أكد الباحث والمحلل السياسي العراقي ونائب رئيس مؤسسة انقاذ التركمان "مهدي البياتي" في حوار له مع مراسلة وكالة مهر للأنباء، ان اعلان السيد رئيس الوزراء عن انتهاء داعش في العراق عسكرياً یعنی انتهاء نفوذ هذا التنظيم الارهابي في العراق ميدانياً، إذ يعني ذلك ان المحاربين في صفوف داعش انتهوا تماماً وبعضهم استسلموا الى القوات الامنية العراقية.
وأضاف البياتي أن الانتهاء من المعارك عسكريا لا يعني انتهاء داعش في العراق بشكل نهائي بل هناک الكثير من الجيوب والخلايا النائمة التی تنتمي للتنظيمات الارهابية و ولازالت ناشطة تمارس عملها بكل مجال وفي كل مكان وزمان، مشيرا إلى العملية الارهابية التي قام بها هذا التنظيم مؤخرا من خلال تفجيره سيارة مفخخة في قضاء "طوزخورماتو" يوم الثلاثاء الماضي، ما ادى الى سقوط ٢٤ شهيدا واكثر من ٦٠ جريحا من المدنيين التركمان الابرياء في المدينة، مشددا على أن عمليات محاربة داعش للقضاء عليه جذريا ستتابع من خلال ملاحقة تلك الخلايا وتطهير العقول التي تبنت افكار داعشية وارهابية نتيجة قيام الاخير بغسل دماغهم لافراد اثناء السيطرة عليهم آنذاك.
وتعليقا على دعوة قائد الثورة إلى اليقظة من أية مؤامرة جديدة بعد إجتثاث داعش، في رسالة وجهها ردا على اعلان اللواء قاسم سليماني عن انتهاء داعش، اعتبر الخبير السياسي أن كلام قائد الثورة الإسلامية يعد تنبيهاً على مساعي الدول العظمى التي تحاول التسلط على دول المنطقة من خلال خلق التظيمات الارهابية وتسليطها على بلدان المنطقة من أجل تحقيق مصالحها السياسية والامنية والاقتصادية، مشيرا إلى التجربة التي خاض بها العراق منذ عام ٢٠٠٣ لحد الان في صراعه المستمر مع التنظيمات الارهابية بخلقياتهم الايدولوجية المختلفة مثل تنظيم القاعدة وجماعات النقشبندية وميليشيات مجاهدي خلق الايرانية وحزب العمل الكردستاني PKK واخرها تنظيم داعش، قائلا: قد تختلف التسميات لكن هدفهم واحد وهو زعزعة الامن في العراق وخلق فوضى بالبلاد من خلال القتل والذبح والتهجير والتكفير وغيرها.
وحول الدور السعودي في تمويل ودعم الارهاب قال البياتي أن السعودية كانت ومازالت حاضنة للارهابيين وأنها قد ساهمت بنشر الفكر الوهابي المنحرف في الدول من خلال فتوى بعض العلماء السنة المنحرفين فكرياً في السعودية، معتبرا أن هؤلاء العلماء يتحملون مسئولية سفك دماء الابرياء في العراق وسوريا واليمن وافغانستان وباكستان وبقية الدول الاخرى.
وفي سياق مواقف جامعة الدول العربية سيما القمة الأخيرة التي خرجت بقرارات ضد ايران وحزب الله قال البياتي أن الجامعة العربية لم تكن يوماً مناصرة للقضايا التي تهم الواقع الانساني في البلدان العربية بل أن دورها اقتصر على مصلحتها مع تلك الدول، متابعا ان سكوت الجامعة العربية المتعمد عن الانتهاكات التي تطال الابرياء في اليمن بيد تحالف الخليج الفارسي بقيادة السعودية اكبر دليل على ذلك، فضلا عن دورها الخجول في القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا التي تهم الواقع العربي لكن لا تشكل إهتماما لدى الجامعة العربية. /انتهى/