد ملف الأسرى إلى الواجهة، والذي يقدر عددهم بالمئات. وفي هذا السّاق قال مراسل قناة "الجزيرة مباشر" في ادلب علاء الدين يوسف إن الناس باتت تنتظر من النصرة عفوا عاما عن كافة السجناء لديها، فيما حمل ناشطون النصرة مسؤولية مقتل المعتقلين، وجلهم من الجيش الحر، فيما نفت تنسيقيات أن تكون منطقة الاستهداف تحوي سجناً، وأكدت أن جميع القتلى هم من جبهة النصرة.
فصائل أخرى كأحرار الشّام والمنضمة إلى اتفاقية الهدنة التي وجهت اليها اصابع الاتهام أكثر من مرة بالتسبب بمقتل قادة من الجبهة، سارعت إلى التعزية بقتلى سرمدا، على لسان أكثر من مسؤول، أبرزهم الناطق العسكري أبو يوسف المهاجر لتفادي الغضب الجولاني المستقبلي والذي قد يصل إليها فيما دخلت العديد من الجهات على الخط في محاولة لإحتواء الأجواء المشحونة.
المغرد المعروف صاحب حساب "شؤون استراتيجية"، قال إن استهداف مقرات النصرة لم يتوقف منذ ثلاث سنوات ولا علاقة له بالهدنة، فيما شدد المنسق العام بين االفصائل العسكرية في سوريا المدعو "عبد المنعم زين الدين"، أن اتهام فصائل الحر بإعطاء الإحدائيات فتنة في وقت عصيب، وألمح إلى أن يكون الإختراق من داخل جبهة النصرة نفسها، قائلاً إن "أشد أنواع الاختراق هو ما يكون من داخل الفصيل ذاته، حيث يكون المخترِق أكثر معرفة بتحركات القادة واجتماعاتهم وتنقلاتهم".
وتبحث جبهة النصرة عن عملاء داخلها، قاموا بوضع اشارات وعلامات على آليات وسيارات ومواكب مسؤولين الصف الاول وهي عبارة عن بصمة غير مرئية توضع على الهدف المتحرك وتقوم الطائرة المسيرة برمي الصاروخ الذي يتوجه بشكل تلقائي على هذه البصمة، وأصدرت أيضاً تعليمات جديدة تقضي باعتماد تدابير جديدة تقيد حركة القادة حتى في الخطوط الخلفية، التي تعتبر آمنة، منها تبديل سيارات المواكب والكشف الدائم عليها وتغير اتجاه حركة الموكب وعدم التجمع لاوقات طويلة، ودعت القادة إلى تغيير أرقام الهواتف واجهزة الاتصال بشكل دائم.
هذه الإجراءات تشير إلى حالة من انعدام ثقة القادة بالعناصر، بعدما فقد العناصر الثقة بالقادة جراء الهزائم الميدانية المتتالية، وارتفاع عدد القتلى في صفوفهم، وخسارتهم رفاقهم.
وياتي استهداف المقر في سرمدا، بعد ساعات على مقتل قادة من جبهة النصرة جراء غارات جوية، ومن بين القتلى مسؤولها العسكري السعودي خطاب القحطاني، والقياديات البارزان أبو عمر التركستاني، وأبو مصعب الديري، ما دفع بالعديد من التنسيقيات إلى التحدث عن قرار اتخذ بليل، وهو تصفية جبهة النصرة./انتهی/