واجرت وكالة مهر للأنباء حوارا مع المحلل السياسي العراقي هاشم الكندي لبحث آخر مستجدات الاحداث على المشهد السياسي العراقي ودور ايران في مساعدة العراق شعبا و حكومة لمكافحة الارهاب، وفيما يلي نص الحوار:
*ما هو دور امريكا في دعم و تعزيز داعش في العراق والمنطقة؟
عندما نقول امريكا هي من اوجدت داعش فهذا الامر لايدخل في سياق اتخاذ موقف سياسي وانما ننقل الوقائع وهذا الوقائع والاعترافات جاءت علي لسان ترامب عندما قال في حملته الانتخابية ان الديمقراطيين هم من اوجدو داعش من اجل مصالح خاصة في المنطقة وانها ليست اول مرة تتبنى الولايات المتحدة رعاية وايجاد التنظيمات الارهابية من اجل مصالحها ولكن هذه سياسات امريكا في المنطقة والعالم بتوظيف ودعم الانظمة الدكتاتورية والقمعية وايضا المنظمات الارهابية لتحقيق مصالحها ، سواء ان كانت القاعدة واليوم داعش. ولكن عندما تفشل مخططاتها او تنتهي من توظيف هذه الجهات ، فتغير مسارها وتدعي انها تحارب هذه التنظيمات و الجماعات الارهابية و ذلك من اجل النفوذ سياسيا في بعض البلدان او التواجد عسكريا في مناطق مهمة في العالم كما يحدث الآن في سورية و العراق.
*ما هي نتائج الغزو الامريكي ضد العراق؟ و هل ادى الى الامن والاستقرار للشعب العراقي؟
عندما ننظر الى تجربة الاحتلال انه كان وبالاً كبيرا على العراق كبلد وانها لم تكن تريد لشعب العراقي خيرا بل انها جاءت كقوة محتلة الي العراق وايضا هي اطلقت ما يسمى بالفوضة الخلاقة وجعلت العراق ملجاء للعصات الارهابية التي عملت مع بقايا النظام المقبور لتدمير البنى التحتية و استهداف ارواح المواطنين.
وعندما اضطر الامريكيون للخروج من العراق مذلولين بعد عمليات المقاومة الاسلامية العراقية ، قد خلفوا دمارا كبيرا على مستوى البنية التحتية والعلاقات الاجتماعية بل على مستوى العراق الذي زرعوا به فتنة كبيرة لازال يعاني منها العراق و لازالت تدخلات الامريكيين قائمة لمشاريعهم التقسيمية وذلك بمساعدة من بعض الاطراف العراقية.
*لو اردنا المقارنة بين الاحتلال الامريكي للعراق و النظام البعثي البائد ، برأيكم من هو الأسوء؟ النظام البائد او الاحتلال الامريكي؟
كلاهما سيئان، صدام كان يمثل الواجهة لامريكية ولكن بعد ان استنفذت هذه الواجهة ، في مرحلة من المراحل قرر الأمريكيون اسقاط نظام صدام ليتواجدوا مباشرة في العراق. بعد مسرحية 11 سبتامبر واحتلال افغانستان وتوجه الامريكيون للتواجد مباشرة في العراق وذلك للاطباق علي الجمهورية الاسلامية ومحاصرتها عسكريا لانهم يريدون ان يقضوا على مشروع خط الممانعة و المقاومة لانهم يشعرون انه الخط الاكبر الذي يهدد مشاريعهم ومخططاتهم في المنطقة. نظام صدام كان يلعب دور دول الخليج الفارسي في المنطقة ، فانه كان الوكيل الاقليمي للأرادة الامريكية.
*كيف ترى دور ايران في مساندة الشعب والجيش العراقي في مكافحة الارهاب؟
الجمهورية الاسلامية ومنذ تاسيسها وعلي لسان مؤسسها الامام الخميني الراحل كانت قد اعلنت انها تناصر الشعوب المستضعفة و تساند قضايا الحق في كل مكان ، و ايضا بعد سقوط النظام البائد في العراق ايران كانت اول دولة قدمت المساندة المساعدة الايجابية للعراق وانها دائما كانت راغبة لتخليص الشعب العراقي من احتلال الامريكي وتبعاته و مخططاته. بعد ان حاولوا الامريكان العودة الي العراق بدعوى ظهور داعش في العراق و سوريا ، كان دعم الجمهورية الاسلامية هو الحاسم منذ الساعات الاولى. ايران قدمت اسلحة للعراق لمحاربة داعش والانتصارات التي حققتها على داعش في العراق والتي انعكست بانجازات ايجابية في الجانب السوري ، كانت بفعل دعم الجمهورية الاسلامية ، وذلك من خلال دعمهم بالاسلحة والمواقف السياسة وايضا من خلال دعمهم الذي كان يقدم بوجود المستشارين الذين كان دورهم حاسماً بتقديم المشورة ونصح ومساعدة القوات العراقية. الجمهورية الاسلامية لم تبخل جهدا في مساعدة العراق ولم تشترط شىيئا على العراق ، على عكس الولايات المتحدة التي امتنعت عن تزويد العراق بالاسلحة لمحاربة داعش وايضا لم ترجع الاموال التي كانت تستلمها لتزويد العراق بالاسلحة. وبالتالي اتضح لشعب العراقي من هو الصديق و من هو العدو و من له الجهد الاكبرو الحقيقي لمحاربة الارهاب في العراق.
*ماهو دور الحشد الشعبي في وقف توسع داعش في العراق؟
الحشد الشعبي هو تجربة جديدة وهو في الواقع يتألف من مقاتلين عقائديين لمحاربة الارهاب ، كان لابد من الجيش العراقي ان يكون له الدور الاكبر في محاربة الارهاب ولكن المكر الامريكي خبثه لم يمنح العراق الفرصة لبناء جيش وبعد ظهور داعش والانتكاسة التي حصلت للجيش العراقي فلابد من ظهور هذه القوى الشعبية ومحاربة الارهاب والوقوف مع الجيش العراقي ومساعدته في دحر الارهاب. الحشد الشعبي انتصر لأن روح الثورة الحسينية ومبادئها قد تجلت فيه. واليوم بعد الانتصارات التي حققها لم يحقق السمعة العسكرية في الانتصار على الارهاب فحسب بل انه حقق الانتصار ضمن حروب نظيفة التي عكس من خلالها ارقى الصور الانسانية في التعامل مع المدنيين في المناطق التي يتواجدون بها. فالحشد الشعبي اصبح اليوم من ركائز الاجهزة والقوات الامنية في العراق وايضا اصبح الحشد الشعبي اليوم نموذجا يحتذى به باقي الشعوب.
*كيف تصف علاقة الحشد الشعبي مع ايران؟ كيف ترد على بعض الجهات المعادية التي تعتير ان الحشد الشعبي هو حشد طائفي؟
نحن نرى العمود الفقري للحشد الشعبي هو الفصائل الاسلامية التي طالما لاقت الدعم والاسناد من الجمهورية الاسلامية وذلك لتخلص العراق من الارهاب واليوم نعرف ان قوام الحشد الشعبي من ايران سواء ان كان من جهة التسليح و التجهيز. الحشد الشعبي ليس هو الوحيد الذي يلاقي الدعم والاسناد من ايران بل الجيش العربي السوري وفصائل المقاومة الاسلامية وكل جهة تحارب الارهاب في المنطقة هي تلاقي المساعدة والدعم من ايران.
فما يلاقيه الحشد الشعب من انتصارات هو بفضل المستشارين الايرانيين الذين نقلوا تجاربهم العسكرية في الحرس الثوري والبسيج وايضا التجربة العقائدية الاسلامية التي لاقت استقبالا كثير. انا ارى من حقق الانتصار لحشد الشعبي هو الروح الحسينية لدى هذا الحشد ، فبتالي علاقة الحشد الشعبي مع ايران ليست علاقة تبعية بل هو مستوى من التعامل والتفاهم والتكامل بين الجمهورية الاسلامية والعراق في مجال مكافحة الارهاب والقضاء عليه و افشال مخططات دول الاستكبارية في المنطقة.
فمن الطبيعي ان نرى تصريحات ضد الحشد الشعبي من قبل وسائل الاعلام التابعة لدول التي رعت الارهاب في العراق والتي كانت تعمل على حداث الفتنة في اوساط الشعب العراقي ، ولكن الحشد الشعبي هو حشد عراقي يتشكل من ابناء هذا الشعب وثمرة الحشد الشعبي والانتصارات والانجازات التي يحققها هي في صالح الشعب العراقي فهو افشل اكبر مخطط ارهابي على مستوى التاريخ. بعد ما شهدناه من اعمال ارهابية حصلت في بعض من الدول التي طالما دعمت الارهاب ، فعاد الامان مجددا اليها بفضل الانتصارات التي حققها الحشد الشعبي. الحشد الشعبي يعرف اصدقائه جيدا و يكون وفيا لمن يقدم له الدعم و الاسناد و في مقدمة ذلك هي الجمهورية الاسلامية في ايران. /انتهى/
اجرت الحوار: مريم معمارزاده