أشارت الباحثة التونسية في الشؤون السياسية الدولية سهام محمد عزوز في مقال كتبته لوكالة مهر للأنباء إلى أن الإعلام الغربي حاول إقناع العالم بإن الجماهير التي انتخبت دونالد ترامب، عبًرت عن استياء البيض من النخب الحاكمة، لكنه في الواقع لايفعل شيئا أكثر من تمديد أجل خطاب هيلاري كلينتون الذي سبق وأن رفضه الناخبون على وجه التحديد، مضيفةً إن الإعلام يرفض إيضاً الاعتراف بأن الانقسام الحالي ليس له أية علاقة بالموضوعات التي تم التعرض لها خلال الحملة الانتخابية.
وتابعت عزوز بالقول أن الحملة ابرزت انقسامات جديدة، ليس بين الحزبين الرئيسيين بل داخلهما تجلت بقيام العديد من قادة الحزب الجمهوري بدعم كلينتون، وبعض الزعماء الديمقراطيين بتأييد ترامب.
ورأت الأكاديمية التونسية أن تحليل أصوات الناخبين لم يقدم أي قيمة مضافة تبعاً لانتماءاتهم المجتمعية (النساء، واللاتينيين، والسود، والمسلمين، أو المثليين، وما إلى ذلك). بينما كانت وسائل الإعلام تجتر أقوالها مرددة أن التصويت لترامب هو بمثابة تصويت للكراهية، حيث كانت أغلب تلك الأقليات تصوت لصالح ترامب.
وأضافت عزوز أن بعض الصحفيين حاول البناء على سابقة "بريكزيت" على الرغم من أنهم فوجئوا بها، ولم يكونوا قادرين على تفسيرها. وإذا قمنا بتحليل النتائج بناءً على سوابق خارجية، فسوف ينبغي علينا الأخذ بعين الاعتبار انتخاب ناريندرا مودي الذي فاجئ الجميع في الهند وكذلك روديغو دوتيرتر في الفلبين (مستعمرة سابقة للولايات المتحدة).
وأشارت الباحثة التونسية إلى أنه على الرغم من كل البروبغندا الدعائية، لم يدل الشعب البريطاني بصوته ضد الأوروبيين ولا الهنود ضد المسلمين أو الفلبينيين ضد الصينيين بل على العكس من ذلك تماما كان كل واحد من هذه الشعوب الثلاثة يسعى لانقاذ ثقافته، والعيش في سلام، مشيرةً إلى إن
وأوضحت عزوز أن الانقسام الذي حصل بين مواطني الولايات المتحدة لايمكن رده إلى الانتماء العرقي أو الطبقات الاجتماعية بل إلى الايديولوجيا البروتستانتية [1]. إذا ثبتت صحة هذا التفسير، فهذا يعني أننا سنشهد صراعا وجوديا لأنصار هذه الايديولوجيا، ضد إدارة ترامب، وكل ما سوف يضطلع به الرئيس الجديد المنتخب سيتعرض لتخريب منهجي، مشيرةً إلى إن الاحتجاجات المتفرقة ضد نتائج الانتخابات أن الخاسرين لا يحترمون قواعد اللعبة الديمقراطية.
ونوهت الباحثة الثونسية أن بدلا من التفكير في كيف يمكن أن نحقق مكاسب من إدارة ترامب، ينبغي علينا أن نسأل أنفسنا منذ الآن كيف يمكننا مساعدته على النجاح في تحرير بلاده من نزعتها الامبريالية ووضع حد نهائي للعالم أحادي القطب، و"عقيدة وولفويتز "، وكيف يمكننا استبدال المواجهة، بالتعاون، مشيرة إلىالإعلام الأمريكي يتكهن باحتمال تعيين شخصيات من إدارة بوش، في إدارة ترامب، بينما ينبغي أن نتوقع الدور السياسي الذي يمكن أن تلعبه القيادات التنفيذية في مؤسسة ترامب، بصفتهم الوحيدين الذين يمكن أن يثق بهم.
ورأت بن عزوز أنه ينبغي أن ندعم الجنرال مايكل تي فلاين فهو على الرغم من انتمائه للحزب الديمقراطي إلا أنه كان المستشار الرئيسي للسياسة الخارجية والدفاع خلال الحملة الانتخابية لترامب. وبصفته قائدا للمخابرات العسكرية، منذ مؤتمر جنيف 1،إلى غزو العراق من قبل داعش، موضحة إن الجنرال فلاين لم يتهاون يوما عن محاربة الرئيس أوباما، ووزيرة الخارجية كلينتون، والجنرال ديفيد بترايوس، وجون ألين، وجيفري فيلتمان بسبب استخدامهم للجهاديين والإرهاب، للحفاظ على الهيمنة الإمبريالية الأمريكية. وسواء تولى منصب مستشار الأمن القومي، أو مدير وكالة الاستخبارات المركزية، أو حتى وزارة الدفاع، فمن المؤكد أنه سيكون أفضل حليف للسلام في بلاد الشام. /انتهى/.
تعليقك