ولفتت "ناشيونال انترست"، إلى أن أقصى ما تستطيع الرياض فعله هو تسوية الصراع بشروط ممكنة، كما يجب على الولايات المتحدة مساعدتها على فعل ذلك.
وأضافت الصحيفة الأمريكية: لا يبدو أن هذه المناسبة جيدة للاحتفال في السعودية؛ فالتقديرات تشير إلى أن الحرب كلفت أكثر من 100 مليار دولار وفشلت في تحقيق أهدافها، فضلاً عن أن هذه الحرب أثرت سلباً على سمعة النظام السعودي على الصعيد الدولي، نظراً للانتهاكات الحقوقية والإنسانية المفزعة التي ارتكبت ضد اليمنيين.
وقالت الصحيفة: الحرب في اليمن بقيادة السعودية أسفرت عن معاناة كبيرة للشعب اليمني؛ وتسببت في قتل وتشريد الآلاف من المدنيين اليمنيين، فضلاً عن الخراب والدمار الذي حدث في البنية التحتية والمرافق المدنية، مما أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة والمجاعات”.
وتناول تقرير الصحيفة الأمريكية زيارة ولي العهد السعودي إلى واشنطن، وقالت إن الولايات المتحدة أمامها فرصة للضغط على النظام السعودي من أجل إنهاء الحرب”.
وقالت: إن اليمن يعدّ بالنسبة للسعوديين، هدفا تاريخيا للتأثير، وفي الوقت نفسه، هو ساحة حرجة للأمن والاستقرار؛ فاليمن يشترك بحدود طويلة ويسهل الوصول إليه من خلال البحر، ويمثل أيضاً المدخل للبحر الأحمر.
وقالت: إن "السعودية تتمتع بمعلومات استخباراتية ومعونة لوجيستية من الأمريكيين، ولديها رابع أكبر ميزانية أمنية في العالم، بالإضافة إلى أسلحة متطورة تحت تصرُّفها، ومع ذلك تجد السعودية صعوبة في التغلب على عدو مصمّم على عتبة بابها".
وتطرقت الصحيفة إلى قتال الحوثيين وتأثيرهم في الحرب، مبينة أنه "فضلاً عن إصرار جماعة الحوثي على المواجهة، فإنهم تمكنوا من إطلاق أكثر من 100 صاروخ، على الأراضي السعودية، واستولوا على 100 ميل مربع داخلها".
ومضت تقول: "يبدو أن عدم تحقيق الحرب السعودية أهدافها، كان واحداً من الأسباب التي دفعت ولي العهد السعودي ووزير الدفاع لإقالة رئيس الأركان وقائد القوات البرية وقائد سلاح الجو، رغم أن هذه التغييرات قُدمت على أنها جزء من عملية التحديث التي يقوم بها بن سلمان، ولكنها في الواقع تعكس الإحباط المتزايد داخل النخب السعودية من أداء الجيش".
وأضافت: "من السابق لأوانه القول فيما إذا كانت هذه التغييرات ستُحدث التغيير الجوهري والاستراتيجي من الحرب، أو تأثيرات ذلك، إن وُجدت، على طبيعة المعركة".
وأوضحت الصحيفة إن حرب اليمن كشفت أيضاً ضعف علاقة السعودية مع حلفائها المسلمين الرئيسين، وأهمهم باكستان، التي رفضت إرسال جيشها لمساعدة السعودية، وأن مصر، التي استثمرت فيها الرياض مليارات الدولارات لدعم رئيسها عبد الفتاح السيسي، الذي اعتبر السعودية عمقاً استراتيجياً للقاهرة، رفض هو الآخر إرسال قوات برية كبيرة للمشاركة إلى جانب السعودية في حرب اليمن، فلم ترسل مصر سوى مجموعات صغيرة من الجنود وأربع سفن لمساعدة الرياض.
وأضافت: "حتى تلك البلدان التي شاركت في الحلف السعودي بحرب اليمن، حصل تضارب في مصالحها؛ فالسعوديون والإماراتيون يدعمون القوى التي تعمل بشكل متناقض حيال رؤيتها مستقبل اليمن؛ وهو ما أدى إلى حصول احتكاك بين تلك القوى المحلية".
واختتمت الصحيفة الامريكية قائلة: على واشنطن، أن تستغل العلاقة الوثيقة بين بن سلمان وترامب للضغط من أجل إنهاء الحرب الكارثية؛ فالتحالف السعودي لا يمكنه الانتصار في هذه الحرب، ولكن يمكنه تسوية الصراع، ويجب على واشنطن المساعدة في ذلك./انتهى/