صرح السياسي اللبناني النائب السابق ناصر قنديل في حديث لوكالة مهر للأنباء إن العدوان الامريكي على سوريا جاء كمواجهة جديدة فرضتها روسيا في سوريا عسكرياً قلبت موازين القوة وغيرت التوازن السلبي الذي كان سائدا قبل التدخل الروسي في 30 ايلول 2015 حيث كان التوازن يحكم ان لا فريق قادر على تحقيق انتصار حاسم وان هذا يؤدي الى التاكل وتحويل سوريا الى مناطق نفوذ تتقاسمها القوى المؤثرة في المعادلات الاقليمية والمحلية وبالتالي هذا التموضع الروسي الذي تجرعته امريكا على مراحل وحاولت التأقلم معه والتعايش مع نتائجه أثار قواعد جديدة تمثلت في محاولة اقتطاع الشمال الشرقي السوري تحت النفوذ الامريكي ومد اليد للأتراك ليكون لهم ساحة نفوذ موازية في شمال غرب الفرات وبالمقابل المراهنة على الاستثمار السعودي الاسرائيلي على دور جبهة النصرة في البقاء قوة فاعلة في الوسط وفي ريف دمشق وفي الجنوب السوري لكن من الواضح ان مسار السنة والنصف الفاصلة عن التدخل الروسي احدثت تغيرات اكبر مما توقع الامريكيون فكانت معركة حلب فاصلة لتثبيت لمن له اليد العليا في المعادلة السورية العسكرية ومن ثم في الانزياح التركي للانخراط السياسي الى جانب سوريا ولو في بقاء علاقتها في الامريكيين على قاعدة الشد والجذب المستمرين تحت العنوان الكردي المفتوح له قوسي الخلاف بين تركيا وامريكا لكن واضح ان المسار العسكري والمسار السياسي متكاملان فكلما تعقد المسار السياسي ثبت ان باستطاعة روسيا وايران والجيش السوري والحلفاء احداث نقلة عسكرية تجلب المزيد من القوى للمشاركة في المسار السياسي فمعلوم ان مسار استانة جذب القوى المسلحة التي كانت معارضة للمشاركة في جنيف.
وأضاف قنديل إن الصورة كانت واضحة ان نهايتها ستكون استرداد الدولة السورية لهيبتها وسيطرتها على التراب السوري في صورة عامة باستثناء ما ينتظر مستقبل الحرب مع داعش التي اعتبرتها امريكا من مسؤوليتها ويصبح عليها عندها تسديد الفاتورة لروسيا وسوريا لمشاركتها في الحرب لان الامريكي يعرف انه لا يقدر على خوض حرب برية مع داعش وبالتالي هو بحاجة لحليف، معتبراً إن هذه القراءة التي وصل اليها الامريكيين هي حصيلة تغيير احدثه الروس وكل ما شهدناه من بعد ذلك هو ردود فعل امريكية تركية اسرائيلية سعودية على تغيير احدثته روسيا وليس نحن امام مبادرة امريكية وتخاذل روسي او امتصاص واستيعاب روسي.
وبين السياسي اللبناني إنه ومنذ إن أغارت الطائرات الاسرائيلية على المطار السوري العسكري شرق تدمر حيث كان التواجد السوري هناك يعرقل المخطط الامريكي في الحرب على الرقة وقوبلت برد، اصيب نتنياهو بمعادلة ردع تشبه التي اصيب بها يوم جاء وقصف القنيطرة وتم الرد عليه في جنوب لبنان وجاءت النتائج عكسية. وهنا جاء محمد بن سلمان ليكمل معركة النصرة وادركت امريكا ان نهاية النصرة اصبحت قاب قوسين فجائت ونفذت هذه الضربة المباشرة وبتمويل سعودي ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ان امريكا ارسلت 59 صاروخا لم يصل منها الا 23 فأين ذهبت بقية الصواريخ ؟ فمن هنا نعرف انه اطلق غبار الكتروني فضاعت اهداف الصواريخ وفقدت تركيزها وكان محط الصاروخ ذات المليون دولار الرمال وبالتالي كانت هذه الرسالة المبطنة الغير معلنة التي وجهها الروس الى الامريكيين اننا حاضرون ان نريكم كيف فعلنا بالتوماهوك ذاتكم وقادرون على بعثرته.
وفي تعليق على القضية الفلسطينية ودور العرب في تجاهها قال السياسي اللبناني قنديل انه من المعيب على العقل الانساني ان يتحدث عن دور عربي في القضية الفلسطينية لان ابسط المؤشرات التي نملكها كمتابعين تقول ان النظام العربي الرسمي ملحق باسرائيل وليس فقط وقع على تضييع فلسطين بل هو شريك في ذلك لان كل مرة يكون هناك عمل جدي في استرداد سيادة عربية او القيام بعمل ردعي في وجه اسرائيل يتبين التخاذل ولا زلنا نذكر حرب تموز ومعاملة الوزراء الخارجية العرب مع تسيبي ليفني حيث كانوا يقولون علنا ان اسحقوا عظام المقاومة ولا توقفوا اطلاق النار ويقولون عن السيد نصرالله اننا لا نريد ان نراه يرفع سبابته مرة اخرى وبالتالي النظام العربي بائع لفلسطين ومنتهي منها ويعطي لاسرائيل صك الملكية العلني ومشكلته هي في ان حركات المقاومة تمكنت من تقديم نموذج للشعوب العربية يقول لسنا ضعفاء كشعوب وامم الى الدرجة التي يدعيها الحكام وبالدليل ما فعلناه وبالتالي جاءت الحروب الاهلية لتبعد الشعوب العربية عن قضية فلسطين ليتمكن ويتسنى للاسرائيلي قضم وهضم ما يستطيع وما يشاء.
وأكد نصار قنديل إن العدو الصهيوني لم يحقق مآربه فالشعب الفلسطيني تبين انه عوض الفارق على مبدأ ان القائد والحزب والنهج موجود واخذوا خيار جديداً عالمياً في القتال من خلال عمليات الطعن والدهس والمواجهة المباشرة فلماذا ان يكون لدينا حزب منظم ونختلف على القيادة طالما ان السيد حسن موجود ويملك الشجاعة والحزب موجود وهو حزب الله وما علينا فعله هو استنزاف العدو فرديا دون قدرته على اتباعنا الى خلايا ولا حساب تنظيم .
وأضاف قنديل ان لا احد من حركات المقاومة في وارد ان يقول ان لم تكن ايران صاحبة الدور الكبير في نهضة هذه الحركات وفي حمايتها سياسيا ودعمها ماديا في تقديم الخبرة لها ميدانيا وبالتالى نحن نعلم من قادة المقاومة ان هناك تحول حدث في المنطقة وهو ليس من باب الفراغ انه في العام 1979 وفي الحقبة التي كانت تحتفل فيها لسرائيل بانها اجتذبت اكبر دولة عربية الى سياق الخضوع والاستسلام المسمى كامب دايفيد ففي حينها كما كان يرفع العلم الاسرائيلي في القاهرة بصورة تدمع العيون كان نفس العلم يسقط في طهران ويرتفع مكانه علم فلسطين ومن بعدها فتح السباق امام المسارين الاول هو الانظمة العربية المتماشية للاسف مع كامب دايفيد والثاني هو حركات الشعوب والمقاومة التي وجدت في قيادة الامام الخميني (ره) ومن بعده قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى علي الخامنئي اخلاصاً وصدقاً من اجل فلسطين. /انتهى/.
أجرى المقابلة: حسين شعيتو
تعليقك