وكالة مهر للأنباء: خرقت الحرب العراقية المفروضة على ايران جميع الأعراف والقوانين الدولية دون أي تعليق من أصحاب الرأي العام الدولي، أخطر هذه الخروقات كانت استخدام صدام حسين للاسلحة الكيمائية ضد الشعب الايراني خلال الحرب التي دامت 8 سنوات وضد شعبه الذي مارس عليه كل أنواع القمع والاضطهاد والتهجير.
المجتمع الدولي يؤيد القوانين التي تناسبه ويتغاضى عنها عندما لا تناسبه، الدعم الدولي للعدوان الذي شنه صدام على ايران تجاوز كل المعايير الممكنة، فمن وقع بروتوكول جنيف؛ الذي يحظر استخدام الأسلحة الكيميائية في الحرب عام 1925 عاد وقدم الأسلحة الكيمائية لصدام حسين في الثمانينات من القرن الماضي ليستخدمها هو بدوره ضد المدنيين.
كانت يوم 28 حزيران عام 1987 يوماً جديداً في الحزن الإنساني حيث ارتفعت طائرات نظام البعث العراقي لتقصف أربعة مناطق مكتظة بالسكان في مدينة "سردشت" في محافظة أذربيجان الغربية غرب ايران ليقع ضحية غازاتها السامة آلاف الأبرياء بأنوفهم الغير مضادة لسموم الكيميائية.
سقط في هذه المجزرة 110 شخصا على الفور ليتبعهم 10 آلاف مصاب منهم من استشهد بعد مدة ومنهم من عاش العقود الثلاثة الماضية تحت تعذيب المواد الكيمائية.
لم تكن المدينة الصغيرة تضم بين جدرانها أكثر من 13 ألف مواطن ولذلك لم تكن تحظى بتجهيزات طبية حديثة، حيث نقل المصابون إلى مشافي مدينة اروميه وتبريز والعاصمة طهران ليتم معالجتهم.
استخدم نظام صدام غاز الأعصاب وغاز الخردل المحرمين الدوليين في عدوانه على مدينة "سردشت" راسماً جريمته الشنيعة على أجساد الأبرياء، مسبباً في أقل الحالات التهابات رئوية وجلدية واصابات في العين والجهاز العصبي والتنفسي.
لم تكن مدينة "سردشت" وحيدة في ضحاياها فقد كرر صدام الهجمات الكيماوية 378 مرة خلال سنوت الحرب الثمانية أغلبها استهدف المناطق السكنية في القرى والمدن الحدودية الايرانية بلغ ضحايا هذه الهجمات 50 ألف انسان.
بعد شكوى قدمتها ايران ضد الحكومة العراقية قام وفد من خبراء الامم المتحدة بزيارة مدينة "سردشت" لاستقصاء الحقائق انتهت مهمتها بالاقرار بتعرض المدينة إلى قصف كيميائي بشدة من قبل القوات العراقية، وأصدر مجلس الأمن الدولي بياناً حول ذلك.
دعمت الدول الغربية صدام حسين وزودته بالاسلحة الكيمائية فالتحقيقات في مجزرة حلبجة وغيرها تؤكد أن الاسلحة المستخدمة جاءت من عدة دول منها الاتحاد السوفيتي السابق والمانيا وفرنسا وبريطانيا واميركا، التي استخدمت ذريعة حيازة العراق للاسلحة الكيمائية لتفرض حرباً على بغداد بعد 20 عاماً، ملحقةً الدمار بالعراق وأهله.
ولم يتوان النظام البعثي من ضرب أبناء شعبه بالأسلحة الكيمائية حيث لحقت مجزرة "حلجبة" بمجزرة "سردشت" بعد 10 أشهر فقط لتصبح المدينتين رمزاً للألم الكيميائي الذي استخدمه المجرم صدام حسين ضد الانسانية بإشراف المجتمع الدولي الذي يغمض عينه بما يناسب مصالحه الآنية، كما هو الحال اليوم في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين حيث يصفق المجتمع الدولي لرعاة الإرهاب بما يناسب مصالحهم ليعودوا فيما بعد إليهم انفسهم ليدمروا شعوباً جديدة وفقاً لمصالحهم. /انتهى/