قال محمد السامولي رئيس مجلس المعارضة المصرية في جنيف ان مصر اتخذت قراراً صائبا بعودة سوريا الى الجامعة العربية ومن الطبيعي ان الدول العربية التي مولت الارهاب في سوريا ان ترفض ذلك.

يواجه العالم العربي والاسلامي اليوم تحديات كبيرة وعلى وجه الخصوص بعد تولي ترامب الرئاسة في البيت الابيض وتصريحاته المستفزة تجاه الدول الاسلامية سيما محور المقاومة، وفي هذا السياق يبقى موقف جمهورية مصر تجاه قضية سورياتحت علامة الاستفهام، فلم يحدد لحد الان مسار العلاقات المصرية مع دول محور الممانعة والدول الحليفة لامريكا واسرائيل.

في هذا السياق اجرينا حوارا مع عادل السامولي رئيس مجلس المعارضة المصرية فی جنیف. وفيما يلي نص الحوار:

* كيف تقرأ قرار مجلس الشعب المصري لعودة سوريا الى الجامعة العربية وإلى أي مدى هذا الموقف لمجلس الشعب يتفق مع القيادة المصرية سيما بالنظر إلى علاقة مصر والسعودية؟

أن لجنة الشؤون العربية في البرلمان المصري إتخذت قرارا صائبا للمطالبة بعودة سوريا لشغل مقعدها في مجلس الجامعة العربية، وأرغب أن أذكر أننا في مرحلة دقيقة وحاسمة تمر بها المنطقة وقرارات مصر اليوم غير مرتبطة بشخص الرئيس الحالي وتتحكم فيها روابط العلاقة مع السعودية بل هناك مؤسسات في مصر  غير الرئاسة تشارك في القرار .

* هل هناك أرضية في الجامعة العربية لعودة سوريا الى المجلس العربي؟

دول الخليج الفارسي) وأخرى من شمال إفريقيا بالتأكيد ترفض عودة سوريا أو على الأقل ستتخذ ذريعة للعداء ضد النظام السوري لرفض العودة، هذه الدول التي أتحدث عنها مولت ومنحت الإرهابيين  السلاح للقتال في سوريا .

بالتأكيد هناك أرضية لعودة سوريا والموقف المصري الصادر عن البرلمان المصري هي رسالة شجاعة من أكبر دولة عربية وان كانت تعاني مشاكل داخلية سياسية واقتصادية واجتماعية إلا ان هذا القرار هو كلمة مصر لدول الخليج الفارسي ولغيرها ويجب أن تفهم الرسالة بالشكل الصحيح من طرف حكام الخليج (الفارسي) .

* الى أي مدى تستطيع الجماعة العربية احتواء الدور المصري وهل ستأخذ مصر دورها كما كان في السابق؟

إذا كنتم تتحدثون عن مصر وهي تحت حكم الجنرالات أو السلطة العسكرية فإجابتي واضحة، مصر عندما تخلصت من حكم مرسي والاخوان وستتخلص قريبا من حكم السيسي والجنرالات وانسحاب الجيش من الساحة السياسية ونقل السلطة الى نظام حكم مدني ويقر ديمقراطية بالتدريج سيكون ذلك بمثابة شهادة ميلاد لمصر إقليميا ودوليا، مصر قوية على كل الأصعدة سياسيا ، عسكريا ، اقتصاديا واجتماعيا. في الظرفية القادمة.

هناك دول عربية وقوى دولية  تخشى أن تكون مصر قائدة للشرق الأوسط بل تسعى تلك الدول أن تسلم مفاتيح قيادة الشرق الأوسط لرئيس الوزراء نتنياهو لتصبح إسرائيل زعيمة على الدول العربية في إطار ما يسمى السلام النهائي بين العرب وإسرائيل. واقول من ينظر حاليا إلى مصر الضعيفة ينبغي كذلك أن يفكر ان هذا وضع مؤقت ولن يدوم. مصر أمة عظيمة لن تهزم وهذا  ليس خطاب حماسي لكنها رسالة دقيقة أوجهها أن مصر مستعدة لكل الإحتمالات والأفضل أن لا تتورط دول عربية في الغدر بمصر لأن الرد سيكون ساحق.

* بخصوص التأكيد على سيادة سوريا العربية الكاملة، هل تعتبر هذه خطوة لإعادة شمل العرب وذلك بقيادة مصر؟

لايمكننا أن نتحدث عن إعادة لم شمل العرب  بوجود دول عربية وخليجية خائنة شردت الشعب السوري ليتحول الى لاجئين بدول المانيا وسويسرا وفرنسا وغيرها. لايمكن أن نتحدث عن المستقبل ونحن نعيش الماضي والحاضر ونعلم ماذا فعلت دول الخليج (الفارسي) بمنطقتنا. هذه الدول العربية ستحاسب أنظمتها وارجوا ان يفهموا ذلك جيدا ومصر ستفعل ذلك بعد رحيل السيسي من السلطة. أقول شخصيا كوني رئيسا لمجلس المعارضة المصرية  على مصر أن لا ننساق للإنضمام للتحالف السعودي الإسرائيلي ضد إيران ولا تسمح بوطن بديل للفلسطينيين على أرض سيناء المصرية ويجب مناقشة هذا الموضوع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

* اليوم ما یمنع مصر من أن تلعب دورا قیادیا في الجامعة العربية والشرق الأوسط ؟

يحضر في ذاكرتي اجتماعات رؤساء وملوك الدول العربية حينما كانوا يجتمعون لمناقشة أزمات الدول العربية وكيف أنه لم تتخذ قرارات بهذه الجامعة لسنوات طويلة ، وكانت القرارات دائما سببا للفرقة والتنافر وترسيخ العداء العربي -العربي. في واقعنا الراهن يجب التفكير في تحديث هذه الجامعة المتهالكة أو إغلاقها نهائيا. يتكرر الحديث عن الدور القيادي لمصر وما يعيقها أو يمنعها من ذلك والجواب يتشكل في رد محدد: مصر غير مستقرة سياسيا ولا أحد يعلم  على وجه الدقة متى سيتحرك الشعب المصري لتغيير الظروف الحالية. فالشعب المصري اليوم غاضب من الظروف الاقتصادية والمعيشية وأمام حقائق صادمة يمارسها النظام الحالي مثل التفريط في الأمن المائي وقضية تيران وصنافير والتسريبات الصوتية المنسوبة بين وزير الخارجية المصري و مسؤول اسرائيلي. وعودة وزراء مبارك في تشكيلة الحكومة الجديدة. /انتهى/

اجرت الحوار: مريم معمارزاده