في حديث اجرته وكالة مهر للأنباء مع مصيب النعيمي الخبير السياسي في الشؤون العربية ورئيس تحرير جريدة الوفاق بشأن اهداف زيارة العاهل السعودي لدول شرق آسيا أشار الى الجانب الرئيسي في خلفية هذه الزيارات التى يعتبرها البعض ذات طابع اقتصادي، معتبراً أن زيارة سلمان لدول شرق آسيا سيما ماليزيا واندونيسيا تأتي في اطار محاولة السعودية للخروج من العزلة التي تعيشها بعد وقوعها في فخ العدوان ضد اليمن وتحولها الى نظام معتدي ترتكب جرائم لا مثيل لها خلال عامين وبعد الانتقادات التي طالت هذا النظام حتى من الدول الحليفة له.
وتعليقاً على الحديث الذي يتداول لدى بعض وسائل الإعلام عن الطابع الإقتصادي لهذه الزيارات للحد من اعتماد المملكة السعودية على النفط حيث وصف البعض ان هذه الزيارة تصب تجاه تأسيس طريق حرير جديد، قال مصيب النعيمي فإن هذا الحديث مجرد بروباغندا اعلامية وليس هناك اي دراسة في هذا المجال ومن الواضح أن تأسيس طريق حرير جديد يستوجب مشاركة البدان التى يمر عليها هذا الطريق، مضيفاً أن رغم الحديث عن الخلفية الإقتصادية لهذه الرحلة فلم يلق العاهل السعودي اقبالاً شعبياً جماعياً بقدر ما كان هناك مناسبة رسمية، واصفاً هذه الزيارات بمحاولة للتقارب من بلدان شرق آسيا بعد فشل السعودية في علاقتها مع بلدان المنطقة وبعد الإنتقادات التي تعرضت لها في خصوص عدوانها ضد الشعب اليمني وبعد ما بات واضحا للجميع إنها تأتمر بأوامر الغير.
واضاف نعيمي أن انفتاح السعودية لدول شرق آسيا أمر لايتماشى مع انصياع السعودية الكامل للغرب بحيث أنها تشتري الأسلحة منه لتقتل المسلمين وتخطط وتتآمر من أجل بث التفرقة بين بلدان النمطقة وتنسق مع الكيان الصهيوني الذي معروفاً عدائه مع الدول الأسلامية والعربية.
وأكد الخبير السياسي الايراني أن طرح تخويف السعودية من ايران مخطط غربي لصرف الأنظار عما يجري في واقع الحال في المنطقة وتبرير ماتقوم به السعودية معتبراً محاولات هذه المملكة التي تصب تجاه تقديم إيران على اساس إنها دولة تشكل خطرا على باقي دول المنطقة، هي هروب الى الأمام لمواجهة تداعيات الجرائم التي اقدمت عليها هذه المملكة مؤكداً ان هذه المحاولات غير مجدية سيما بعد ان اثبتت ايران مصداقيتها لدى الجميع متابعا حديثه: ان ايران هي التي كانت حريصة دائما على الأمن والإستقرار في المنطقة والتعاضد الإسلامي واليوم اصبح من الواضح جدا أنها تقف في وجه المؤامرات الغربية ضد الأمة الإسلامية لتقطع أيادي تلك الدول التي تنوي الإستيلاء على ثروات المسلمين المادية والفكرية والمعنوية مشدداً على أن النفوذ الذي تحظى به ايران سواء ان كان على صعيد دول المنطقة وباقي دول العالم يأتي من طاقاتها وقدراتها وثأثيرها ومجتمعها بينما السعودية تفقد مثل هذه القدرات.
وتطرق النعيمي الى موضوع النفط السعودي حيث قال أنه يصرف على تكاليف الحروب التي تشنها السعودية بشكل مباشر وغير مباشر في المنطقة وايضا من أجل ابتزاز الدول التي تعتبر حليفة السعودية في هذا العدوان مشيرا الى ابتعاد بعض الدول التي طالما كانت حليفة قريبة لها، مثل مصر وبعض دول مجلس تعاون الخليج الفارسي التي باتت تنتقد استفراد السعودية بهذه الخطوة الرعناء التي حولت المنطقة الى مساحة حروب محلية وصرفت الأنظار عن الواقع التي تعيشه الدول العربية والإسلامية في مواجهة الكيان الصهيوني.
وبشأن علاقات مصر والمملكة السعودية رأى نعيمي ان المصالح المصرية تكمن في ايجاد تقارب اكثر مع الدول العربية ودول الجوار ومصالح السعودية تكمن في خلق العداوة والخلافات بين تلك الدول فذلك ما يجعل مصالح السعودية تختلف تماما عن المصالح المصرية معتبراً أن مصر لم تكن حليفة حقيقية للسعودية حتي في المرحلة التي اعتبرت حليفة لها والسبب في ذلك أن هناك شخصيات وقيادات مصرية تعارض خوض مصر في المغامرات التي اقدمت عليها السعودية مضيفاً " أن مصر سميت ضمن جيش التحالف العربي في العدوان ضد اليمن ولكنها لم تقم بأي خطوة عملية خاصة في مجال ارسال الجنود وإنها علنياً رفضت المشاركة بشكل مباشر لقتل الشعب اليمني".
وتابع كلامه قائلا ان السعودية بذلت اموال كثيرة متوعدة الجميع بأنها ستحسم الأمر خلال اسبوع او ثلاثة اسابيع وزعمت أن اليمن سوف يكون تحت سيطرتها تماما خلال مدة قصيرة ولكن بعد خسارتها في هذا الرهان تركها الجميع مشيراً بأن هناك الكثير من الأطراف والأجنحة في مصر تعارض وجود اي علاقة مع السعودية بسبب احتمال تورط مصر بتبعات الحروب التي تخوضها السعودية وخسارتها في رهاناتها سواء ان كان في اليمن او سوريا او العراق وغيرها من بلدان المنطقة./انتهى/
أجرت الحوار: مريم معمارزاده