تاريخ النشر: ٢١ فبراير ٢٠١٨ - ١٨:٣٢

رغم كل مظاهر العدائية والجفاء التي تواجهها إيران أحياناً من بعض بلدان المنطقة ودول الجوار إلا إنها ظلت دوماً تشدد على مساعيها لتعزيز الأخوة والإستقرار والوحدة وتدعو إلى تكاتف الجهود لمواجهة المخاطر والمشاكل التي تعاني منها المنطقة.

وكالة مهر للأنباء ــــ عبد الله الدوسري : دعوة إيران لمواجهة معضلة الإرهاب والحد من إنتشارها في المنطقة هي مؤشر حقيقي على رغبتها في تعزيز الإستقرار والأمن في هذه المنطقة كما إن حضورها في سوريا والعراق والتضحيات الكبيرة التي قدمتها هناك جاء تلبية لدعوة الحكومتين في البلدين وبهدف مكافحة تنظيم داعش الإرهابي الذي هز كل الإستقرار الإقليمي وكاد أن يقضي على كل مظاهر الحضارة والسيادة والقانون في سوريا والعراق.

ولم تكتف إيران بهذا الحد بل مدت يدها لجميع دول الجوار ودعتها للتعاون من أجل اجتثاث ظاهرة الإرهاب التي إنتشرت وتوسعت في مختلف بلدان الشرق الأوسط بل وتجاوزتها إلى دول العالم الأخرى وهو ما كانت تحذر منه إيران في السابق.

وتعتبر إيران ظاهرة الإرهاب بأنها صنيعة الأجهزة الإستخباراتية الأمريكية والصهيونية بهدف تأزيم الأوضاع الأمنية في المنطقة وإن الولايات المتحدة بالتحديد تقف وراء دعم الجماعات الإرهابية وتزويدها بالأسلحة والمعدات وتقف أيضاً وراء زعزعة إستقرار المنطقة وإثارة الحروب والنزاعات فيها وذلك بهدف إستمرار تدفق الأسلحة والمعدات الحربية إليها واستمرار عقد صفقات التسلح مع الدول المتورطة في هذه النزاعات.

ورغم الإتهامات التي توجهها الولايات المتحدة لإيران بزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط ومزاعمها حول انخراط إيران في النزاع اليمني وسعيها أيضاً لإقناع الأمم المتحدة بالتحرك ضد ايران وفرض المزيد الحظر عليها؛ إلا أن الكثير من دول العالم لازالت مقننعة بأن الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة وربيبها الكيان الصهيوني في المنطقة هو الذي عرض استقرار هذه المنطقة للمخاطر كما إن تقديم واشنطن الدعم لبعض الأنظمة الرجعية وتزويدها بالأسلحة هو الذي أطال أمد العديد من الأزمات في المنطقة ومنها الأزمة اليمنية بشكل خاص.

المحلل البريطاني الشهير بيتر أوبورن كتب في مقال له على موقع «ميدل إيست آي» يقول أن المملكة العربية السعودية ظلت منذ سنوات مصدراً للعنف، وعدم الاستقرار في العالم الإسلامي مشيراً إلى أن سقوط آل سعود -وهي من أكثر السلالات الفاسدة والمتوهجة التي عرفها العالم- سيساعد على حل الأزمة التي تهز العالم الإسلامي حالياً.

إذن؛ لقد شكلت الجمهورية الإسلامية في إيران ولا تزال مصدر أمن وإستقرار منطقة الشرق الأوسط ولولا الدعم الذي قدمته لبعض الدول مثل سوريا والعراق في إطار مكافحة الإرهاب لكان تنظيم داعش الإرهابي يحكم اليوم أكثر من عاصمة في المنطقة./انتهى/