من وراء الباب إلى خلف الكواليس قصة تختصر توتر علاقة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري بالبلاط السعودي حيث أفادت مصادر خاصة بوكالة مهر للأنباء أن الرئيس الحكومة اللبناني وقبل تكليفه بتشكيل الحكومة انتظر طويلا بانتظار أن يسمح له ولي ولي العهد الشّاب محمد بن سلمان للدخول إلى لقائه.
والثلج بين الرجلين لم ينكسر حتى بعد أن أذن بن سلمان للحريري بالدخول عليه عند السّاعة الحادية عشر ليلا ولم تشفع للحريري ساعات الانتظار التي امتدت من الصباح إلى ما قبل منتصف الليل.
محمد بن السلمان الأمير الشاب السّعودي ربّما أراد أن يوصل رسالة إلى الحريري وقد وصلت إلى ما بعد الحريري أي إلى آذان الاعلام بأنه غير مرغوب فيه، فالحريري لم يقدم على أي خطوة تعزز حضور السعوديّة على باب المتوسّط.
ويعتبر بن سلمان أن الحريري وعكس ما أقدم عليه حزب الله مما يسميه "تعزيز النفوذ الإيراني"، وهو تصور خاطئ على كل حال، فلم يقدم رئيس الحكومة اللبنانية على تعزيز حضور تاج المملكة في السّاحة اللبناني.
معاقبة السّعوديّة للحريري على ما يعتبره بن سلمان أنّه سمح للنفوذ الايراني بالتمدد داخل الجسد اللبناني، وليس المشاكل المالية لشركة الحريري سوى غيض من فيض بن سلمان خصوصا بعد رفض الحريري أن يستحوذ ولي ولي عهد التاج السعودي على شركة "سعودي أوجيه" للمقاولات والتي يمتلكها رئيس الحكومة اللبناني.
الأمر تعدّى موضوع الشركة حيث صدر مؤخراً قرار قضائي ضد الرئيس اللبناني الّذي لطالما لازم السعوديّة قبيل أن يعتلي كرسي رئاسة الوزراء، أمهله 5 أيام لتنفيذ قرار محكمة سعوديّة تنصّ على وقف إعادة هيكلة ديون الشركة "لتعذر إبلاغه بالأمر شخصيًّا".
القرار السّعوديّ يتعدّى الرغبة الاقتصاديّة الجامحة لمحمد بن سلمان القاضي بالاستحواذ على شركة الحريري إلى عقاب سياسي ماليّ للحريري وتياره الأزرق الّذي عانى سياسيًّا في مقابل بعض السياسيين المتطرفين داخل الطائفة السّنيّة التي يتزعمها الحريري أمثال أشرف ريفي، وعقاب مالي تمثّل بعجز التيار عن دفع رواتب منتسبيه خصوصا في تلفزيون وجريدة المستقبل التابعين له./انتهی/