وقال هنية، خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم في مدينة غزة بشأن التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، "أنا أتحدث عن واقع يشير أن هناك تحركات تهدف إلى إيجاد كتلة صلبة في المنطقة تتصدى للمشروع الأمريكي الصهيوني وهذه الكتلة لن تكون معزلة بل هي منفتحة عن كل الدول لأن معركة القدس معركة الجميع ومعركة اللاجئين والضفة الغربية معركة الجميع.
ونوّه أن ما تقوم به حماس في إعادة رسم علاقتها السياسية في المنطقة يندرج في سياق أننا نريد أن نحشد كل مقدرات الأمة للتصدي للقرارات الأمريكية. وشدد رئيس المكتب السياسي للحركة، أن القرار الأمريكي والقرارات الإسرائيلية يأتي في سياق تصفية القضية الفلسطينية، سواء بمدينة القدس أو اللاجئين، وأن تقليص المساعدات للأونروا تتعدى البعد الإنساني إلى بعد سياسي يستهدف تغييب العودة إلى أرضنا التاريخية.
واعتبر أن "هذه القرارات المتعلقة بالقدس والضفة والمستوطنات وغزة بقدر ما تشكل تهديد تاريخي، فإنها تفتح لنا فرص تاريخية إذا أحسنا إدارة المرحلة وتعالينا على الصغائر نستطيع تحقيق الكثير"، مبينا إلى أن "القرار الأمريكي مثل وعد بلفور قبل 100 عام بإعطاء وطن لليهود في فلسطين، وسيكون وعد ترامب بداية النهاية لـ"إسرائيل". وأوضح هنية، أنه "بعد سنوات الربيع العربي المنطقة تعيش تصادم في ظل وجود بوصلات متعددة، لكن المنطقة تعيش تهديد استراتيجي يهدد الوجود الفلسطيني والعربي، وجعل الاحتلال هو المتصرف والمتحكم، وهذا غير مقبول". وأضاف "لا يمكن أن نسمح أن يكون السيد في المنطقة هو الكيان الصهيوني"، مؤكداً أن "الشعب الفلسطيني لن يستسلم، وهو ضحى وقدم لأكثر من 100 عام وقادر على أن يدافع عن الأرض والعرض والقدس والحقوق".
وتابع قوله "وأهم من يعتقد أن الشعب الفلسطيني فقد القدرة والمناعة أو مل، لأن الشعب الفلسطيني لن يكل أو يمل، والمرابطين في الأقصى وشوارع القدس والضفة وغزة ومخيمات الشتات أكبر دليل على حيوية الشعب الفلسطيني وقدرة الشعب الفلسطيني على العطاء". كما نوّه إلى أن "الإدارة الأمريكية و"إسرائيل" واهمة إذا اعتقدت أن الحق الفلسطيني مع تقادم الزمن يمكن أن يصبح باطلاً". وشدد هنية أنه "رغم التهديد الكبير والخطورة التي نعيشها، والسياسات التي يجري تنفيذها على الأرض، لن نتخلى على الضفة والقدس"، مشيراً إلى أن المستهدف الآن بالدرجة الأولى هي الضفة والقدس. ولفت إلى أن "غزة مستهدفة بالحصار والعقوبات والتلويح بالحروب، والشتات مستهدف بتصفية حق العودة، والداخل مستهدف بوجوده".
كما استعرض هنية، في خطابه، آليات المواجهة للقرار الأمريكي والسياسة الإسرائيلية على 3 مسارات، وهي: "الانتفاضة الشعبية بالميدان، وشعبنا موجود في الميدان، واستنهاض الأمة وقواها بحيث أن تنخرط في مشروع الدفاع عن القدس وإسناد حق الشعب الفلسطيني بالتحرير والعودة، والاتصالات السياسية مع العديد من القيادات والمسؤولين في المنطقة". وبيّن أن تلك المسارات حيوية وواعدة و"قدمت رسالة قوية أن شعبنا لن يستسلم ولن يمرر هذه المؤامرة، قائلاً "لو اعترف العالم كله بالقدس عاصمة لما يسمى الكيان الصهيوني باطل ولا يلزم شعبنا".
وأضاف هنية "نحن أصحاب الحق الشرعيين لن نوقع ولن نعترف بذلك فكل ما يجري هباء، ونحن الرقم الصعب في هذه المعادلة، ولو وافق كل العالم وكل من حولنا على هذه القرارات لن يلزمنا بأي شيء، ونحن عامل الحسم في هذا الموضوع".
المصدر: فلسطين اليوم