اوضح الكاتب والباحث اللبناني في الشؤون العسكرية عمر معربوني، خلال مقابلة مع وكالة مهر للأنباء، أن المعلومات المرتبطة بمقتل علي عبد الله صالح تتجه نحو السيناريو الذي اطلقته انصار الله حيث تم نصب كمين لموكب علي صالح بناء على معلومات استخباراتية مشيراً إلى أن الصور التي ترتبط بمقتل علي عبد الله صالح تشير إلى هذا السيناريو ايضا ولكن ما كان مخطط له اعتقال علي عبدالله صالح وليس قتله ولكن اتجهت الامور في منحى آخر.
واستبعد معربوني أن تكون الامارات هي التي قامت بهذه الضربة كون علي عبد الله صالح كان مرتبطاً مع الامارات قبل اطلاقه مجموعة من التصاريح التي دعت إلى الانتفاضة ضد حركة انصار الله ووقف الحرب، وفتح صفحة جديدة مع من سماهم الاشقاء مشيراً إلى انه تعبير يتسم بالخيانة والغدر في ظل ظروف العدوان القائمة على اليمن اقله بما يرتبط بالشراكة التي حصلت بينه وبين انصار الله بما يرتبط بالعدوان السعودي على اليمن.
وأجاب معربوني على سؤال مراسل وكالة مهر للأنباء حول الانباء التي يتم تداوله بين انصار الله على ان صالح قتل من قبل الاماراتيين لانهم كانوا يريدون الغاء الفتنة في اليمن قائلاً، أن ما يتم تداوله يبقى انباء غير مؤكدة والاهم بتقديره أن علي عبدالله صالح هو من قتل نفسه عندما اعلن بكل بساطة هذا الانتحار السياسي، منوهاً إلى أن المسألة الاهم في مقتل علي عبد الله صالح هو ذهابه باتجاه الانتحار السياسي بحيث تصبح عملية القتل الجسدية تفصيل لا اكثر. مشيراً إلى ان عبدالله صالح استهدف خلال ما فعله باحداث فتنة في اليمن الا وانه لم تحصل وتمت معالجتها وهو امر خاضع لتحليل موازين القوى الجديدة.
وأضاف معربوني أن بعض المحللين و السياسيين كانوا يعتقدون أن موازين القوى الجديدة في اليمن كانت لا تزال على ما هي عليه قبل العدوان السعودي مردفاً أن بعد مشاركة قيادات المؤتمر الشعبي اليوم والتجمع الذي دعت إليه حركة انصار الله ستتجه الاجواء في اليمن باتجاهات مختلفة تماماً بما يرتبط بالعدوان لتبقى مسألة الخلافات الساسية الداخلية في اليمن قائمة على اعتبار أن اليمن يعاني منذ عقود نتيجة تركيبته السياسية والقبلية.
وأشار الى أن مقتل علي عبد الله صالح قد ينجي اليمن من فتنة طويلة الامد على عكس وجوده لان وجوده كان يذهب بالامور باتجاه اسوء مضيفاً لم يحبذ هذا المشهد من خلال قتله ولكن كان يتمنى أن يرى علي عبدالله صالح معتقلاً وأن يتهم بالخيانة ويحاكم قانونياً.
وفي سياق آخر حول ردة التحالف العربي ازاء ما حصل قال معربوني، أن تحالف العدوان اطلق مواقف مؤيدة لعلي عبدالله صالح وبالعودة إلى ظروف العدوان فان علي صالح عمليا حكم اليمن منذ 1972 بطريقة بعيدة كل البعد عن المنهجية السياسية والديقراطية واعتمد على مايسمى في اليمن كمصطلح القبائلية السياسية.
وتابع معربوني ، أن عملية الاستقطاب السياسي في اليمن تمت بناء على مصطلح جديد ابتكره علي عبدالله صالح الا وهو افتراء الذمم ومشايخ القبائل وترتيب الامور بهذا الاتجاه مضيفا أن الجيش حتى عام 2012تقريباً كان ممسوكا بالكامل من قبل علي صالح وعائلته وبناءعليه وبعد 2012 وقرار علي عبدالله صالح بالخروج بضغوطات سعوديةوحلول نائبية حینها الامین العام للمؤتمر الشعبي ونائب الرئيس، اصبح هناك مشکلةشخصیة بين علي صالح والسعوديين وهي التي ادت إلى تحالف علي صالح مع حركة انصار الله وهذا التحالف الذي كان يعلم الجميع أنه تحالف للضرورة لا اكثر و لا اقل.
وشدد المحلل السياسي اللبناني على قدرة وصمود اليمن امام غارات التحالف معللاً ذلك بأن اليمن يدخل في السنة الثالثة من العدوان السعودي ولازال صامداً و أن مقومات الصمود موجودة لان اليمينيين اثبوتوا انهم قادرون على التمسك بأرضهم ارضهم والدفاع عنها مؤكداً أن اليمن امام هزيمة محققة للعدوان السعودي على المستوى الواقعي وان من خلال التوقيت العلمي ان السعوديين هزموا في المعركة في اليمن منوهاً أنه عندما لا يحقق العدو الاهداف المعلنة هذا مؤشر على تحقق الهزيمة فيه.
ولفت إلى أن آخر هزائم السعودية هي احباط الفتنة والمؤامرة التي حصلت في عملية قتل علي عبدالله صالح مشيراً إلى أن اليمن سيتجه باتجاه مختلف تماما و أن الطريق شاق وصعب ومعقد ولكن الرهان في هذه المسألة على الروح المعنوية العالية لدى القيادة اليمنية التي تدير المواجهة مع العدوان وايضاً لدى الشعب اليمني الذي وصفه عبدالملك الحوثي بالشعب المؤمن وباليمن المؤمن وهذا يلعب دورا كبيراً في مقومات الصمود ودفع المسائل باتجاه الصمود اكثر و اكثر.
واستبعد معربوني حدوث خلاف او فتنة بين الجيش اليمني وانصار الله لان الانفضال في الجيش اليمني حصل منذ لحظة بدء العدوان وعندما التفت بعض الالوية والفرق الى جانب السعودية وفرق اخرى الى جانب حركة انصار الله والمؤتمر الشعبي والقوى التي اتخذت القرار في مواجهة العدوان.
وأكد على ان هزيمة السعودية ليس في لبنان فقط وانما في كردستان واصفاً مقتل علي صالح بانه انتحار سياسي لانه اذا تمت قراءة ما حصل بكردستان العراق حيث كان المطلوب مابعد الاستفتاء ان يقدم بارزاني على اعلان الانفصال ولكن عندما تبين له أنه سيقاتل وحده تراجع عن اتخاذ هذا القرار مضيفاً هذا ما حصل ايضا مع رئيس الوزراء سعد الحريري عندما ادرك انه سينتحر سياسياً في حال استمر في هذه المسألة التي ارتبطت باحتجازه في السعودية ولهذا عدل عن مواقفه بعد توفر مجموعة ظروف ساعدته على المستوى اللبناني الداخلي او الاقليمي والدولي وبالتالي كان يبنغي على علي عبد الله صالح خلال ما شهدته الساحة من احداث في المنطقة ان يفهم ان المواقف التي اتخذها ستودي به إلى الانتحار السياسي./انتهى/
أجرى الحوار: محمد مظهري
تعليقك