وكالة مهر للأنباء -وتصل الإحتجاجات ذروتها في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة يوم الجمعة من كل أسبوع حيث أطلق الفلسطينيون على الأيام التي أعقبت قرار ترامب بأيام "الغضب".
على الجانب الآخر واصلت قوات الإحتلال الصهيوني استهداف المتظاهرين والمحتجين الفلسطينيين بمختلف وسائل القمع والتنكيل موقعة العشرات منهم بين شهيد او جريح.
القمع الصهيوني دفع بالأمم المتحدة إلى المطالبة بضرورة إجراء تحقيقات فورية ودقيقة في جميع الحوادث التي أدى فيها استخدام القوة إلى سقوط شهداء وحرحى.
وقد أعرب المسؤولون بالأمم المتحدة عن الشعور بالقلق إزاء الأعداد الكبيرة من الجرحى الذي يسقطون بفعل مواجهتهم مع قوات الإحتلال الإسرائيلي.
لكن القمع الإسرائيلي وسقوط الشهداء والجرحى لم يشعر الفلسطينيين بالخوف بل زادهم عزماً وإصرارا على رفض القرار الأمريكي بشأن القدس خاصة وإن هذه المدينة المقدسة تمثل بالنسبة لهم مهداً لقضيتهم ورمزاً لوحدتهم ونضالهم.
فللجمعة السادسة على التوالي لم يتوقف الفلسطينيون في كافة أنحاء القطاع والضفة عن المواجهات مع قوات الاحتلال، رفضًا للاعتراف بالقدس عاصمة للكيان المحتل فيما دعت حركة الجهاد الإسلامي الزعماء والقادة العرب بعدم الحديث عن قدس مقسمة شرقية وغربية، موضحًة أن القدس كاملة للعرب والمسلمين والفلسطينيين، ومستشهدة بالمعارك التاريخية التي خاضها المسلمون دفاعًا عنها.
لكن يبدو أن الزعماء والحكام العرب الذين خاطبتهم الجهاد الإسلامي لم يعودوا يهتمون بالقدس أو يكترثوا بالقضية الفلسطينية وانشغلوا في ترتيبات صفقة القرن.
صفقة القرن التي عقدتها السعودية والرجعية العربية من جهة وواشنطن من جهة أخرى يصفها الفلسطينيون بـ"صفعة القرن" ويعتبرون بأنها ليست سوى خطة لتصفية قضيتهم والمساس بحقوق شعبهم وأرضهم.
الصفقة تستند أيضاً إلى ألا تكون القدس عاصمة لدولة فلسطين وتعتبر إن الحرب مفتوحة ومعلنة ضد الشعب الفلسطيني حتى إخضاعه تماماً وقد تقرر في هذا المجال حجب أموال المساعدات المقدمة للفلسطينيين، والتهديد بعدم توريد مساعدات اللاجئين عن طريق منظمة الأونروا، في خطوة من شأنها تصفية حق عودة اللاجئين.
كما إن الصفقة تصب لصالح الإستيطان وتسمح بتوسيعه من خلال بناء مليون وحدة استيطانية جديدة خلال الـ20 عاما القادمة، للحيلولة دون قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف وتهويد وتغيير معالم المدينة في ظل ممارسات قوات الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني ومن هنا فإن صفقة القرن وجدت لتكون بديلاً عن مفاوضات التسوية التي أعلن عن موتها وإندثارها إلى الأبد.
إذن ليس أمام الشعب الفلسطيني إلا تصعيد الإنتفاضة في الضفة الغربية والقدس المحتلة في ظل الانخراط الأميركي الكامل مع العدو الصهيوني في جرائمه المستمرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني خاصة وإن تصاعد الإنتفاضة الفلسطينية تثير رعب وارتباك الولايات المتحدة وربيبها الكيان الصهيوني.
كما من واجب أبناء الأمة العربية والإسلامية، وكل الأحرار في العالم أيضاً تصعيد الاحتجاجات ضد القرار الأميركي باستباحة القدس وتقديم الدعم الكامل للشعب الفلسطيني الذي يتجرع الأمرين بفعل تنمر العدوان المدعوم أمريكياً وخذلان الناصر بين الأنظمة الرسمية العربية.
أحمد محمد باقر : خبير بالشؤون الدولية والاقليمية
تعليقك