رأى الباحث السياسي المصري محمود شعبان أنّ من حق الشعب الإيراني الاعتراض على سياسات الحكومة لكن تضخيم الاحتجاجات الإيرانية من قبل الدول المعادية هدفه اشغال إيران عن القدس.

 وكالة مهر للأنباء - سمر رضوان : أثارت الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها شوارع ايران تعليقات مختلفة في العالم العربي فالبعض عمل جاهداً لتضخيمها فيما نظر آخرون لها نظرة واقعية.

فرأى الباحث السياسي المصري محمود شعبان في حوار خاص لوكالة مهر للأنباء  أنّ من حق الشعب الإيراني الاعتراض على سياسات الحكومة مادام الشعب يشعر بالتقصير من جانب الحكومة الإيرانية في تلبية احتياجاته الاقتصادية معتبراً أن هناك نقطة مهمة وهي أن الرئيس روحاني استطاع تقليل نسبة التضخم بشكل واضح أثناء فترة حكمه حتى الآن من 40 في المائة إلى 9 في المائة وذلك وفقا للتقارير الايرانية الرسمية، مشيراً إلى أنّ الحكومة الإيرانية لديها برامج واضحة لمعالجة الواقع الاقتصادي.

وتابع شعبان أنّ سياسة الحكومة الإيرانية المهتمة بتعزيز نفوذه في المنطقة من خلال تقديم دعم مالي وسياسي للمجموعات المقاومة اثارت امتعاض بعض الجهات الاقليمية وبالتالي قامت هذه الجهات بالتخطيط لتفجير الاحتجاجات.

وأضاف الباحث المصري أنّ الأمر الآخر هو خروج المظاهرات في المحافظات البعيدة عن العاصمة وهو ما يصبغ المظاهرات بخلفية دينية أي أن أثر الليبراليين فيها ضعيف وهو ما يعقد الأمر، بعيدا عن ترديد شعارات تقليدية، فلا شك أن الخصومة السياسية والعسكرية الإيرانية السعودية توفر مناخا كبيرا لإثارة أطراف كالسعودية على المظاهرات وإن لم تظهر الآن ففي المستقبل لا شك سوف تحاول كل من الرياض وتل أبيب الاستفادة متها.

واستبعد شعبان أن يكون ما يحدث كما يظهره الإعلام المضاد لإيران وتسميته بمصطلح الربيع الإيراني، رافضاً احتمال تغيير النظام في إيران، مشيرا إلى أنه ضد هدم الأنظمة القائمة، إلا أنه مع تعديل السياسات وإعادة توجيه المسارات الحالية.

ورأى شعبان أنّ السعودية تدعم المعارضة الإيرانية وتسعى إلى الاستفادة من الوضع وتوظيفه لصالحها بسبب الأوضاع في اليمن فضلا عن موقف تل أبيب التي تريد توظيف الأمر واستثماره لإشغال الأطراف الإيرانية عن أزمة القدس.

وختم الباحث السياسي شعبان بالقول: اتوقع مع استمرار الوضع في إيران أن يتم تصعيد الأحداث بين حزب الله وتل أبيب من جهة والرياض واليمن من جهة أخرى. /انتهى/