أكد الخبير النووي اللبناني جاسم عجاقة على أن السبب لمحاولة الغاء الإتفاق النووي تهدف إلى منع إيران من نشر نفوذها في الشرق الأوسط سيما لبنان، العراق، سوريا واليمن، معتبرا أن أمريكا لا تملك القدرة على الإنسحاب من الإتفاق النووي بل أنها تستخدم أداة الضغط الإقتصادياً.

لا تتوانى الإدارة الأمريكية، سواء أن كان الكونغرس أو البيت الأبيض، في محاولة خلق سياق جديد لخطة العمل المشترك وإجراء محادثات جديدة مع إيران من أجل تقويضها أكثر فأكثر، بدعوى أن الجمهورية الإسلامية تمارس الإنتهاكات في هذا الإتفاق من خلال تخصيب اليورانيوم بنسبة أعلى من المتفق عليها مع دول 1+5، في حين أن ثمانية تقارير للوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد التزام إيران بإتفاق النووي وعدم إنتهاكها لأي من بنود خطة العمل المشترك، ما يقوض الإستعراضات الأمريكية قانونيا في إتهام إيران بخرق الإتفاق النووي، سيما أن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشير إلى أن كمية تخصيب اليورانيوم لدى إيران لم تتعد ما تشير اليه خطة العمل المشترك.

وفي هذا السياق أجرت وكالة مهر للأنباء حوارا مع الخبير النووي وأستاذ الفيزياء النووية في الجامعة اللبنانية "جاسم عجاقة" وفيما يلي نص الحوار :

س: لماذا قرر ترامب عدم تاكيد التزام ايران بالاتفاق النووي؟

ج: هذا الأمر له علاقة بالدرجة الأولى بإستراتيجية ترامب في منطقة الشرق الأوسط والتي تهدف بالدرجة الأولى إلى لجم نفوذ إيران في الشرق الأوسط وعلى الرغم من إلتزام إيران بالإتفاق النووي على صعيد برنامجها النووي كما أكدته وكالة الطاقة الذرية، إلا أن إستراتيجية ترامب بزعمه تهدف إلى منع إيران من نشر نفوذها في لبنان، العراق، سوريا واليمن. وهذا الأمر جزء من اللعبة السياسية وهو بالتالي أمر طبيعي، ألا أنه يفرض بالمقابل على إيران عدم أخذ خطوات تصعيدية حتى لا تُعطي لترامب الحق في إجراءاته ضدّها.

س: هل تعتقد ان اوروبا ستواكب سياسات ترامب لتقويض الاتفاق النووي؟

ج: هذا الأمر بديهي، فالقدرة الدفاعية الوحيدة لأوروبا في مواجهة الدبّ الروسي هو حلف الناتو المُكوّن بالدرجة الأولى من الأميركيين. وبالتالي لن يكون هناك خيار آخر أمام الأوروبيين إلا مواكبة الرئيس ترامب في سياسته ضدّ إيران حتى لو لم يكونوا مُقتنعين.

س: ما هي خيارات ايران لمواجهة النكث الامريكي بشان الاتفاق النووي؟

ج: لا أعتقد أن لأميركا القدرة على الإنسحاب من الإتفاق النووي وبالتالي لا أخشى خطوات تصعيدية من هذا الباب، خصوصًا أن إيران لا تمتلك سلاحًا نوويًا بل لدیها قدرة التخصيب وبالتالي فإن الطريق إلى إمتلاك سلاح نووي ليس بالقريب. إلا أن قانون العقوبات الأميركية على الحرس الثوري يفتح المجال أمام ترامب لفرض عقوبات جديدة على إيران في كل مرّة، و هناك مصلحة أميركية في ذلك. وهذا الأمر أخطر من النكث بالإتفاق على البرنامج النووي الإيراني.

وبالتالي على إيران حساب خطواتها في ما يخص المرحلة المُقبلة حتى لا تسمح للولايات المُتحدة الأميركية ان تفرض عقوبات إقتصادية جديدة عليها، فقد آن الآوان لإيران بالنهوض إقتصاديًا.

س: الا تعتقد ان امريكا تستخدم ورقة احتمال امتلاك السلاح النووي لممارسة الضغط على الدول التي لا تتبع سياساتها بينما اسرائيل تمتلك ترسانة نووية في المنطقة؟

ج: كما وسبق الذكر، الخشية ليست من باب الإتفاق على النووي الأميركي، بل هناك خشية أكبر من باب العقوبات على الدول التي تُساند حزب الله. وبإعتقادي أن الولايات المُتحدة تستخدم أداة الضغط الإقتصادي التي تمتلكها بحكم أن إقتصادها هو ربع إقتصاد العالم وهذا الأمر يجعلها تفرض سياستها على كل الدول التي تعارضها./انتهى/

أجرت الحوار: مريم معمارزاده