رأى الاستاذ الجامعي والباحث الاستراتيجي اللبناني أمين محمد حطيط إن لاوقائع المستثبتة من سلوك مكونات الإرهاب والعدوان على سوريا تشي بأن جنيف 4 لن يقدم شيئا لسورية طالما ان الفريق الاخر مصر على العدوان وانه يراهن على الميدان لصنع امر واقع يريحه.

وأفادت وكالة مهر للأنباء إن  الاستاذ الجامعي والباحث الاستراتيجي اللبناني أمين محمد حطيط كتب في مقال له في صحيفة "الثورة" السورية تحت عنوان "جنيف4 المتعثر... على وقع الإرهاب المستمر"  إن الإعلان عن تأجيل الاجتماعات الى اجل لم يحدد، وكان واضحا يومها ان التأجيل كان مرده اختلال موازين القوى في الميدان لصالح الحكومة السورية، ما يعني ان المفاوضات إذا استمرت لن تفضي الى إعطاء ممثلي العدوان على سورية شيئاً جوهرياً يتطلعون اليه.‏

وأضاف حطيط إن  روسيا وجدت  بعد الاستجابة التركية لدعوتها ، و جهوزية ايران للعمل في مسعى يوقف القتل او يخفض من ضراوته ، و مع انشغال اميركا في عملية انتقال السلطة الى رئيس جديد ، وجدت روسيا ان الباب بات مفتوحا لتحقيق خرق على المسار السياسي للحل ، ووضعت خطة العمل على وجهين الأول تثبيت وقف العمليات القتالية ، و الانصراف الى قتال الإرهاب بقوى تحشد من المعسكرين معا ( معسكر العدوان و معسكر الدفاع) و اما الثاني فيتمثل بتحريك اجتماعات جنيف 4 للخوض في المسائل السياسة مع التمسك بأولوية القتال ضد الإرهاب .و على هذا كانت اجتماعات استانا 1 ثم 2 لمعالجة الوجه الأول من الخطة ، و كان لا بد من استئناف جنيف 4 للسير في العمل السياسي .‏

وتطرق الباحث اللبناني إلى اجتماع آستانا موضحاً إن جولته الأولى حققت نجاحاً مقبولاً للانطلاق نحو انشاء آلية لمراقبة وقف العمليات القتالية ومعالجة خرقها رغم المشاركة الضعيفة والشكلية لأميركا فيه، لكن الأمم المتحدة احرجت بهذا التحرك واضطرت لتحديد موعد لاستئناف جنيف 4 حددته بعد 3 أسابيع من آستانا 1 ثم اجلته لأسبوعين إضافيين لتدعو اليه في 23\2\2017. أما الجولة الثانية فقد ظهرت المفاجأت بخاصة في الموقف التركي، ما منع من الخروج بنتائج بمستوى الآمال المعقودة. حيث تراجعت تركيا عن الالتزام مجددا او الوفاء بتعهداتها السابقة ، وذلك بعد الاتصال الهاتفي بين الرئيس الأميركي ترامب و رئيسها اردغان .اما اميركا فلم تجد ما يدعوها للحماسة في المشاركة في آستانا بفعالية لانها غير مستعدة أيضا لتسهيل عمل روسيا في هذا المجال .‏

ونوه الباحث اللبناني إن جنيف 4 أظهرت ان معسكر العدوان بحاجة الى شيء كبير في الميدان يمكنه من الضغط والابتزاز، ولهذا في هذا اليوم الاول المقرر لبدء الاجتماعات، سجلت في الباب السورية استعادة لمسرحية جرابلس في اجراء عملية تسلم وتسليم للمدينة من يد داعش الى يد الجيش التركي، ولم يكتف معسكر العدوان بذلك اذ انه وفي اليوم الثالث قام بعملية ارهابية نوعيه في مدينة حمص ضد مركزين امنيين داخل المدينة.‏

واختتم أمين حطيط مقاله قائلاً إن الوقائع المستثبتة من سلوك مكونات الإرهاب و العدوان على سورية تشي بأن جنيف 4 لن يقدم شيئا لسورية طالما ان الفريق الاخر مصر على العدوان وانه يراهن على الميدان لصنع امر واقع يريحه و لهذا كانت خطة المناطق الامنة التي بدأت في الشمال بيد تركية و الان يعد لانطلاقها في الجنوب بيد اردنية إسرائيلية تنفذها قوات مسماة درع الجنوب على غرار درع الفرات التركية ، و مع هذا فإن سورية و من باب سد الذرائع تشارك في جنيف4 و تدير ملفاتها بالحزم الذي تفتضيه المصلحة السورية استراتيجيا و تتابع التصدي و المواجهة في الميدان بما يقتضيه الموقف لأسقاط خطة العدوان الأخيرة، وبالتالي نرى ان ظروف الحل السياسي لم تنضج لدى معسكر العدوان ولهذا فإن العدوان مستمر بأساليب متنوعة بين إرهاب مباشر كما حصل في حمص او احتلال مقنع او مباشر كما يحصل شمالا بيد تركية، ويحضر جنوبا بالتعاون بين الاردن والاسرائيل. /انتهى/