وأفادت وكالة مهر للأنباء أن قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي استقبل اليوم (الثلاثاء) حشدا من اهالي مدينة قم المقدسة بمناسبة ذكرى انتفاضة اهالي المدينة ضد النظام الملكي البائد في 19 دي (9 كانون الثاني/ يناير عام 1978.
ولدى استقباله اهالي مدينة قم اشار سماحته الى ان كل تحركات العدو خلال الاربعين عاما الماضية قد جاءت ردا على الثورة الاسلامية مبينا ان الثورة اقتلعت جذور الاعداء سياسيا من ساحة البلاد.
ومضى بالقول ان العدو يقوم بهجوم مضاد على نحو مستمر وباءت جميع محاولاته بالفشل الذريع مبينا ان الاعداء رغم محاولاتهم المضنية الا انه وبسبب صمود الشعب الايراني يمنون بالفشل والانهزام وآخرها كانت المسيرات الشعبية التي أعلنت للولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا والقاطنين في لندن انكم فشلتم في هذه المرة كالعادة ولا تستطيعون نصرا بعد الآن.
واكد قائد الثورة ان مجابهة الشعب لاعدائه يمثل مجابهة لاعداء ايران والاسلام، وتستمر هذه المجابهة طالما استمر العداء، موضحا ان جميع التحركات التي قام بها الاعداء ضيد الشعب الايراني طيلة العقود الاربعة الماضية كانت هجوما مضادا استهدف الثورة الاسلامية.
واوضح آية الله العظمى الخامنئي ان الثورة الاسلامية اقتلعت جذور الاعداء من ايران من الناحية السياسية، مضيفا: ان الشعب الايراني اكد وبكلِّ قوة مخاطبا امريكا وبريطانيا والقاطنين لندن انكم لم تُفلحوا هذه المرَّة ايضا، ولن تُفلحوا في المرات القادمة.
واضاف: لقد بدأ ابناء الشعب الايراني في جميع انحاء البلاد – المدن الكبرى والصغرى والقرى- بمسيرات حاشدة منذ 30 ديسمبر 2017، ردا على بعض الاشخاص الذين قاموا باشعال نيران الفتنة بواسطة اعمالهم الخبيثة.
ولفت قائد الثورة الى انه عندما رأى الشعب الايراني ان مرتزقة الاعداء لن يستسلموا واصل مسيراته الحاشدة ولايام متتالية في جميع مدن البلاد بما فيها قم واهواز وهمدان ومشهد واصفهان وشيراز وتبريز، ليؤكد ان فتنة الاعداء ومرتزقتهم قد باءت بالفشل.
واعتبر سماحته ان المسيرات الشعبية الحاشدة في التصدي لمؤامرات الاعداء لا مثيل لها في العالم وبهذا النظم والبصيرة والحماس.
واضاف سماحته: لقد وضعت تفسيرات مختلفة هذه الايام عن الاحداث الاخيرة وكان العامل المشترك فيها يتسم بالواقعية وهو ضرورة التمييز بين مطالب الشعب المصادقة والمشروعة والممارسات الوحشية والتخريبية لمجموعة من الاشخاص.
وتابع: لو وقف مجموعة تضم مئة او خمسمائة شخص في مكان ما وطرحوا مطالبهم فان هذا الامر يختلف تماما عن استغلال بعض الاشخاص لهذا التجمع والاساءة الى القرآن الكريم والاسلام واحراق علم ايران وتدمير مسجد حيث لا يمكن الخلط بين هذين الامرين.
وقال قائد الثورة: ان المطالب والاحتجاجات الشعبية طبيعية وكانت على الدوام ومستمرة حاليا، حيث ان بعض الاشخاص يبدون تذمرا من بعض المؤسسات المالية او الاجهزة بسبب مشاكلها، وتصل انباء عن تجمع في احدى المدن امام مؤسسة او مبنى المحافظة او مجلس الشورى، اذ كانت هذه المسائل موجودة ولا يعارضها احد وينبغي الاستماع لمطالبهم والاستجابة لها قدر المستطاع.
ومضى قائلا: ان الجميع يتحملون المسؤولية ولا أقول يجب عليهم المتابعة، فأنا مسؤول ايضا وعلى الجميع متابعة مطالبة الشعب فهذه الامور لاصلة لها بمن يحرق علم البلاد او استغلال جماعة لتجمع الافراد واطلاق شعارات مناهضة للقرآن الكريم والاسلام ونظام الجمهورية الاسلامية.
واردف يقول: ان هناك مثلث للاعداء نشط خلال هذه الاحداث ولم يبدأ نشاطاته امس او اليوم وانما حاك مؤامراته وفقا لما حصلنا عليه من معلومات والتي كشف بعضها في تصريحاتهم وبعضها الآخر بلغتنا عبر طرق استخبارية.
واضاف سماحته: ان هذا المثلث يتمثل احد اضلاعه بامريكا والصهاينة الذين وضعوا الخطة منذ عدة اشهر على ان تبدأ هذه التحركات من المدن الصغيرة الاتجاه نحو العاصمة، والضلع الثاني احد الدول الغنية في الخليج الفارسي التي تمول هذه الخطة، والضلع الثالث العملاء المرتبطين بزمرة المنافقين الارهابية والذين تم اعداهم منذ شهور.
واعتبر سماحته، هذيان وهراء المسؤولين الامريكيين حول الاحداث الاخيرة ناجم عن غضبهم واخفاقهم، وقال: يدعي الاميركان ان الحكومة الايرانية تخشى من شعبها! كل افالحكومة الايرانية منبثقة من هذا الشعب، والنظام الاسلامي يستند الى الشعب منذ اربعين عاما في مواجهته لكم / الامريكان/.
واضاف قائد الثورة الاسلامية: يزعمون ان الحكومة الايرانية تخشى من قوة امريكا، وفي الجواب نقول لهم اذا كنا نخشى منكم، فكيف طردناكم من ايران في نهاية السبعينيات، وطردناكم ايضا من كل المنطقة في بداية العقد الحالي.
واشار سماحته الى ان الامريكيين الذين اعربوا عن قلقه حيال اسلوب مواجهة مثيري الشغب، لافتا الى ان الشرطة الامريكية قتلت 800 شخص العام الماضي وقمعت حركة ورلد ستريت، كما اشار الى اعراب المسؤولين البريطانيين الخبثاء عن قلقهم، وقال: في قضية مهاجمة المسلمين في بريطانيا ودفاع المسلمين عن انفسهم، فان احد القضاة في بريطانيا اصدر احكاما قاسية جدا، والآن يأتي هؤلاء المسؤولين ليعربوا عن خوفهم على المحتجين؟.
واوضح آية الله العظمى الخامنئي ان هدف امريكا هو الاطاحة بنظام الجمهورية الاسلامية، مشيرا الى ان ممارسات الادارة الامريكية الحالية لا تختلف عن الادارة السابقة تجاه ايران.
واوضح قائد الثورة ان من مقومات الاقتدار الوطني "عواطف الشعب وتأييده للحكومة" و"ايمان وحوافز الشباب"، و"القدرات الدفاعية الصاروخية" "والحضور المقتدر في المنطقة".
واكد قائد الثورة ان المؤامرة الامريكية ضد الجمهورية الاسلامية قد باءت بالفشل الذريع وستفشل ايضا في المرات القادمة، وان الخسائر التي سببتها امريكا في احداث الشغب الاخيرة لن تمر دون رد، ، وان على هذا الشخص الذي يصفه الامريكان انفسهم بانه غير متوازن عقليا / ترامب/ ان يدرك ان هذه الاستعراضات الجنونية لن تبقى بدون رد.
واكد سماحته ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ستتغلب على جميع المشكلات بفضل الله./انتهى/