رأت الأكاديمية التونسية والباحثة في العلوم السياسية سهام محمد بن عزوز إن سياسة الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب تميل إلى ترجيح الشراكة مع روسيا والصين بدلاً من مواجهتهما والقضاء عليهما.

تناولت الأكاديمية التونسية الباحثة في العلوم السياسية سهام محمد بن عزوز في مقالها لوكالة مهر للأنباء سياسة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب وأبعادها الاستراتيجية معتبرةً إن سياسة الرئيس الجديد تهدف إلى استبدال مثالية "الأفضل"بـ "أولا"، مشيرةً إلى إن هذه السياسية هي نفسه التي قادته إلى ترجيح عقد شراكة مع كل من روسيا والصين، بدلا من محاولة القضاء عليهما .

وأوضحت بنت عزوز إن دونالد ترامب حاول المساعدة على تجديد السلطة في كييف لحل هذا الصراع الأوكراني فاستقبل زعيم المعارضة يوليا تيموشينكو. أما في سوريا والعراق، فقد بدأ دونالد ترامب فعلا بإجراءات مشتركة مع روسيا، على الرغم من نفي المتحدث باسمه تلك الإجراءات.

وتابعت الأكاديمية التونسية إنه فيما يخص الصين فقد ألغى الرئيس دونالد ترامب مشاركة الولايات المتحدة في "معاهدة الشراكة العابرة للمحيط الهادي" (تي.تي.آي.بي)، وهي معاهدة مصممة أساسا ضد الصين، وبدأ على الفور بمناقشات حول إمكانية انضمام واشنطن إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية.

فيما رأت بنت عزوز إن أصدقاء كلينتون ونولاند استأنفو الحرب وتمكنوا في الوقت نفسه من تزويد الأكراد السوريين بعربات مدرّعة كما كان مخططا لها من قبل إدارة أوباما.

واضافت الأكاديمية التونسية انّه إذا سارت الأمور على هذا النحو، فهذا يعني أن الولايات المتحدة سوف توافق على التعاون مع الصين بدلا من عرقلة نموها، مرجحةً أن تشارك في بناء طريق الحرير، مما يجعل الحرب في كل من دونباس وسورية عديمة الفائدة.

وأشارت بنت عزوز الى إن ترامب بدأ بتفكيك قانون دود فرانك على الرغم من الجوانب الايجابية لهذا القانون، إلا أنه يؤسس لوصاية وزارة الخزانة على البنوك، الأمر الذي يعيق تطورها. كما يستعد دونالد ترامب أيضا إلى إعادة التمييز بين البنوك التجارية وبنوك الاستثمار ومنها إلى الهيئات الدولية التي باشر ترامب بتنظيفها أيضا.

وبينت الأكاديمية التونسية إن طلب السفيرة الجديدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، التدقيق في أوضاع 16 بعثة "لحفظ السلام"، وتشكيكها بعمل كل البعثات التي تبدو غير فعالة طبقا لميثاق الأمم المتحدة من دون أي استثناء يعكس تياراً جديداً في الأمم المتحدة.

وأوضحت بنت عزوز إن القصد من عمليات "حفظ السلام" بالعرف الدولي هو فرض الامتثال لحل فرضه مجلس الأمن، لكنه مرفوض من أحد طرفي النزاع، معتبرةً إياه تشريع استعماري بكل معنى الكلمة و ان اختلفت في الرأي مع بعض المحللينّ.

وارتأت الأكاديمية التونسية إن التجربة العملية، فقد أثبت أن وجود هذه القوات لايفيد إلا في إطالة عمر الصراع في حين أن غيابهم لا يغير من الأوضاع شيئا، كما هو الحال بالنسبة لقوات اليونيفيل المنتشرة فوق الأراضي اللبنانية فهي فشلت في منع حصول عمليات عسكرية من الجانب الاسرائيلي أو المقاومة اللبنانية. وهي في الواقع لا تقوم بأي عمل سوى التجسس على اللبنانيين لصالح إسرائيل، وذلك لإطالة أمد الصراع، مشيرةً إلى إنه حين طرد تنظيم القاعدة الإرهابي قوات " أندوف " من الجولان المحتل، لم يغير ذلك شيئا من طبيعة الصراع بين سورية وإسرائيل. /انتهى/