وكالة مهر للأنباء - ديانا محمود: يقف الناخبون الايرانيون غداً أمام صناديق الاقتراع ليعلنوا قرارهم الاخير لهذه الدورة، مايقارب أربعين يوما من النشاط الانتخابي البناء يعكس للعالم رؤية جديدة عن ايران لطالما حاول البعض تعتيمه، فعلى الرغم من الرصد المكثف لوسائل الاعلام العالمية لتفاصيل الانتخابات الايرانية إلا أن البعض يرغب في حرف الانظار لصالح أعداء ايران.
شهدت المرحلة الأولى من الانتخابات الايرانية، تسجيل الراغبين في الترشح للدورة الثانية عشر للانتخابات الايرانية، مشهداً مميزاً طرح العديد من الاسئلة الداخلية والخارجية، فتقدم ما يقارب 1600 مواطن ايراني من مختلف الفئات العمرية للترشح للانتخابات حيث استحوذ على اهتمام المتابعين في أنحاء العالم إلى آلية قانون الترشح في ايران ونحو انتخاب اهلية المرشحين من قبل مجلس صيانة الدستور.
مجلس صيانة الدستور يلعب دور المشرف حسب المهام التي ينص عليها الدستور الإيرانيوجاء تصريح المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور عباس كدخدائي بأنه "سيتم قريباً اعادة النظر في قانون الانتخابات بالتعاون مع الحكومة و البرلمان"، موضحاً للعالم مرونة القانون في ايران ومفنداً ما يثار حول عمل المجلس مبيناً أن مجلس صيانة الدستور يلعب دور المشرف حسب المسؤوليات والمهام التي تنص عليها مواد الدستور الإيراني ولا يتخذ القرار بمفرده بل كانت هناك مشاورات مكثفة في هذا الخصوص مع مجلس الشورى الإسلامي ووزير الداخلية .
دخول المرشح الرئاسي ابراهيم رئيسي المعركة الانتخابية للمرة الأولى أعطى الانتخابات معنى آخرمع انطلاق الحملة الانتخابية 21 نيسان ارتفعت حدة المنافسة في الشارع الايراني فدخول المرشح الرئاسي ابراهيم رئيسي المعركة الانتخابية للمرة الأولى أعطى الانتخابات معنى آخرا، فالوجه المبدئي المعروف (سادن العتبة الرضوية) حظي بشعبية مميزة بين أنصار تياره وبين أبناء الشعب الايراني، مما أعطى الانتخابات رونقاً خاصاً.
قاد المرشحون الستة حملاتهم الدعائية بتنظيم شهد حضور جماهيري قوي تحلى بالأمن والاطمئنان فما كان يراهن عليه أعداء ايران تكسر امام إرادة الشعب وإيثار الجهات المعنية التي وفرت لهذه الأجواء الديمقراطية فضاءاً أمنياً قل نظيره في المنطقة.
فوفقاً لتصريحات رئيس اللجنة الامنية في الانتخابات الايرانية حسين ذوالفقاري فأن الجهات الأمنية "لم تسجل حتى الآن أي مشكلة أمنية خاصة".
مشاهد ممتعة للحوارات الشابة في شوارع العاصمة
يبدو أن الشعب الايراني تمكن من تجاوز التجربة القاسية التي مرت بها البلاد عام 2009 فالفتنة لم تعد طعماً سهلاً للشباب الايراني الذي يتحلى بوعي عالي برهنته هذه الدورة الانتخابية، فمع اختلاف البرامج الانتخابية للمرشحين وتعارضها في العديد من النقاط وتجاذب الآراء حولها إلا أن أنصار المرشحين عملوا بمنهج الحوار والنقاش لكسب آراء أكثر.
لم تسجل حتى الآن أي مشكلة أمنية خاصة
فمن المشاهد الجذابة جداً لأبناء المنطقة هو وقوف الشباب في شارع "انقلاب" في العاصمة طهران جنباً إلى جنب البعض حاملين صور المرشح "رئيسي" وآخرين يحملون صور المرشح "روحاني" ولا عنف لا توتر لا مشادات كلامية كل ما في الأمر أنهم يتحاورون لاقناع الآخر حيث يعتقد انصار الرئيسي ان برنامج مرشحهم سينعش الاقتصاد ويزيد فرص العمل بينما يحاول الطرف المقابل اقناع الأول بأن ما قدمه "روحاني" في السنوات الأربعة الماضية جيد على مستوى السياسة الخارجية واجتماعياً.
جميع الحملات الانتخابية تنادي بالمشاركة في الاقتراعالأكثر إثارةً في هذه الحوارات أن جميع الحملات الانتخابية تنادي بالمشاركة في الاقتراع، فتجذب المارة عبارات كتبها شباب ايرانيون يقولون من خلالها "قل لي فقط لماذا لا تريد المشاركة في الانتخابات" في دلالة حقيقة على وعي الشعب الايراني في اختيار من يمثله في السلطة التنفيذية.
انعدام الحق الانتخابي في المنطقة يسهل على البعض ترويج الاشاعاتنعم، يصعب على البعض من شعوب المنطقة ادراك نوع الديمقراطية التي يتحلى بها الشعب الايراني فمن لم يمارس حقه في الانتخابات يفترض تساؤلات عديدة عن جدوى الانتخابات ومعانيها، ولاسيما في منطقة تعاني من نتائج انتخابية متشابهة تتقاطع في فصول عديدة أهمها المرشح الأوحد وضعف المشاركة ونتيجة تعلو 95%.
انعدام الحق الانتخابي في المنطقة يسهل على وسائل الاعلام المنحازة لاعداء ايران أن تروج بين شعوب المنطقة ما تشاء من إشاعات إلا أن الحقيقة تظهر لمن يريد في جولة على العالم الافتراضي، فما ميز هذه الدورة الانتخابية عن سابقاتها في ايران دخول الحملة الانتخابية المجال لاالافتراضي وشبكات التواصل الاجتماعي المستخدمة في ايران ليصبح تطبيق "التلغرام" الالكتروني منصة للنقاش والتفاعل ضمن حملات انتخابية الكترونية لم تبتعد عنها حرة.
تشير استطلاعات الرأي إلى أن ما يقارب 62% من الناخبين سيتجهون غداً داخل ايران وخارجها لممارسة حقه الانتخابية، من أصل ما يقارب 56 مليون ونصف المليون ناخب.
يصعب التكهن بنتائج الانتخابات فما أصدرته الاستطلاعات حتى الآن تشير إلى أرقام متشابهة، فعلى الرغم من انسحاب المرشح "قاليباف" لصالح "رئيسي" والمرشح "جهانغيري" لصالح "روحاني" إلا إن المؤشرات لا تحسب لصالح أي طرف، فشعبية التيارين الاصلاحي والاصولي وجدوى الحملات الانتخابية والوعود لا يمكن ان تحددها إلا صناديق الاقتراع. /انتهى/.