وأضافت النائب استيفانو في حديث خاص لوكالة مهر للأنباء، أنّ طلب ديميستورا هو لتضليل المجتمع الدولي، لافتة إلى أنّ الفكرة الأولى وهي الانتصار العسكري للجيش السوري والحليف الروسي والإيراني، معترفاً بهذا الانتصار وبالتالي ما الذي يدعو دولة منتصرة على الإرهاب أن تتنازل عن حقها الشرعي.
واوضحت النائبة السورية أنّه إن كان الانتصار العسكري غير مهم، لماذا قبل كل مؤتمر اممي تصعّد القوى الإرهابية بأمر من مشغليها للتأثير على مجريات مجلس الأمن، إذ نجد التصرفات الإرهابية مستمرة ويؤكدها الهجوم على حي التضامن والقذائف على دمشق.
ولفتت الدكتورة استيفانو الى أنّ المؤسف هو دعم الولايات المتحدة لهذه التصرفات الإرهابية عندما لم تستطع جماعاتها على الأرض القيام بالتأثير المطلوب فقامت هي بالعدوان عبر ما يسمى التحالف الدولي غير الشرعي بالمجزرة الجديدة في قرية الجرذي شرقي دير الزور لتوهم العالم أنها تحارب الإرهاب، إنما هي تنقل الإرهابيين المدربين إلى مناطق آمنة لاستثمارهم مجددا، وهذه المرة ديميستورا أيضاً يصعد من باب المؤازرة مراعياً الضغط الأميركي.
وتابعت أنّ موضوع تفكيك سوريا الذي يهدد به بعد عرضه خارطة لسوريا تتضمن مناطق سيطرة الجيش العربي السوري والفصائل المسلحة إذا لم يتم التوصل إلى سلام بحسب معايير ديميستورا هو التنازل عن الحقوق والسيادة وهذا مخالف لموقف وفد الجمهورية العربية السورية الذي يرى أنّ مناقشة مكافحة الإرهاب هو المدخل الأساسي لمعالجة كل السلال الأخرى، أما بحثه عن مخرج ليصل إلى اتفاق فلا يكون عبر مواقف غير حيادية وقبول شروط مسبقة لوفد المعارضة وحسب ما قاله الدكتور الجعفري طالما ظلّ بيان الرياض قائم لن ندخل في حوار مباشر.
وأكملت النائبة استيفانو حول موضوع الطلب من الرئيس بوتين الضغط على سوريا قائلا: فإن اي مراقب لقمّة الرئيسين الأسد وبوتين في حميميم يدرك أنّ التعامل هو ندّي ويعتمد على الاحترام والمودة فالدولتان حليفتان وصديقتان، وسوريا طلبت رسميا التعاون الروسي وفق قوات عسكرية وعندما حققت أهدافها وأعلنت القضاء على تنظيم داعش الارهابي بدأت سحب قواتها.
واشارت إلى أنه يمكن أن نربط تزامن إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل مع إعلان القضاء على داعش، للإشغال عن محاسبة ممولي الإرهابيين والداعمين، حيث بدأ حملة تحشيد ضد إيران، مبيّنة أنّه وكما عهدنا من سياسة أميركا هو الاذى أينما تدخلت ومطامعها الاقتصادية معروفة في سوريا تحت عنوان حجج مختلفة وبالتالي كل ما سبق مرتبط وهدفه تضليل المجتمع الدولي والضغط على سوريا وما ديميستورا إلا طرف إضافي منحاز.
وأضافت استيفانو أنّ أمريكا قالت أن الشعب السوري من يقرر بقاء أو رحيل الأسد وهذا الموقف جاء نتيجة هزيمة واشنطن، لذلك عليها أن تفكر الخروج من المنطقة بوجه مشرف و بالتالي لا بد ان يكون هناك نوع من الاتفاق السياسي لذلك أعلنت أنها تقبل بالأسد كرئيس دولة.
ولفتت إلى أنّ ديميستورا توصل إلى قناعة أن سوريا انتصرت واللعبة انتهت من خلال المعارضات المتواجدة في جنيف وأن عليهم الاكتفاء بسلة الدستور لإبقاء مسار جنيف حياً وإلا سينتهي مسار جنيف ويبدأ مسار سوتشي، وهناك لا تنازلات من الحكومة السورية، إلا أن وفد المعارضة لا يقرأ الأحداث وهم يعرفون أن بقاءهم مرهون ببقاء المفاوضات لذلك يحاولون المماطلة وبالنهاية قرارهم ليس بيدهم بل بيد مشغليهم وما زالوا يعتقدون أن بإمكانهم تحقيق تقدم عسكري على الأرض ليرفعوا سقف المفاوضات إلا أنّ هذه الأحلام لن تتحقق وهناك تناسب عكسي بين تقدم الزمن وانخفاض سقف طلباتهم.
وقالت النائبة استيفانو أنّ الحرب اليمنية مستمرة ويستخدم التحالف العربي بقيادة السعودية آلاف الذخائر والصواريخ والطائرات الأميركية الصنع ومن الطبيعي أن يلجأ الطرف الآخر التسليح من أي مصدر دفاعاً عن نفسه وبالتالي ما سبّب الحملة الأميركية التي تجيّش ضد إيران؟
ونوهت إلى انّ التركيز على الصاروخ الحوثي الذي استهدف مطار الملك خالد شمال الرياض، والذي أفشل منظومة باتريوت الأميركية، كذريعة بعد قمة اسطنبول التي أكدت على الوحدة الإسلامية والتصدي للانحياز الأميركي إلى جانب الكيان الصهيوني مما أدى إلى ظهور تحالف سني شيعي يتمثل في الانسجام الغير مسبوق بين الرئيس روحاني وأردوغان الذي ينسف المخطط الأميركي الذي يريد إشعال حرب سنية شيعية هذا من جهة، ومن جهة أخرى هناك تفاهما بين تركيا وروسيا يهدف إلى إفشال خطة أميركا في الشمال السوري لتشكيل حزام إرهابي.
واكدت أنّ روسيا وتركيا وإيران تدعم قرار مجلس الأمن 2254 الذي يؤكد على وحدة سوريا، كما أنّ حزب الاتحاد الديمقراطي لأكراد سوريا يعتبر خصما أخطر بكثير بالمقارنة مع الأسد، وفي الكواليس أنباء عن عزم أنقرة القيام بعمليات عسكرية ضد القوات الكردية في سوريا بالتنسيق مع روسيا.
وختمت النائب استيفانو أنّ المصالح الاقتصادية مع التقارب التركي الروسي الإيراني وكل ما قامت به تركيا في الملف السوري هو لمصالح قومية تركية بحتة وهذا ما لم تفهمه المعارضة السورية بعد، كما تتركز أهدافها على مصالحها المتعلقة بمصادر الطاقة النفطية والغازية المتواجدة في آسيا الوسطى لذلك تقوم بتوظيف موقعها لتوطيد النفوذ السياسي لتدخل منظمة شنغهاي ولا ننسى أن خط السيل الجنوبي لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا وتدشين خط طريق الحرير الحديدي الصيني إلى تركيا كل هذا لن يتم إلا عبر علاقات متميزة مع سوريا و حلفاؤها وبالتالي الاستدارة التركية بدأت و القادم أعظم./انتهى/
أجرت الحوار: سمر رضوان