وبحسب أصدقاء يمنيين فبعد إعلان حكومة الشراكة مع حزب المؤتمر بقيادة علي عبدالله صالح تدهورت أوضاع البلاد الاقتصادية، بما في ذلك تأمين الوقود، فضلا عن انقطاع الرواتب، وتزعزع الأمن الداخلي، وعمد كثير من محازبي صالح إلى النهب والاعتداء على المال العام.
لم تفلح السعودية والإمارات بتحقيق نصر في ميادين القتال بالموازين العسكرية والاستراتيجية، فلجؤوا الى أوراقهم الأخيرة، آملين باختراق الجبهة اليمنية عبر ميادين الفتنة التي يتقنها السعوديون. هنا وقع صالح في الفخ، واختصر الطريق على أنصار الله، الذين خبروه على مدى العقود الماضية، أطلق رصاصة الرحمة على تاريخه السياسي المغمس بدماء الشماليين والجنوبيين في حروب كان آل سعود فيها حلفاءه ومموليه، وتبين انه لم يكن أكثر من قنبلة موقوتة مزروعة بين أحرار اليمن أخطأ أهل العدوان في اختيار الزمن المناسب لتفجيرها.
لسنا بوارد استعراض تاريخ الرئيس الأسبق وتحالفاته وانحيازاته تاريخيا، وهو من أغرق اليمن بأوحال آل سعود، وسهل تواجد المجاميع الوهابية على أرض اليمن في غير بيئتها، والتي لطالما اعتدت على اليمنيين الشوافع والمتصوفة والزيدية قتلا، وازدراء، كما جعل أرض اليمن وسماءها مشاعا للتحركات العسكرية الأمريكية.
وأنا أكتب معلقا على ما يحدث في صنعاء، ولم يمض إلا يومان على السبت الأسود، يأتي الرد اليماني حيث أوضحت القوة الصاروخية اليمنية أنها أطلقت أمس صاروخا مجنحا نوع "كروز" على مفاعل براكه النووي في أبو ظبي عاصمة الإمارات، التي زودت ميليشيات طارق نجل شقيق صالح بأكثر من شحنة أسلحة دخلت من المحافظات الجنوبية عبر الضالع وإب، وأدخلت إلى العاصمة صنعاء، سيطرت على جزء كبير منها اللجان الشعبية والجيش اليمني بعد إنهاء تمرد المجموعات التابعة للمؤتمر الشعبي-جناح صالح.
هذه الأحداث يجب أن لا تنسينا أن العدوان السعودي الأمريكي المستمر أثخن الجراح بشعب اليمن، الذي لا يزال يتعرض في كل ساعة للقتل والمرض والتجويع بتواطؤ عالمي قل نظيره، وتخاذل إعلامي عربي مريب.
أما صالح فقد أحرق اليوم كل أوراقه، وسقط في شر أعماله، بعد أن توهم كثير من اليمنيين انه تاب عن خطيئة بيع اليمن لآل سعود ومن وراءهم، وصبر أنصار الله عليه، واحتواؤه كان نوعاً من إقامة الحجة على أنصاره، مقرونا بالعفو والصبر والذكاء.
سيذهب هذا المتلون مع الريح، وقيادة السيد الحوثي الحكيمة ستفتح ذراعيها لكل أبناء اليمن المخلصين، ولن يتشرف بالنصر على العدوان الصهيوسعودي إلا المؤمنين الصادقين من أبناء اليمن العربي العظيم، وشكرا للسلاح الإماراتي الذي أدخل للعاصمة بهدف الفتنة، سيستثمره اليمنيون في دفاعهم المقدس، ولسان حالهم بعد الذي حصل: الحمد لله الذي جعل أعداءنا من الحمقى./انتهى/
عبد الرحمن أبوسنينة*