وأفادت وكالة مهر للأنباء أن المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية الإيرانية أعلن في تصريح أدلى به اليوم الجمعة قبيل خطاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب واعلانه استراتيجية بلاده الجديدة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية بان السياسة المبدئية للجمهورية الاسلامية تقوم على احلال السلام والاستقرار في المنطقة ومواجهة الاجراءات المزعزعة للاستقرار والمثيرة للتفرقة الرامية لخلق التوتر والفوضى في المنطقة.
وأكد قاسمي بان سياسة ايران تهدف الى ارساء السلام والاستقرار في المنطقة بينما تهدف سياسة اميركا الى دعم الجماعات الارهابية والانظمة القمعية.
ومضى بالقول، "بناء على ذلك فان المكافحة الحازمة لداعش والجماعات الارهابية الاخرى في المنطقة هي اولوية اساسية للجمهورية الاسلامية بينما تصب سياسات اميركا في دعم الجماعات الارهابية والانظمة القمعية معتبرا انها من العوامل الاساسية لعدم الاستقرار في المنطقة، ذلك اذ ان اميركا لا يمكنها عبر اتهام الاخرين التملص من عبء مسؤولياتها وعليها ان تتحمل مسؤولية سياساتها الخاطئة.
ولفت الى ان سياسات اميركا قامت، خلال العقود السابقة، على دعم الكيان الصهيوني والانظمة القمعية والاستبدادية في المنطقة وهي مااسفرت عن تأجيج نيران الحروب والنزاعات من جهة وبروز ظاهرة الارهاب المشؤومة من جهة اخرى.
واشار الى ان حلفاء اميركا في المنطقة واصدقائها هم من صنع الارهاب الدولي ودعموه وكذلك فان المواطنين الاميركيين لم يكونوا بمأمن في اراضي بلادهم منه، لذلك فان استمرار هذه السياسات من قبل اميركا يشكل خطأ استراتيجيا تاريخيا سيلقي بتبعاته الثقيلة على المنطقة والعالم.
ووصف قاسمي الترسانة الصاروخية الايرانية بانها ذات طبيعة دفاعية وردعية فقط وقد استخدمت لتدعيم اركان السلام والاستقرار الاقليمي لحد الآن، وانه دون هذه القدرة لم يكن واضحا الى اي مدى كانت ستبلغ مساعي الهيمنة والافكار الهوجاء لبعض القادة العملاء في المنطقة.
وشدد جدية الجمهورية الاسلامية الايرانية في الحفاظ على قدراتها الدفاعية والامنية وتعزيزها وانها تركز على الشؤون الامنية الوطنية ومصالح شعبها فقط.
واعتبر القوات المسلحة الايرانية ومنها الحرس الثوري بمثابة رمز لقوة وامن واقتدار الجمهورية الاسلامية الايرانية، "وان الحكومة وابناء الشعب الايراني يدعمون هذه القوات بحزم وان اية خطوات مناهضة للقوات المسلحة الايرانية ومنها الحرس ستواجه برد فعل مناسب وحازم من الجمهورية الاسلامية الايرانية".
وذكر ان السياسات المبدئية والدائمة لايران تتمثل بمكافحة اسلحة الدمار الشامل في جميع ارجاء العالم والتحرك باتجاه نزعها عالميا، واصفا هذه السياسة بانها الاساس والركن الرئيسي الذي قام عليه الاتفاق النووي وان التزام الجمهورية الاسلامية الايرانية ببنوده قد تم تأييده من قبل المرجعية الوحيدة للرقابة عليه لـ 8 مرات.
واعتبر عدم التزام اميركا بهذا الاتفاق وانتهاكه عدة مرات روحا ونصا كان امرا واضحا وصريحا والذي تم تسجيله في الرسائل التسعة التي وجهها وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية الى مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي التي تضطلع بدور المنسق حيال الاتفاق النووي.
وشدد ان طهران قد ردت بخطوات مماثلة على جميع الموارد بالتركيز على مصالحها الوطنية وكذلك فانها سترد مستقبلا دون اية مجاملات، وان خيارات ايران واسعة للغاية وانها ستلغي جميع التزاماتها في هذا المجال اذا اقتضت الضرورة.
وبين ان اميركا انها تعاني من العزلة على الصعيد الدولي اكثر من اي وقت مضى وفي المقابل فان سياسات الجمهورية الاسلامية الايرانية قد ثبتت حقانيتها على الصعيد العالمي وان العالم قد شهد، خلال الاسابيع الماضية ، تعبئة معظم البلدان لتأييد ودعم الاتفاق النووي والجمهورية الاسلامية الايرانية ومعارضة سياسات اميركا.
وقال ان المجتمع الدولي يرى بان الجمهورية الاسلامية الايرانية بمثابة لاعب يتسم بالتعقل والحكمة في الساحة الدولية وقد عرفت بجهودها في تعزيز السلام العالمي وانها لاتولي اية اهمية لسياسات اللاعبين الذين يفرضون على انفسهم العزلة باستمرار بسبب الانسحاب من المعاهدات او المنظمات الدولية.
واشار الى ان الخلافات بين سياسات ايران واميركا في العديد من الشؤون الاقليمية والعالمية بات امرا واضحا ولايمكن انكاره حيث ان الحكومات الاميركية وضعت نفسها في مواقف عدائية صريحة في مواجهة الشعب الايراني بسبب اخطاءها المستمرة في حساباتها منذ انتصار الثورة الاسلامية ولحد الآن، وانه رغم هذه المواقف المناهضة التي تتسم بالتهديد والحظر بشكل رئيسي الا ان الشعب الايراني واصل نهجه الاستقلالي والمطالب بتحقيق العدالة.
وذكر ان ايران تعيش اليوم في الذروة من قوتها واقتدارها بفضل ماتحظى به من التأييد الشعبي وحيازتها على القدرات الذاتية المتينة وحكمة قائد الثورة والتي باتت قوتها وكرامتها رهن بافكاره السامية في العصر الحالي بعد رحيل الامام الخميني (قدس).
وشدد بان السبب الرئيسي للعداء الذي يبرزه قادة اميركا ازاء قائد الثورة يتمثل بموقفه على صعيد مقارعة الاستكبار ومعارضته الصريحة لسياسات الحكومة الاميركية على الصعيدين الاقليمي والعالمي خلال مختلف العصور والذي لم يأت بنتائج سوى سفك الدماء والدمار لشعوب العالم.
وقال قاسمي "على قادة اميركا الجدد ان لايتناسوا الدروس والعبر المكتسبة خلال العقود الاربعة السابقة حيث ان الحكومات التي سبقتهم وضعت نفسها على خط المواجهة امام الشعب الايراني بسبب تكرار المزاعم الجوفاء المماثلة حول قائد الثورة ومن ثم ارغموا، عقب خزيهم، على تعديل تصريحاتهم السابقة". /انتهى/