وذكر الحكيم في تصريح لوكالة مهر للأنباء ان الاستراتيجية التي تعتمدها الجمهورية الاسلامية هي بناء التحالفات مع الشعوب وليس مع الحكومات فقط مشيرا إلى حلف المقاومة لمواجهة الكيان الصهيوني وايضا حلف الصحوات الاسلامية لمواجهة الدكتاتورية والتطرف وحلف حركات التحرر في العالم الاسلامي لمواجهة الهيمنة الاستكبارية في المنطقة.
كما وتحدث عن العمل الجاد الذي تقوم به هذه القوى الاستكبارية لاثارة النعرات المذهبية والقومية والمناطقية والى ماذلك واليوم نجد ان منطقتنا تعج بالقوى الارهابية وفى التطرف من القاعدة الى داعش الى كل الاسماء الاخرى ان كان في القارة الاسيوية او الافريقية في عناوينها المختلفة اساسها اثارة الفرقة والفتنة والشقاق والاشكاليات والحساسيات بين المسلمين وهم يدعون انهم يدافعون عن طائفة معينة ويستهدفون الطوائف الاخرى ويعبرون عن اتباع اهل البيت بالروافض ويتقربون الى الله بدمائهم وهذا ما نجده في العراق على نطاق واسع وعلى مدار عقد من الزمان يقتلون الناس لانهم روافض كما يعبرون بل الانكر والاسوء من ذلك أن المسيحي يستتاب في منطقته اما ان يكون مسلما او ان يغادر او ان يدفع الجزية او ان يقتل امامه اربع خيارات والايزدي كذلك والسني يستتاب فان عاد الى رشده وانسجم مع توجهاتهم الفكرية فايضاً يغض النظر عنه إلا اتباع اهل البيت والشيعة فلا يوضع امامهم خيار إلا القتل.
وفي معرض سؤاله عن سر الروح الجهادية وصمود الحشد الشعبي قال الحكيم لاشك ان الحشد الشعبي الذي يمثل حصيلة الشباب المؤمن المجاهد الذي انطلق بالفتوى المقدسة للجهاد الكفائي الدفاعي الذي أطلقه سماحة السيد السيستاني دام ظله كان له أثر كبير في أن يجتمع هؤلاء الشباب وعلى خلفية عقائدية دفاعاً عن دينهم وعن عقديتهم وعن وطنهم وهذا مايعطي لهؤلاء قوة كبيرة تفوق قوة السلاح المعارك لاتحسم بالسلاح.
وتابع : نحن لاحظنا أن الولايات المتحدة وهي تملك أفضل الأسلحة وأكثرها تقنية وتكنولوجية في العالم لكن ما استطاعت أن تحسم حروب مهمة أدارتها في المنطقة في افغانستان وفي العراق أو في أماكن أخرى بما يعني أن البعد المعنوي والروحي والدوافع العقائدية هي الأساس في حسم المعارك وهذا مايتوفر بشكل واضح لدى الحشد الشعبي ولذلك نجدهم يقفون ويقاتلون ببسالة وهذا مانجده في اعدائنا أيضاً حيث داعش يحمل عقيدة منحرفة ولكن نتيجة لهذه العقيدة المنحرفة نجده يقف ويقاتل ببسالة أيضاً لذلك الحشد الشعبي استطاع أن یغیر التوازنات في البلاد مضیفا ان الجيش والشرطة واجهوا مشاكل كبيرة، انهارت الموصل وعدد من المدن المهمة العراقية الاخرى وكاد ممكن أن يقتربوا لبغداد لولا الحشد الشعبي ودعم الجمهورية الاسلامية في تنظيم هذا الحشد وتدريبه ودفعه إلى المعارك بالشكل الصحيح ومساعدته في الخطط الناجحة التي وضعت لهذه المعارك لكان الوضع في العراق يواجه مشاكل كبيرة جداً و واحدة من أهم مرتكزات الامن العراقي إنما هي من خلال الحشد الشعبي ووقوفه البطولي وجهاده في سبيل الله.
وعلى الصعيد الميداني استعرض الحكيم مسير القوى المواجهة للارهاب حيث قال بعد أن انتهينا من مناطق مفصلية ومهمة في جنوب بغداد كجرف الصخر ومناطق اخرى في جنوب بغداد وبعد أن انتهينا من ديالى في شرق بغداد وهي من المحافظات المهمة والمحاذية للجمهورية الاسلامية وصولاً إلى جبال حمرين هذه المناطق وهي مناطق جداً خطيرة ووعرة وأشبه ماتكون بجبال ترابورة في افغانستان من حيث التضاريس الجغرافية وثم بعد أن انتهينا من امرلي ومناطق تركمانية التي كانت تحت تصرف هؤلاء ثم ذهبنا الى صلاح الدين وتكريت والمناطق المحيطة بشمال سامراء تم تحريرها بشكل جيد الآن التركيز على منطقة بيجي في الشمال وعلى منطقة الفلوجة حيث تحاصر في هذه الايام في محافظة الانبار ومدينة الرمادي مركز محافظة الانبار والتي ايضا يحاصرها الجيش والشرطة وتجري عمليات مهمة في هذه المناطق نعتقد تحقيق الانتصار في هذه الاماكن الثلاث بيجي الفلوجة والرمادي سيؤدي إلى تطور نوعي في توازنات القوى وسيحصر الارهاب الداعشي في الموصل وحينئذ ستتوجه القوات مجتمعة إلى تلك المنطقة للقضاء عليه واخراجه من ارض العراق كلياً.
وفي سياق الحديث عن امكانية محاربة الحشد الشعبي الى جانب قوى التحالف الدولية اعرب الحكيم عن الحساسية المتبادلة بين الحشد الشعبي وامريكا مضيفا ان الحشد الشعبي نتيجة لتركيبته الداخلية الناس المؤمنين المجاهدين العقائديين هم لايفضلون التعامل مع الولايات المتحدة في المعارك وبالتالي الولايات المتحدة أيضاً تتحس من حضورهم فهو تحسس متبادل من الطرفين ولاسيما أن الولايات المتحدة تنظر إلى الجمهورية الاسلامية والقيادات العسكرية الايرانية ولاسيما الحاج قاسم سليماني الذي يقدم استشارات هامة لهؤلاء في المعارك وهذا مايجعل الولايات المتحدة تتحسس من التعامل وهم يتحسسون أيضاً منها كما أشرت فتركز الولايات المتحدة والتحالف الدولي على دعم قطعات الجيش والشرطة العراقية فيما الحشد يستثمر الاستشارات الجدية التي تقدم له من قيادات مختصة من الجمهورية الاسلامية الايرانية يضاف إلى القادة العسكرين من المجاهدين الذين قاتلوا ولهم خبرة طويلة في مقارعة نظام صدام اليوم هم مؤهلين لأن يقودوا مثل هذه المعارك الاساسية والمهمة./انتهى/
تعليقك