وكالة مهر للأنباء - محمد مظهري: يشهد لبنان اليوم أول انتخابات نيابية بعد حوالى عقد حيث بدأت صباح الأحد عملية الاقتراع في مختلف المناطق اللبنانية تمهيداً لانتخاب برلمان جديد في عملية لا يتوقع أن تغير من طبيعة التوازنات بين القوى التقليدية.
يتنافس 597 مرشحاً، بينهم 86 امرأة، منضوين في 77 لائحة، للفوز بأصوات 3.7 مليون ناخب مسجلين على لوائح الشطب، للوصول إلى البرلمان الموزع مناصفة بين المسيحيين والمسلمين في البلد الصغير ذي التركيبة الطائفية الهشة والموارد المحدودة.
هذا ويتوقع مراقبون أن يكون حزب الله "المستفيد الأكبر" من نتائج الانتخابات، التي تجري وفق قانون جديد يقوم على النظام النسبي، ما دفع غالبية القوى السياسية إلى نسج تحالفات خاصة بكل دائرة انتخابية، بهدف تحقيق مكاسب أكبر. وفي معظم الأحيان، لا تجمع بين أعضاء اللائحة الواحدة برامج مشتركة أو رؤية سياسية واحدة، إنما مصالح آنية انتخابية.
وفي هذا السياق ولبحث مختلف ابعاد الانتخابات اللبنانية عام 2018 والنتائج المتوقعهة منها قام مراسل وكالة مهر للأنباء باجراء حوار مع السياسي اللبناني سالم زهران تطرق فيها الى نسبة المشاركة والاصطفافات الجديدة التي ظهرت على الساحة اللبنانية وكذلك محاولات بعض الدول الاقليمية للاتثير على مسار الانتخابات.
وكالة مهر: كيف تقيم نسبة المشاركة في الانتخابات واقبال المواطنين عليها؟ هل هناك بصيص أمل للتغير؟
للاسف انتخابات المغتربين اللبنانيين سواء في الدول العربية او الغربية لم تكن على قدر الامل. هناك الملايين من اللبنانيين المغتربين سجل منهم حوالي 82 الف اسمائهم للاقتراع ادلى حوالي 45 الف اقتراعهم وهي نسبة خجولة ويعود السبب في ذلك الى الاجراءات اللوجستيىة التي لم توفق الحكومة فيها حيث كان على الناخب ان يقطع مسافات طويلة تصل احيانا الى 800 كيلومتر لكي يدلي بصوته لكن هذا لا يعني ان نسبة المشاركة في الانتخابات المحلية ايضا ستكون خجولة.
لا احد يعلم لكن بصراحة انا على مستوى رأيي الشخصي واتمنى ان اتفاجا لن تكون النسب مرتفعة كثيرا وبتقديري ان النسبة تتراوح بين 55 بالمئة و 60 بالمئة بمجمل لبنان ربما تكون هي النسبة المتوقعة لكن هناك نسب عالية حتما في دوائر مثل بعلبك -الهرمل وطرابلس ودوائر الشمال الثلاثة الا ان هذه الانتخابات تبدو من حيث المشاركة شبيهة بما سبق من انتخابات مع فوارق في بعض الدوائر من حيث النسب.
وكالة مهر: ما هي قضية الرشى والضغوط التي تعرض لها الناخبون عبر حجز الهويات والابتزاز لاقناعهم بانتخاب مرشح معين؟
أصبحت الرشى جزء من الفلكلور الانتخابي اللبناني لكن هذه المرة وبفضل القانون اصبح موضوع الرشى حتى ضمن اللائحة الواحدة فهناك من يشتري اصوات لمرشحين لضرب مرشحين آخرين على لائحتهم.
اما بالنسبة للضغوط فلم يسجل بشكل واضح ومباشر دور للاجهزة الامنية اللبنانية في التدخل في العملية الانتخابية . ويمكن نلاحظ ان مدير الامن العام اللواء عباس ابراهيم استطاع تحييد الامن العام عن اي دور في عملية الانتخابات وعلنية صرح بعد اجتماع بكبار الضباط محذرا اياهم من هذا التدخل. وعليه فان الامن العام اللبناني لم يتدخل. اما باقي الاجهزة فلم يرصد بشكل واضح ومباشر بالرغم من شكاوي بعض المرشحين ان بعض الاجهزة تتدخل كما حدث في طرابلس مثلا من شكوى مرشح توفيق سلطان على جهاز فرع المعلومات التابعة لقوى الامن الداخلي .
وفيما يتعلق بحجز الهويات للاسف يبدو ان هذه الظاهرة لاتزال فعالة في عام 2018 ونعم ذكر حالات كثيرة من حجز الهويات وجوازات السفر مقابل بدل مالي لكي لا يقوم هؤلاء بادلاء اصواتهم لفريق معين.
وكالة مهر: هل ترى تغييرا في الاصطفافات الانتخابية في الظروف الراهنة؟ هناك احاديث عن الازمة بين الحريري وحلفائه في تيار 14 مارس.
للاسف التصدع في التحالفات الانتخابية لم يقتصر على فريق 14 اذار وحتى فريق 8 اذار يخوض الانتخابات باكثر من مكان متصدعاً ويمكن القول ان التيار الوطني الحر هو الاكثر تسجيلا للتحالفات الغريبة العجيبة وغير المنسجمة سياسياً سواء مع الجماعة الاسلاميين في صيدا او مع تيار المستقبل في زحلة او مع حزب الله وحركة امل في بعبدا، ففي كل دائرة كان هناك تحالف ويمكن القول ان حزب الله وحركة امل وحدهما القوة الى جانب الحزب السوري القومي الاشتراكي اللذان خاضا الانتخابات ككتلة واحدة وفي فريق سياسي واحد في كل الدوائر اما الباقي تعاطى وفق المصطلح اللبناني على القطعة اي في كل دائرة تحالف.
وكالة مهر: ما هو دور السعودية في هذه الانتخابات لاسيما بعد تجاوز ازمة احتجاز الحريري؟ هل ترى تعديلا في رؤى ومواقف التيار الذي ينتمي للسعودية في لبنان؟
تلعب السعودية دورا في الانتخابات جزء منه ظاهر وجزء منه غير ظاهر. الجزء الظاهر هو في دائرة بعلبك -الهرمل حيث قام السفير السعودي والسفير الاماراتي في سابقة من نوعها بجولة واداء صلاة الجمعة في بعلبك والى جانبهم مرشحين من قبل تيار المستقبل وهذا التدخل هو التدخل الابرز والاكثر وضوحا . اما علاقة السعودية بتيار المستقبل فهي يمكن وصفها بالزواج بالاكراه حيث ان تيار المستقبل لا يستطيع ان يبقى بدون السعودية والسعودية ايضا ليس لديها بديلا سنيا غير المستقبل.
وكالة مهر: ما هو تعليقك على اللائحة المواجهة لحزب الله والتي يتراسها يحيى شمص؟ هل بامكانهم تغيير المعادلات ؟
في بعلبك الهرمل وبطبيعة القانون هناك حوالي 30 بالمئة من هذه الدائرة هم من المسيحيين ومن اهل السنة والجماعة ومن الطبيعي ان القوات اللبنانية وتيار المستقبل ان ينالوا من 30 بالمئة حوالي 75 بالمئة من الاصوات وبالتالي لديهم فرصة جدية وحقيقية لنيل 20 بالمئة من مجمل الاصوات اي مقعدين من اصل عشر مقاعد هناك من يريد ان يصطنع المعركة لا يوجد شيء في هذا القانون اسمه خرق فالنسبية لا مكان فيها في للخرق بل هناك فوز وهذا الفوز نسبي.
نعم حزب الله وحركة امل يسعيان الى رفع منسوب التصويت لدى فريقهم السياسي لكي يخفضوا احتمال وصول تيار المستقبل والقوات اللبنانية من مقعدين الى مقعد واحد وتيار المستقبل والقوات اللبنانية يسعيان للوصول الى ثلاث مقاعد بدل مقعدين. لكن تقديراتي الشخصية هي ان القوات اللبنانية والمستقبل سينالان مقعدين من اصل عشرة وهذا ليس خرقاً اما مرشحا الشيعة على هذه اللائحة فللأسف هم ليس لديهم اي امل للوصول بل هم مجرد رافعة للنائب القواتي الماروني والمرشح السني المستقبلي./انتهى/
اقرأ الحوار باللغة الفارسية