وكالة مهر للأنباء ـــ حيدر الزيدي: فطبقا للعرف الدبلوماسي جرت العادة أن يجتمع رئيس الوزراء الزائر مع نظيره أو مع رئيس الجمهورية التي يزورها، لا أن يطلب اللقاء مع مسؤول بدرجة (سفير).
ومما يزيد الأمر غرابة: الإطراء والثناء والمديح الذي كاله النتن ياهو لهيلي حيث أطلق عليها (الإعصار هيلي) بعد أن شاهدها تهب في كل مرة كالاعصار دفاعا عن دولة الباطل وكيان الاحتلال في أروقة مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة.
وليس هذا فحسب، إنما قال النتن ياهو لها خلال اللقاء المذكور: إنك طالما دافعت عن إسرائيل وقلت الحقيقة(!) مضيفا في السياق نفسه: "أعتقد بأن الرئيس دونالد ترامب يركز كل جهوده على الخطر الذي تشكله إيران والصفقة النووية والتصرفات الإيرانية العدوانية في المنطقة".
بل وأضاف النتن: "إنه يركز على الأمر الصحيح، فكما تعلمين جيدًا اعتقد بأن ذلك ما يشغل بال الجميع الآن وليس إسرائيل وأمريكا فحسب بل كافة الجهات في الشرق الأوسط تقريبًا". ولم ينس النتن أن يثمن مجددا دفاع هيلي عن إسرائيل في الأروقة الدولية، التي ما زالت رطبة من الكلام المسموم الذي يتم توجيهه لإسرائيل، مما لا يعدّ مهب ريح من الهواء المنعش فحسب وإنما يشبه التسونامي من الهواء المنعش".
أن تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني تأتي بعد اصطفاف غالبية أعضاء المنظمة الدولية واجماع الرأي العام العالمي على رفض الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ورفض قرار حاكم البيت الأبيض طرمبة بالاعتراف الرسمي بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال وقراره سييء الصيت بنقل السفارة الأمريكية
إليها، وكانت هيلي اليهودية الهندية الأصل هذه من أشد المتحمسين له.
وفي سياق لقائه معها اعترفت نيكي بانحيازها السافر لكيانه المحتل وعبرت عن (قلقها على مصير إسرائيل!) جراء التهديدات التي تواجهها، وخاصة من قبل إيران، على حد زعمها موضحة "أعتقد بأنه يتم التركيز على إيران حاليا، لأننا قلقون جدا وأنا قلقة جدا على إسرائيل(!) واعتقد بأنهم (الإسرائيليون) باتوا يشعرون بأنهم مهدَدون أكثر فأكثر وكذلك اعتقد بأنه سيتوجب عليهم اتخاذ قرارات، وأخشى عدم اتخاذهم للقرارات الصائبة". وتطرقت إلى موقف الأمم المتحدة من إسرائيل، بالقول إنه "لأمر مدهش، كونه اتسم في الماضي بأنه مسيء" مخاطبة النتن ياهو: أفكر بأنني قلت لك في مناسبة سابقة إنني أشعر بالأسف على داني دانون المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة، بسبب ما كان يضطر لمواجهته".
إذن فهذه اليهودية البغيضة قلقة على الكيان المحتل أكثر من النتن ياهو نفسه ومشفقة على حال زميلها الصهيوني في المنظمة الدولية الذي بات "يكسر قلبها!" لشعوره بالوحدة والكآبة والتعاسة بسبب مكروهية كيانه المقيت، إقليميا وعالميا./انتهى/