٢٥‏/١١‏/٢٠١٧، ٩:٥١ ص

رئيس كتلة بدر النيابية:

التنسيق بين طهران وبغداد ودمشق مستمر للقضاء على داعش فكريا

التنسيق بين طهران وبغداد ودمشق مستمر للقضاء على داعش فكريا

أكد النائب في البرلمان العراقي ورئيس منظمة "بدر" السيد "محمد ناجي" على أن دور الجامعة العربية مخز وحكام العرب لايجيدون قواعد اللعبة، مضيفا أنه في المرحلة الجديدة وبعد القضاء على داعش عسكريا يخوض محور المقاومة بمعركة اصعب من المعركة العسكرية ويحصل ذلك بتنسيق شامل بين دول هذا المحور من طهران وبغداد ودمشق.

وكالة مهر للأنباء – مريم معمارزاده ؛ بعد أن عاث إرهاب التنظيم خرابا في سوريا والعراق، وجه قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، رسالة إلى قائد الثورة الاسلامية، السيد علي الخامنئي، هنأه فيها بـ"اجتثاث" شجرة داعش الخبيثة"، إذ جاء الإعلان بعد أن أشرف على تحرير البوكمال من الفلول الارهابية.

حوول ما يمكن أن يحمله هذا الإعلان من رسائل ودلالات دولية وإقليمية على خلفية الموقف الأخير لجامعة الدول العربية تجاه ايران وحزب الله والأزمة العارمة بين السعودية ولبنان والتصعيد الامريكي السعودي ضد ايران، اجرت وكالة مهر للأنباء لقاءا مع النائب في البرلمان العراقي ورئيس منظمة "بدر" السيد "محمد ناجي"، فيما يلي نص الحوار:

س: ما هي اسباب ودلالات الاعلان عن القضاء على داعش في هذا التوقيت بالذات؟

ج: من الواضح انه اخيرا قد تحقق النصر الكامل على داعش الذي دخل عام 2014 الي العراق واحتل الموصل والرمادي وايضا أجزاء كبيرة من صلاح الدين ومناطق اخرى.

تواجد داعش كان واسعا حيث وصل الى مشارف العاصمة، الى اسوار بغداد، وصواريخه كانت تصل مدينة الكاظمية، لكن بفضل صمود ابناء الشعب العراقي والقوات العراقية وفتوى آية الله علي السيستاني وإستجابة الشعب العراقي لهذه الفتوى والمساعدة التي قدمتها الجمهورية الاسلامية وبعناية السيد الولي اية الله العظمى السيد علي الخامنئي ودعمه اللامتناهي للأبناء الشعب العراقي والحكومة العراقية، استطاعت القوات العراقية القضاء على داعش وتحقيق هذا النصر الكبير.

المعارك ضد داعش اخذت ثلاثة سنوات تخللها قتال مستمر على قدم وساق في كافة المناطق المحتلة من قبل هذا التنظيم، حيث تم تقديم الكثير من التضحيات والشهداء من أجل الوصول الى هذه المرحلة. يمكن القول أن العراق بات خال من الوجود العسكري لداعش وذلك بتحرير آخر معقل له، منطقة راوة والمناطق المحيطة بها.

لازالت عمليات التطهير مستمرة من أجل مسك الشريط الحدودي في المناطق الغربية من الشمال حتى اقصى الجنوب.

كانت العصابات المسلحة ان كانت جبهة النصرة اوغيرها تتواجد في المناطق المحاذية للحدود العراقية السورية والحمدلله تعالى انه ايضا تم القضاء عليها وتم تطهير تلك المناطق من قبل القوات السورية وبمساعدة ابناء المقاومة الاسلامية وابناء من الشعب العراقي والإيراني ممن تطوع للدفاع عن حرم السيدة زينب (س).

س: هل القضاء على داعش عسكريا في العراق وسوريا يعني زواله بشكل تام ام انه سيستمر بأشكال اخرى؟ ما هي المؤامرة التي أشار اليها قائد الثورة الاسلامية حيث دعا خط الممانعة لتوخي الحذر منها؟ وما الذي يتوجب على هذا المحور فعله؟

ج: عسكرياً تم القضاء على داعش ولكن هذا ليس نهاية المطاف ولايعني اننا انتهينا من صفحة داعش. هذا التنظيم الخطر يتمتع باساليب اخرى من خلال جذوره الفكرية التكفيرية والتثقيف على البغض والكراهية والعدائية الطائفية التي لازال يغذيها. يسعى داعش لتأجيج الفتنة بين ابناء الشعب العراقي سيما في المناطق التي يوجد له فيها موطئ قدم، إن كان في العراق او سوريا.

داعش التكفيري الذي يستمد بالنعرات الطائفية له أذرع وخلايا نائمة ويتمتع بإمكانيات هائلة من خلال دعم بعض الدول لهم مثل الولايات المتحدة وأذنابها في المنطقة.

لذلك يتوجب علينا أن نقضي على داعش فكريا وثقافيا كما قضينا عليه عسكريا.

علينا أولا الحفاظ على روح المقاومة والجهاد التي تتمتع بها ابناء المقاومة الإسلامية، لكي نكون مستعدين للرد على اي تهديد آخر قد نواجهه. وعلينا ايضا أن نرتقي إلى مستوى المرحلة القادمة من التحديات خلال المعركة الفكرية والثقافية، التي سيتم من خلالها العمل على ضعاف النفوس وبث الكراهية للآخر وسيتم اثارة الفتن والشكوك بين ابناء الأمة الإسلامية وتحريض على الآخر.

هناك تنسيق عالي على المستوى الحكومي بين كافة الجهات في محور الممانعة، أن كانت في جمهورية العراق او في الجمهورية الاسلامية في ايران او في الجمهورية السورية وغيرها من الدول والجهات الداعمة لمكافحة الأرهاب. هذه الوحدة وهذا التنسق بإمكانه الخروج يمكن بقوة حقيقة فاعلة لمواجهة أي محاولة ومؤامرة محتملة قد يخطوا بها العدوا التكفيري سواء ان كان داعش أو غيره.

هناك ايضا تهديد أمني من قبل الإرهاب التكفيري يحتاج الى تعاون إستخباري دولي سيما بين دول المنطقة من أجل رصد تحركات التكفيريين سواء ان كان في العراق او بلدان أخرى.

س: كيف تقيم الدور السعودي في الترويج للفكر التكفيري والارهابي بدءا من طالبان في باكستان وافغانستان وصولا إلى داعش في العراق وسوريا؟

ج: الدور السعودي كان واضحاً منذ البداية ونحن نعتقد أن السعودية بنيت على اساس الفكر الوهابي وزمام الأمور في الواقع بيد علماء هذه الفئة. السعودية قدمت دعما واسعا للإرهابيين وهذا ليس ما نقوله نحن بل هذا ما تشير اليه المعلومات الجديدة التي ظهرت خلال تراشق الإتهامات بين قطر والسعودية. برأيي أن ما تقوله كل منهما عن الأخرى صحيحا، لأننا نعرف أن كلاهما متورطان بدعم الارهاب. السعودية قدمت دعما قويا لداعش وقطر ايضا قدمت الدعم لكل من داعش والنصرة. الخلاف السعودي القطري حصل على خلفية الصراع حول المصالح والمكانة الدولية وأخذ زمام الأمور في المنطقة.

السعودية لم تستطع ان ترد على إتهامات قطر وانها متورطة بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. بين الفينة الأخرى نسمع بعض التصريحات من حكام آل سعود كالجبير وغيره تقول: "نحن نشكل الكتلة النيابية الأكبر في العراق لتشكل الحكومة القادمة" وهذا يشكل تدخلا سافرا في الشؤون العراقية وإعتداء واضح على السيادة العراقية.

س: ما هو سبب تراجع دور الجامعة العربية في محاربة الارهاب سيما داعش؟

ج: دول الجامعة العربية كان ضعيفا للغاية والمؤتمر الأخير كان مخزيا. أنهم يحاولون أن يصنعوا عدوا وهميا ويحرفوا البوصلة عن العدو الحقيقي الذي هو العدوا الاسرائيلي وأن يوجهوا اصابع الإتهام نحو ايران وحزب الله.

الهدف من القمة الاستثنائية الأخيرة كان واضحا وهو معاداة الجمهورية الاسلامية وحزب الله. كان اولى بهم ان يدينوا الإعتداءات الإسرائيلية والتمدد الارهابي الكبير ومن دعمه. الاجدر بالإدانة هو التدخل الغربي والأمريكي السافر في شؤون الدول العربية والإسلامية.

كان من شأنهم أن يرحبوا ويهنئوا بالإنتصارات التي حققها العراق وسوريا، لكن العكس قد حدث. انهم حاولوا أن يتهموا من حارب الإرهاب وحارب داعش.

استطيع أن اقول أن ما صدر من جامعة الدول العربية هو غباء سياسي بإمتياز، فأنهم لايجيدون قواعد اللعبة السياسة وطال ما رددوا شعاراتهم العادئية ضد ايران ومحور المقاومة، لكن ذلك لم يجني نفعا لأن الواقع اثبت أن من يدعم مبادئ المقاومة وشعائرها هو المنتصر.

نحن في منظمة بدر أصدرنا بيانا ادلينا به عن أدانتنا لما خرج به الإجتماع الإستثنائي لجامعة الدول العربية الأخير./انتهى/.

اجرت الحوار: مريم معمارزاده

رمز الخبر 1878346

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha