على اعتاب تحرير الهعزائم التي تكبدتها الجماعات الارهابية في العراق صرح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان الحرب لم تنته عند تحرير العراق بل القوات العراقية ستستمر بملاحقة داعش خارج اراضي العراق والسؤال الذي يطرح نفسه هنا انه "الى أي مدى سينخرط العراق في هذه الحرب وما هي الردة الفعل الأمريكية تجاه هذه الخطوة العراقية"؟
في هذا السياق اجرت وكالة مهر للأنباء حواراً مع رئيس مركز التفكير السياسي العراقي الدكتور احسان الشمري حيث أكد أن حديث رئيس الوزراء العراقي عن ملاحقة داعش خارج الحدود العراقية معناه أن العراق عقد عزمه لملاحقة الإرهاب خارج الجغرافيا العراقية وانه لم يتردد في استخدام القوة تجاه بعض المضافات التي تؤوى الإرهابيين على مستوى دول الجوار مشيرا الى أن الضربة الجوية التي وجهتها القوات العراقية لمقرات داعش في البوكمال خير دليل على مدى جهوزية القوات الأمنية العراقية لتوجيه الضربات على معاقل تنظيم داعش الإرهابي خارج اراضيها.
واضاف احسان الشمري أن هناك نقطتين يجب الإنتباه عليهما اولاً الخيار الذي اعتمده العبادي في توجيه الضربات لمواقع داعش خارج اطار الجغرافيا العراقية وفي الأراضي السورية ، كان مابعد التنسيق مع الجانب السوري والنقطة الثانية هي أن القيام بهذه الخطوة جزء من الحاجة العراقية بإستهداف مثل هكذا مقرات لتنظيم داعش التي استخدمها لإنطلاق بعض العمليات الإرهابية التي شملت محافظة الأنبار بالتحديد.
وأكد الشمري أن العراق سوف لن يمضي بحرب تتضمن انتقالة لقواته الأمنية خارج اطار الجغرافيا العراقية ولن يمضي العبادي بتجاه حرق سيادة دول الجوار وخرق حدودها دون الحصول على الضوء الأخضر سواء ان كانت سوريا او الأردن او غيرها من الدول لأنه يعتمد مبداء عدم التدخل في شؤون الداخلية لدول أخرى.
ونوه الشمري بمواقف الإدارة الأمريكية تجاه العراق وحربه ضد داعش خلال فترتي الإدارة القديمة والإدارة الجديدة للولايات المتحدة قائلا أن في عهد اوباما مارست الولايات المتحدة الأمريكية ضغوطا على القيادة العراقية فيما يخص المعارك التي كانت تخوضها القوات العراقية مع داعش ، سيما عند توجه القوات العراقية الى الفلوجة وايضا فيما يرتبط بالحشد الشعبي ، ووصل الأمر الى حد اتخاذ إجراءات تتعلق بالضربات الجوية ما كانت ترتقي الى مستوى الطموح العراقي ، و ذلك من أجل ان ينفذ العراق بعض القرارات الأمريكية مؤكداً أن ذلك لم يكن فاعلا ، مشيرا الى توجه القوات العراقية الى الفلوجة واستمرار الحشد الشعبي في معاركه ضد داعش في صلاح الدين وتكريت كقوة اساسية وفي الرمادي والفلوجة كقوة اسناد ومحاصرة ، رغم كل الخطوات التي مضت بها الولايات المتحدة والتي بلغت استخدامها للفتو لتقييد القوات العراقية ومنعها من القضاء على الإرهاب بشكل سريع.
وأضاف أن في عهد ترامب اختلفت الأوضاع وما جعل ترامب يقدم شيء من الدعم ويرفع تلك الضغوط التي كانت موجودة في عهد اوباما هو أن ولايته جاءت في وقت بات يحصد العراق معاركه تجاه النصر معتبرا أن انتصار العراق يعد تنفيذا لوعود ترامب تجاه الشعب الأمريكي ليقول له أنه استطاع ان يقضي على الإرهاب على مستوى الجغرافيا العراقية وبمساعدة القوات العراقية.
وتابع حديثه: نستطيع القول أنه يريد أن يحصد النصر ويخطفه من العراقيين بينما ترامب لم يجد خيرا من العراق ليرفع علم انتصاراته فيه نظراً الى طبيعة الإنتصارات التي حققها على مستوى القوات الأمنية والحشد الشعبي.
ومن جهة اخرى شدد الخبير السياسي العراقي أن القرار النهائى على مستوى المعارك هو قرار عراقي ولايرتبط بالولايات المتحدة الأمريكية وحتى الضربات الجوية التي يوجهها التحالف الدولي هو بتوجيه وقرار من العراق اولاً وأخيراً.
وفي سياق المخاوف الإسرائيلية من هزيمة داعش الإرهابي بشكل كامل في الأراضي العراقية قال احسان الشمري انه لا شك بأن الانتصارات التي تحققها القوات العراقية تشكل مصدر خوف لإسرائيل اعتباراً بأنها تتم بإمكانياته ذاتية ولكن ليس من تطلعات العراق أن تتوجه لتهديد الدول الأخرى مشيرا الى أن ذلك يرتبط بطبيعة النظام السياسي الجديد في العراق وبمحدداته الدستورية معتبراً أن وجود بعض القوات من فصائل الحشد الشعبي ومن ينضوي تحت هذه المضلة في اراضي الجولان ليس قرارا رسميا مؤكدا أن الحكومة العراقية لا توافق على هذا التواجد وأن الحشد الشعبي كونه مؤسسة حكومية وأمنية لا يدعم تواجد اي من الفصائله على اراضي الجولان وهذا القرار عائد لتلك الفصائل فقط.
وأكد الشمري انه لايرى لإيران نية لإبتلاع العراق بل انها ساعدت ولازالت تساعد القوات العراقية من خلال تقديم الدعم ووجود المستشارين العسكريين من أجل القضاء على الإرهاب مضيفا أننا كعراقيون نرى أن إيران تحترم السيادة العراقية ولا تحاول أن تجعلها تحت مضلتها.
وفي سياق التساؤلات المطروحة حول إمكانية وضع حد لتنامى قدرات القوات العراقية بشكل عام من قبل الجانب الأمريكي قال الشمري رغم وجود علاقات جيدة بين الولايات المتحدة والعراق ولكن هذا لايجعلها وصية على المؤسسة الأمنية العراقية والولايات المتحدة لاتملك قرارا لتحديد قدرات المؤسسة الأمنية وتنمية الجيش العراقي وهذا شأن سيادي عراقي فقط منوهاً بأن العراق بات موثوقا لدى الولايات المتحدة الأمريكية وكل دول العالم والجميع يثق بأنه لا توجد لدى العراق نوايا لتهديد اي من دول الجوار او دول المنطقة مشدداً على أن عملية تطوير المؤسسة الأمنية تمضي على قدم وساق والعبادي يمضي بإتجاه اعادة هيكلة المؤسسة الأمنية./انتهى/
أجرت الحوار: مريم معمارزاده