اكد المحلل والخبير السياسي "جوزيف ابو فاضل"، ان الانتخابات النيابية اللبنانية الحالية مختلفة عن سابقاتها لانها لا تعتمد على مبدأ الاكثرية وتأثير السعودية او امريكا وحلفائهما على عملية الانتخابات يتوضح اكثر بعد نتيجة الانتخابات من خلال توجهات المجلس النيابي ومن سيكون رئيس المجلس.

وكالة مهر للأنباء- ديانا محمود: اكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ان لبنان يشهد عرسا انتخابيا حيث شهدت مراكز الاقتراع في لبنان، الأحد، إقبال الناخبين في أول انتخابات برلمانية تشهدها البلاد منذ تسع سنوات. وتنافس في هذه الانتخابات، أكثر من 500 مرشح، و77 لائحة، على 128 مقعداً في مجلس النواب. 

لتوضيح المشهد و المناخ الانتخابي الذي يسود لبنان قامت وكالة مهر باجراء مقابلة مع المحلل والخبير السياسي "جوزيف ابو فاضل".

اليكم نص الحوار:


س: ماهي التيارات المشاركة في الانتخابات وهل ظهرت مجموعات جديدة في المشهد الانتخابي؟
كل التيارات اللبنانية مشاركة في الانتخابات، التيارات السياسية بطبيعة الحال التيار الوطني الحر وتيار المستقبل حزب الكتائب القوات اللبنانية تيار المردة وحزب الله وحركة امل وهناك شخصيات مستقلة تشارك في الانتخابات والحزب التقدمي الاشتراكي.

لا يمكن ان نقول مجموعات جديدة بل تعتبر المجتمع المدني ولكن حظوظها جدا قليلة بالنسبة للمئة وثمانية وعشرين نائب ويمكن ان يصل نائب منهم وهم اثنين لا اكثر لان المجتمع المدني لا يملك تلك القوى وشخصيات عديدة مستقلة كانت في الحياة السياسية ومنهم لم يكن في الحياة السياسية ويمكن ان يعودوا الى المجلس او او يدخلون الى المجلس النيابي مجددا.

اما بالنسبة للاقلية الكردية لا اظن انهم سيحظون بمقعد لانه لا يوجد حزب كردي في لبنان ولكن هناك تجمعات كردية ولكن هذه الجمعيات او التجمعات هي من ضمن الاحزاب وخاصة ضمن حزب تيار المستقبل او تيارات اخرى. 

س: هل ستقوم اللانتخابات بتغيير استراتيجي في لبنان؟ 
لا. لان فخامة رئيس الجمهورية موقفه واضح وصريح وعلى صعيد التحالف ووثيقة التفاهم التي وقعها رئيس الجمهورية وسماحة السيد حسن نصرالله هذه الوثيقة سوف تستمر وبقوة بعد الانتخابات النيابية لان هذه هي ضمانة الجميع في لبنان ضمانة الثلاثية الذهبية وهي الجيش والشعب والمقاومة.


س: كيف يتطلع المواطن اللبناني للانتخابات ونسبة المشاركة فيها؟

 ممكن ان تكون هناك نسبة مئوية زيادة عما سبق ولكن التعويل على الشباب والصبابا الذين لم ينتخبوا منذ عام 2005 و2009 حتى اليوم وهناك تسع سنوات بين 2009 و2018 يعني هناك جيل كامل يمكن ان يكون هناك نسبة مئوية قد تتخطى ال 50 بالمئة في بعض المناطق وفي بعضها الاخر يمكن ان تكون 60 بالمئة. 


س: ما هو الذي يميز هذه الانتخابات عن سابقاتها حتى يندفع المواطن كي يشارك فيها؟
يميزها عن باقي الانتخابات انها ليست اكثرية يعني في حال حصل احدهم 51 بالمئة والاخر 49 كان يربح ال 51 بالمئة وتصعد اللائحة بأكملها اما اليوم لن تخرج اللائحة لان هناك نسبية والقانون نسبي وضمن قانون تفضيلي وقانون لاول مرة يجرى في لبنان ممكن ان تكون النسبة عالية لان كل شخص سوف ينتخب من هو قريب منه و هو على على علاقة معه وعلى صعيد اللائحة ككل تشبه تطلعاته السياسية اما الصوت التفضيلي كل شخص يفضل الذي يعتبره قريب منه ويمثله على الصعيد الشخصي ويفضلع على غيره.

س: ما من شأنه ان يقدم الالتفات المتأخر الى المغترب اللبناني ولماذا هذا الالتفات الى الانتشار اللبناني في الخارج؟ 
لان هناك تطور في الحياة السياسية في لبنان والقانون الجديد اليوم يلحظ الاقتراع المغتربين بحوالي نسبة  90 الف ولكن قد يقترع منه حوالي 46 و45 فقط وهذه علامة جيدة لان الانتشار اللبناني كما هو معرف ان لبنان هو بلد مصدر للادمغة و لا يستورد وبذلك هناك فرص العمل الموجودة في الخارج هي كبيرة لهم ولذلك ان نظرة التيار الوطني الحر والعهد وفخامة الرئيس ميشيل عون ووزير الخارجية جبران باسيل وكل الحكومة وكذلك العمل بالنسبة لرئيس مجلس النواب نبيه بري الجميع في لبنان ينظر الى المنتشرين وكأنهم موجودون في لبنان لذلك كان من الضروري ان ينتخبوا ويشاركوا في الحياة السياسية وهذا يعزز اطر التواصل وتعزيز اواصف الالفة والعلاقة والتعلق في لبنان اكثر فاكثر لذلك هؤلاء انتخبوا اليوم على هذه الطريقة وفي الانتخابات المقبلة سيكون لدينا ست نواب يمثلون ست قارات في امريكا الشمالية والجنوبية سيكون لدينا نائبين والقارات الاربعة الاخرى لدينا اربع نواب وهذا امر جيد للاغتراب والانتشار اللبناني الموجود في الخارج.

س: ماهي قضية الرشى والضغوط التي يتعرض لها الناخب من خلال حجز الهويات والابتزاز لاقناعه بانتخاب مرشح معين؟ 
في لبنان دائما الانتخابات هكذا لان اللبناني ناخب صعب. وهناك بعض الرشاوي لبعض الناس ولكن هناك مناشدة لان اذا نسمع او نقرأ ماذا يقول المرشحين دائما يناشدون الناس عدم اخذ الرشوة لان الرشوة سوف تصرف وهي كمية ضئيلة من الدولارات في نهار او نهارين او اسبوع.  بعدها لا يستطيع المواطن ان يحاسب الذي رشاه.

لذلك الرشوة منبوذة والكل يحاربها ولكن البعض بامكانه ان يرشي والبعض الاخر ان يرتشي وهي مشكلة موجودة في كل دول العالم ويوجد فضائح في فرنسا وامريكا والمجتمعات التي يتغلون بالديمقراطية ويكون هناك رشاوى ونحن نحاول ان لا يكون هناك رشاوي او في انتخابات مقبلة.


س: هل هناك  اياد خارجية قد تؤثر على سير عملية الانتخابات لتسلك منحى معين؟
هناك توجه سعودي بطبيعة الحال لعدم وصول المقاومة وحلفائها الى مجلس النواب بقوة لانهم سيستلمون مقاليد الحكم في لبنان على صعيد السلطة التنفيذية، خاصة لان رئيس الجمهورية اعلم كل المسؤولين في كل دول العالم انه على خط معادي للكيان الصهيوني وهو يسير عليه وهذا واقع في لبنان لا اكثر او اقل. 
اما بالنسبة لتأثير الايادي الخارجية على سير الانتخابات وتمويلها فهي نسبة ضئيلة جدا لان الابن ضد ابيه في هذه الانتحابات والعكس والاخ ضد اخيه حتى وان كانوا في ذات اللائحة وذات الاتجاه السياسي لا يوجد احد من احد. لان هناك حسابات خاصة بالانتخابات وعند اصدار نتيجة الانتخابات توضح الصورة اكثر ويعرف توجه المجلس النيابي الجديد ومن سيكون رئيسا للحكومة ووزيرا لكذا وكذا... وفي ذلك الوقت يتم معرفة مدى قوة هذه الدول ان كانت السعودية وحلفائها او امريكا وحلفائها.

س: ما تعليقك حول ما يقال ان هناك انهيار داخل جبهة الحريري؟

لا اظن انه انهيار وعندما خطف في السعودية وحجز اصبح حوله عطف اكثر مما قبل بالمقابل هناك خصوم اقوياء للرئيس الحريري ومنهم الرئيس نجيب ميقاتي والوزير فيصل كرامي والوزير عبد الرحيم مراد والقيادات الموجودة في منطقة بيروت في نفس المنطقة والمقاوم الشرس الذي انقلب على الحريري الوزير السابق اشرف يوسف هناك مجموعات مع الحريري تعاطفت معه عندما تم احتجازه من قبل الامير محمد بن سلمان واجبر على الاستقالة. لا يمكن القول ان الحريري يتفتت ويتحلل وانما هناك تراجع على الساحة السنية بالنسبة للانتخابات كون ان القانون يسمح ان يتمثل كل حسب قوته وحسب انتشاره في المناطق./انتهى/