١٥‏/٠١‏/٢٠١٧، ١١:١٦ ص

الاغتيالات قد تطيح بالنصرة خارج سوريا

الاغتيالات قد تطيح بالنصرة خارج سوريا

تطال عملية الاغتيال قادة جبهة النصرة، وفيما يُتّهم التحالف الدولي بتنفيذ هذه العمليات، تشير أصابع أخرى نحو فصائل مسلّحة حيث يعتبر الراعي التركي أن صلاحية هذه الجبهة قد فسدت في الجسد السوري ويجب اسئصالها.

نشر مركز الدراسات في الاعلام الحربي المركزي مقالا حول حوادث اغتيال قادة جبهة "فتح الشام" (أو النصرة سابقا)، مبينا كيف أصبحت هذه الحركة الارهابية عالة حتى داخل الجسد الفصائل المسلّحة، ورغبتها في أن تخرج من الميدان السّوري.

ونص المقال الذي نشره الاعلام المركزي جاء وفقا للنص التّالي: 

عدد من قادة جبهة النصرة قتلوا خلال الأيام الماضية .. وبحسب ما أعلن من بيانات رسمية، فإن القاتل هو التحالف الدولي، لكن مؤشرات عدة توحي عكس ذلك، وترسم مشهداً جديداً داخل صفوف الجبهة.

في صفوف الجبهة العديد من الأمراء النافذين، وجدت خياراتهم طريقها إلى الظهور العلني كأبو ماريا القحطاني، فيما آخرون وجدوا أنفسهم خارج اللعبة الجديدة، فانقسموا إلى جماعتين، واحدة آثرت الإنسحاب، كالشرعي السابق سامي العريدي، والأمني بلال خريسات، والثانية بقيت داخل الجبهة، لكن صوتها لا يكاد يسمع، وباتت غير مؤثرة في المشهد.

المشهد من الخارج قد يكون اوضح، فالجبهة التي بدلت ثوبها أكثر من مرة، من إمرة أبو بكر البغدادي إلى حضن تنظيم القاعدة، وجدت نفسها الآن أمام خيارات ضيقة، خصوصاً بعد كلمة زعيم القاعدة أيمن الظواهري الأخيرة، والتي انتقد دعاة فكرة الابتعاد عن القاعدة، لتجنب قصف التحالف الأميركي، في إشارة إلى فك النصرة ارتباطها بالقاعدة تحت هذه الذريعة.

غير أن التحالف عاد ليستهدف النصرة "بحسب البينات الرسمية"، وآخرهم قصف مقرات لها في مدينة سرمدا بريف ادلب، واستهداف آليات في سراقب بريف المحافظة نفسها، لكن العديد من المعطيات تشير إلى حملة تصفيات داخلية، تؤكدها صور نشرت حول مقتل القياديين يين أبو أنس المصري و أبو عكرمة التونسي في الاربعاء سراقب.

وتداولت التنسيقيات صورا للقياديين وهما مقتولان على طريق معبدة بالإسمنت، تشير إلى أنهما اعدما، حيث لا وجود لأثر غارات في المكان، ما طرح العديد من التساؤلات، وأثار عدة حوادث، تمت تصفية قادة من الجبهة، ونعيهما على أنهم قتلا خلال معارك عسكرية، او بغارات للتحالف، كأبو عكرمة الأردني "امير ادلب السابق"، بحسب ما قالت تنسيقيات.

تنوعت أسماء القتلى القادة خلال الأيام الماضية ابرزهم، "أبو انس المصري، أبو عكرمة التونسي، أبو عمر التركستاني، خطاب القحطاني"، والجامع بينهم أنهم من "المهاجرين" أي الاجانب الذين قدموا إلى سوريا للقتال، وأبقوا على ولائهم لأيمن الظواهري بعد فك الارتباط.

استهداف المهاجرين دفع بالعديد من الشخصيات المحسوبة على التيار التكفيري إلى الحديث عن اتفاق "دايتون سوري" نسبة إلى اتفاق دايتون الذي ابرم بعد حرب البوسنة والهرسك عام 1995، والذي قضى بأحد بنوده بخروج الأجانب من البلاد.

وتسلم العديد من الاجانب مناصب قيادية وحساسة داخل الجماعات المسلحة في سوريا، خصوصاً لدى جبهة النصرة وبدرجة أقل أحرار الشام، فيما يوجد جماعات أخرى مقاتليها حصراً من الأجانب، كالحزب التركستاني الصيني، وجنود الشام الشيشانيين، فيما ذابت جماعات أجنبة أخرى داخل النصرة كالكتيبة الخضراء، وجماعة المهاجرين والأنصار وجند الأقصى.

واعرب العديد من قادة الجماعات المسلحة عن استيائهم من تواجد الأجانب داخل سوريا، فيما تشن عليهم حملات إعلامية عديدة، يبدو أنها وصلت إلى مرحلة التصفيات.

هذه الحوادث أعادت إلى الأذهان طريقة مقتل العديد من قادة جبهة النصرة، وما أثير حولها من اتهامات، أولها مقتل مجموعة من تنظيم القاعدة العالمي عرفت بإسم "جماعة خراسان" قبل عامين جراء غارات أميركية، حيث القيت المسؤولية في حينها على أبو محمد الجولاني بشكل شخصي، الذي ساءه نفوذ هذه الجماعة داخل جبهته، نظرا لعلاقتها الوطيدة مع التنظيم الأم، وبزعيمها الظواهري.

جماعة خراسان ليست الوحيدة التي وقعت تحت مقصلة التصفيات، فهناك المتحدث السابق بإسم جبهة النصرة ومسؤول المعاهد الشرعية فيها أبو فراس السوري "رضوان نموس"، صاحب التاريخ القاعدي، والذي كان الصوت العالي بوجه محاولات فك ارتباط الجبهة عن القاعدة، حيث اشتهر هذا الرجل بمقالاته التي كفر فيها قادة أحرار الشام، وهاجم قادة داخل الجبهة كانت في الطرف المؤيد للتعاون مع الجيش الحر، "الكافر" بحسب تعاليم النصرة.

وبعد مقتل السوري بغارة أميركية في نيسان من العام الماضي، حمل العديد من النافذين داخل الجبهة مسؤولية مقتله، خصوصاً أبو ماريا القحطاني، (العراقي الهارب من ابو بكر البغدادي، على خلفية اختلاس اموال ابان ما سمي دولة العراق الاسلامية التابعة للقاعدة).

وظهرت الخلافات بشكل كبير على مواقع التواصل الإجتماعي، أمر دفع بأحدهم إلى الدعوة لوقف التراشق الإعلامي، والاتهامات المتبادلة، فيما تشير المعلومات إلى وجود اختراق كبير لجبهة النصرة على مستوى قيادي من قبل الاجهزة الاميركية، وهذا ما ظهر جلياً في حادثة مقتل الجهادي المصري البارز رفاعي طه بعد ساعات على دخوله إلى سوريا قادماً من تركيا في غارة للتحالف في نيسان من العام الماضي، لحضور اجتماع يهدف إلى توحيد جبهة النصرة وأحرار الشام في سوريا، حيث تحدثت التسيقيات في حينها إن قلائل علموا بمهمة المصري، هم قادة من الجبهة، بالإضافة إلى قادة من أحرار الشام.

وقتل خلال العام الماضي المسؤول العسكري العام لجبهة النصرة اسامة نمورة "ابو عمر سراقب"، في غارة جوية أميركية في كفرناها بريف حلب الغربي، واججت هذه الحادثة تبادل الاتهامات بين الفصائل المسلحة، حيث تحدثت التنسيقيات عن خيانة تعرض لها الرجل من المقربين منه، فيما اتهم آخرون احرار الشام بالتسبب بمقتله، خصوصاً وانها تجري ترتيبات مع جهات خارجية، لتحييد تهمة الإرهاب عنها.

وشكلت تصفية نمورة انطلاق مرحلة من تفاهمات روسية اميركية حول تصفية قادة الحركات الإرهابية في سوريا، خصوصاً وان المنطقة التي جرت فيها العملية هي ضمن نطاق المنطقة الجوية الروسية، وبالتالي لا بد أن يكون هناك تنسيق بين الطرفين، كما أن بعض الاستهدافات كانت تحت اعين المنظومة الجوية الروسية، ومن الضروري التنسيق معها لنجاح هذه الضربات.

حوادث الاغتيال يبدو أنها لن تنتهي قريباً، فهي قد بدأت للتو، على مقربة من إجتماعات مزمع عقدها في استانة، لحل الازمة السورية سياسياً، فهل ستنتقل تصفيات القادة من داخل جبهة النصرة، إلى تصفيات بين النصرة وجماعات اخرى، كاحرار الشام مثلاً ؟ /انتهی/

رمز الخبر 1868814

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha