قال الأستاذ المحاضر في كليّة الإعلام في جامعة دمشق "أنطوان شار" أنّ مشروع التقسيم وصل إلى مرحلة النهاية، ولا تقسيم في سوريا، ولا مصلحة لأحد بأن يكون هناك تقسيم ولكن موضوع الفيدرالية وجهة نظر من الممكن لها أن تُدرَس لبداية إنهاء الحرب السّورية.

أوضح الأکاديمي السوري في كليّة الإعلام في جامعة دمشق، عضو الهيئة التدريسية في جامعة السّيدة رقيّة (ع)، الدكتور أنطوان شار، في حديث لوكالة مهر للانباء أنّ وقف التصعيد يُعتبَر خطوة أساسية في الحل السّياسي في سوريا، لأنّ المجتمع الدّولي أكّد بعد قناعته الكاملة بأن لا مجال أبداً لأي حلٍّ عسكري في سوريا.

وأضاف عضو اتّحاد الصحافيين، الدكتور شار في حوار خاص لوكالة مهر للأنباء أنّه بعد أن قامت روسيا بجهودها ضمن المجتمع الدّولي وبالتنسيق مع الأطراف المعنية، وخاصّة مع الجهات الأمريكية، استطاعت أن تتقدّم بخطوة كبيرة باتجاه الحل وهذا ما يُريح في المستقبل، أي إنهاء الأزمة السّورية.

ولفت المحلل السياسي الدكتور شار أنّه يتطلّب وبكل تأكيد من جميع الجهات المعنية في مناطق وقف التصعيد، أن تلتزم ببنود الاتفاق الذي تمّ صوغه في أستانا، مبيّناً أنّه من الطبيعي أنّ الجهات الضامنة سواء كانت الروسية أو الإيرانية أو التركية، ستقوم بدورها كاملاً في إيجاد حلٍّ لهذه المشكلة وخاصّةً في إيقاف الإرهاب والقضاء عليه، مع القضاء على التنظيمات المتطرّفة كتنظيمَي داعش والنصرة، معتبراً أنّه يتوجّب على الجهات الموجودة في أماكن التصعيد أن تتجاوب تماماً مع الجهات الضامنة وتتعاون معها لتحقّق هدفها، إذ تمّ وضع خطّة لذلك، وهذه الخطة سترى النور لأنّ الجهات الرسمية في سوريا، كانت السبّاقة في الالتزام بهذا الاتفاق.

ورأى الدكتور شار أنّ الجهات الإقليمية لها مصلحة كبيرة في هذا الاتفاق لأنّها ضامنة لوقف تدفّق الإرهاب إليها، ومنع وصول الإرهابيين أو تحقيق أهدافهم التخريبية.

وأوضح أنّ منطقة الفرات من أعقد المناطق في موضوع وقف التصعيد وخاصّةً بأنّ هناك مخطّط كان هدفه تمرير خط الغاز من قطر إلى أوروبا عبر سوريا، لافتاً أنّه من الطبيعي أن يُدرَس هذا المخطط بشكل دقيق جدّاً بين الأطراف التي ستساهم في عملية وقف التصعيد، للخشية من هؤلاء الإرهابيين أن يقوموا بمبادرات تعرقل تماماً أي خطوة في طريق الحل السّياسي في هذه المنطقة، مبيّناً أنّهم قد يضّطروا إلى حرق آبار الغاز والقيام بتصرّفات سيئة جدّاً تقضي على أي حل إيجابي مستقبلي في هذا الاتّفاق، لذلك هناك اتفاق تام الأركان في المجتمع الدّولي لحل هذه المشكلة بالشكل السليم.

وأشار الدكتور شار حول المعلومات عن التحشّد التركي على الحدود مع محافظة إدلب ليست خطيرة أبداً لأنّ المجتمع الدّولي كما أسلف، متّفق تماماً، ومن مصلحة تركيا أن تساهم بذلك لأنّ هدفها الأساسي عدم إقامة دولة كردية في خاصرتها، لأنّ ذلك يشكّل خطراً عليها، وبناءً على ذلك، ستساهم في تنفيذ اتّفاق وقف التصعيد بشكلٍ إيجابيّ لمصلحتها وضمن خطّة موضوعة مع الأطراف جميعاً من أجل إعادة الأمور إلى ما كانت عليه حيال الأزمة السّورية.

وبيّن بما يتعلّق بموضوع التقسيم في سوريا أنّ هذا المشروع وصل إلى مرحلة النهاية، ولا تقسيم في سوريا، ولا مصلحة لأحد بأن يكون هناك تقسيم ولكن موضوع الفيدرالية وجهة نظر من الممكن لها أن تُدرَس، لكن الأهم الآن هو القضاء على الإرهاب وهذا ما وضعته سوريا في أولويّة مباحثاتها وقالت أنّ القضاء على الإرهاب هو الخطوة الأولى من أجل أي حلٍّ سياسيّ في سوريا.

أجرت الحوار: سمر رضوان