وقال المُحاضِر في جامعة البعث، المحلل السّياسي عادل الذنون في حديث لوكالة مهر للأنباء أنّ الاتفاق على وجود ما يُسمّى مناطق تخفيض توتر في سوريا هو تكتيك روسي لاستيعاب القوة الأمريكية المحتملة على واقع الحدث، من جهة ولإعادة توازن أطراف المعادلة الدولية ذات الصلة بالمسألة السورية من جهة أخرى.
وأضاف الذنون أنّ التزام الفصائل المسلحة بهذا الاتفاق والضغط الإقليمي والدولي عليها سيمهّد الطريقة لإنجاح هذا الاتفاق، معتبراً توقيت الجولة الرابعة من محادثات أستانا قفزة على مسار الحل السياسي السوري السوري.
وبيّن المحلل السياسي السوري أنّ الخلاف الحالي والمستمر بين الفصيلَين المتقاتلين في مناطق سيطرة المسلحين في الغوطة الشرقية بريف دمشق، مردّه الخِلاف السعودي القطري حول النفوذ السياسي والإيديولوجي لكل منهما في سوريا.
وأضاف الذنون أنّ قطر تحاول السيطرة على مركز القوّة في الخليج الفارسي، التي تعد الأداة الأساس بيد الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي اتجهت إلى دعم التيار الإخواني في المنطقة خاصة بعد سقوط مبارك ومرسي في مصر، فتطلّب منها الأمر دعم جبهة النصرة والفصائل المنضوية تحتها، مع الإشارة بالحصول على خط الغاز الذي يمر عبر سوريا.
وتابع الأكاديمي السوري أنّه بينما حاولت السعودية دعم الفكر السلفي وإعادة رسم الخريطة السياسية في المنطقة وحصول خلافات مع إيران بعد دخول الرياض في الأزمَتين السورية واليمنية، كلّه أدى لانقسام سعودي قطري كان من أحد نتائجه الاقتتال بين الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية ومناطقها، مشيراً إلى أنّ هذه المجموعات تتلقّى التوجيه والدعم من قطر والسعودية، موضّحاً في هذا الشأن بأنّ هذا الخلاف تكتيكي وليس استراتيجي.
وفي سؤالٍ منفصل حول لقاء الرئيس الروسي والتركي، ووثائق اجتماع طهران الفنّي للخبراء وتأثير ذلك على الجولة الجديدة من محادثات أستانا، بين الذنون إنّ اتفاق ثلاثي روسي إيراني تركي مهد له اجتماع لرؤساء أركان جيوش هذه البلدان في مدينة أضنة التركية ثم عقبه لقاء لوزراء الخارجية ولقاء للرئيسين التركي والروسي تضمنت هذه الاجتماعات وقف لإطلاق النار في سوريا والبدء بعملية سياسية لاحقة لاجتماعات أستانا الكازاخية والالتزام بتنفيذ القرار 2254.
وأوضح الذنون أنّه عقد اجتماع في طهران يضم الدول الراعية لمشروع وقف إطلاق النار أي روسيا وتركيا وإيران، لافتاً أنّ من أبرز الأعمال التي ناقشها هذا المؤتمر، المناطق الملتزمة بالهدنة ووضع خارطة تتضمن تمركز الإرهابيين والفصل بين المجموعات الملتزمة بالهدنة من جهة وداعش والنصرة من جهة أخرى ومن المقرر بعد فترة وجيزة من اجتماع أستانا أن تنطلق العملية السياسية المتمثلة بتشكيل حكومة وفاق وطني ووضع دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات برلمانية يعقبها انتخابات رئاسية مبكرة إضافة إلى عفو عن السجناء وعودة المخطوفين. /انتهى/
أجرت الحوار: سمر رضوان
تعليقك