وكالة مهر للأنباء ـــ د. رعد هادي جبارة: مايلفت النظر أن ماکرون أثنى على الدور الإيراني في القضاء على عصابات داعش الإرهابية والذي كان لفيلق القدس دور بارز فيه على صعيد الساحتين السورية والعراقية، مساندا للقوات المسلحة في البلدين الجارين. وعندما يثني زعيم أوروبي من حلفاء أميركا على هذاالانجاز فإن ذلك يعد اعترافا واضحا بقوة إيران ودور فيلق القدس في دحر الإرهاب واقتلاع جذور أشرس تنظيم إرهابي في الشرق الأوسط.
من ناحية اخرى فإن هذا الاعتراف يبرهن على أنه حتى الأوروبيين أنفسهم مافتئوا يذعنون بأن لطهران (وليس واشنطن ولا ذيولها الاقليميين) الدور البارز في القضاء على كابوس الإرهاب الداعشي وجرائمه ضد شعوب المنطقة وهو فضل لن تنساه بغداد ودمشق البتة.
فضلا عن هذا، فان الاعتراف الفرنسي ينطوي على مداليل أخرى من أهمها زيف وكذب الادعاء الأمريكي بكون فيلق القدس منظمة إرهابية، لأنها - والحق يقال - لم ترتكب عملا إرهابيا واحدا ضد أي من الشعوب الصديقة والشقيقة بل وقدمت جهدها الاستشاري ودعمها اللوجستي لكل من بغداد ودمشق وبيروت، في الوقت الذي لعبت فيه واشنطن وحلفائها من بعض الأنظمة الخليجية الدائرة في فلكها دور المؤسس والداعم والمسلح والممول لكل من طالبان والقاعدة وداعش.
ولاشك أن التعاون الاقتصادي بين باريس وطهران بدأ يأخذ أبعادا متنامية بعد التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى في العام ۲۰۱۵، حيث تم التوقيع على اتفاق مع شركة ايرباص الفرنسية لشراء ۱۰۰ طائرة ركاب حديثة من طراز A۳۲۰ وA۳۳۰ وA۳۵۰ مع تعديل الصفقة وحذف ۱۲ طائرة من طراز A۳۸۰ ذات الطابقين، وبدأت باريس بالفعل بتسليم تلك الطائرات ابتداءا من العام المنصرم توا ۲۰۱۷ على أن تستكمل تسليمها خلال ۱۰ سنوات ليبلغ مجموع ثمنها ۱۰ مليارات دولار بينما يبلغ مجموع سعرها في الكاتولوجات ۲۰ مليارا.
وتزامنا مع ذلك، عبر ماکرون عن التزام بلاده والاتحاد الأوروبي بالاتفاق النووي مع طهران حتى لو قامت الإدارة الأميركية الجديدة بتجميد الاتفاق من جانبها.
ولا شك أن الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي ماکرون إلى طهران ستكون ذات اهمية فائقة بعد أن تم تذويب الجليد بين الاليزيه وباستور في اللقاء الذي حصل عليه ماكرون من روحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بينما رفض الشيخ - بشموخ - طلبا من ترامب بلقائه رغم أنه هو صاحب الدار لكنه وقح معتوه غيرمرغوب في لقائه!/انتهى/