أكد الكاتب والمفكر والمحلل السياسي والأكاديمي الفلسطيني "عبدالستار قاسم" ، أن الدول العربية والسلطة الفلسطينية لا يمكن التعويل والرهان عليهم ذلك بأنهم وضعوا أنفسهم تحت المظلة الأميركية ، لافتاً إلى أنهم ليسوا على استعداد على إغضاب الكيان الصهيوني ولا الولايات المتحدة الأميركية. 

وكالة مهر للأنباء ــــ أحمد عبيات: أحدث قرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة أبدية للكيان الصهيوني ونقله سفارة بلاده إليها في غضون شهور تحت ما يسمى بعملية "صفقة القرن"،  ردود فعل كبيرة على المستوى الشعبي الإسلامي والعربي وبعد ۱۰۰ سنة من ​وعد بلفور​ الأول أتانا وعد بلفور ثان (قرار الرئيس الأمريكي ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة) ، ولا يخفى على الولايات المتحدة الأمريكية أن قرارها بشأن نقل سفارتها من تل ابيب إلى القدس ليس بالأمر السهل ، كما أنه ليس هناك أعلم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بها.

وفي هذا السياق أشار الكاتب والمفكر والمحلل السياسي والأكاديمي الفلسطيني إلى سبب إصرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومؤيديه إلى نقل السفارة الفلسطينية المحتلة من تلب أبيب إلى القدس ، موضحاً أن هؤلاء يصرون لسبب معرفتهم أنه ليس هناك من أحد يردعهم وأن المسألة سهلة لعدم وجود معارضة قوية لا من الفلسطينيين ولا من العرب ، ويمكنهم نقل السفارة بدون ضجة كبيرة في الساحة الفلسطينية قد تعرض الأمن والاستقرار للخطر وإن كان المعارضون للفكرة أو المسألة أقوياء بما فيه الكفاية ولديهم القدرة على تعريض الأمن الصهيوني واستقرارهم إلى بعض الخطر لما أقدمت أميركا على هذا العمل. 

ولفت عبد الستار قاسم إلى أن الأمور واضحة وبعد ما قرر ترامب في نقل السفارة إلى القدس كان الرد العربي والفلسطيني ضعيفاً ، بحيث أن أمريكا اطمأنت أن القرار سيتم دون ضجة كبيرة وقد صدرت بعض التصريحات الفلسطينية وقالت أن أمريكا منحازة وما شابه ذلك ، لكن ما عدا ذلك كان بعض الشباب الفلسطينيين يتظاهرون عند نقاط التماس فقط ، ولم تحصل تلك الضجة التي هددنا بها ، متابعاً أن الأمر الثاني هؤلاء ان لم يجدوا رادعاً لا يرتدعوا إذ لا ضمير لهم ولا أخلاق ولا رادع ولا يفهمون سوى لغة القوة ولكن اذا كان الآخر لا يمتلك القوة فسوف يستمرون في التمادي على حقوق الناس.

وفيما يخص الإجراءات التي من شأنها التأثير على القرار الاميركي من قبل الدول العربية والسلطة الفلسطينية اعتبر المحلل الفلسطيني أن الدول العربية والسلطة الفلسطينية لا خير فيهم ، هؤلاء وضعوا أنفسهم تحت المظلة الأمريكية وليسوا على استعداد على إغضاب الكيان الصهيوني ولا الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي لا نطلب منهم شيئا ولا رهان عليهم ، واغلب الدول العربية بما فيها السلطة الفلسطينية تطبع مع الكيان الصهيوني وتنسق أمنيا مع هذا الكيان مما يعني أنها تخون الشعب الفلسطيني والشعوب العربية بدلاً عن ان يقوموا بنضال قومي لتثبيت حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة والثابتة وبذلك لا نطلب ولا نتوقع منهم شيئا. 

ونوه عبدالستار قاسم إلى أن المسؤولية تقع على عاتق المقاومة الإسلامية التي تتواجد فقط في غزة المحاصرة التي تعيش وضعاً بائساً جدا وليكن الله عزوجل بعونهم ، وقال ان المقاومة في غزة قادرة على الدفاع عن نفسها وتفتقد إلى إمكانية الهجوم وتحتاج إلى المزيد من الوقت للتدريب والتنظيم والسلاح حتى تكون قادرة على مهاجمة الكيان الصهيوني. 

وذكر أن المقاومة الإسلامية في غزة لا تتلقى الأسلحة سوى من ثلاث مصادر المتمثلة بإيران وحزب الله والتصنيع الداخلي في غزة ، وقال ان المقاومة كان لديها أخطاء في بعض قراراتها مما حال دون تطوير وتعزيز معارفها في مجال تصنيع الأسلحة ، مبيناً أنها الآن في حاجة كبيرة إلى الإمكانية المالية التي قد تحصل عليها من إيران وباقي الحركات الإسلامية.

وأشار إلى أن المقاومة الإسلامية لا تستطيع صناعة أزمة قوية للكيان الصهيوني ولو كانت قادرة على صناعة أزمة لصنعت أزمة ووضعت المنطقة كلها بحالة من عدم الاستقرار وكان من الممكن أن يوثر ذلك على القرار الأمريكي.

وتطرق المحلل الفلسطيني إلى مواطن الضعف لدى الكيان الصهيوني ، مؤكداً أن المجتمع الإسرائيلي يرتبك ويفقد توازنه من أي عمل عسكري يحصل في المنطقة، وأعرب عن أسفه من واقع أن محور المقاومة يُضرب ولا يَضرب مما يؤدي إلى تسري الطمأنينة في المجتمع الصهيوني ولكن يبقى مع ذلك مجتمعاً هشاً من السهل جداً هزيمته على المستوى الاجتماعي والأمر الثاني أن الجيش الصهيوني أقل انضباطاً مما كان عليه سابقاً مما يعني ان هناك ترهلاً في الجيش الصهيوني ولا يريد جندي المشاركة في الحرب إلا اذا اطمأن بأن لا يصيبه شيء وهذا الشعور دلالة ذات معنى على أنه ليست مستعداً لخوض حرب والنقطة الثالثة ان المقاومة تتطور بتسارع أكبر مما تتطور قدرات إسرائيل التقنية على مواجهة أساليب وتكتيكات المقاومة ، بحيث أن المقاومة تطورت قدراتها وحيدت الكثير من الأسلحة الفتاكة لدى الكيان الصهيوني ولا يتسطيع الأخير من مواجهة التكتيكات التي تستعملها المقاومة ، وهذا التطور للمقاومة من الممكن أن يكون بتسارع أفضل.

كما أشار إلى ان المقاومة في لبنان (حزب الله) تمتلك أسلحة فتاكة ودقيقة إلا أن المقاومة في غزة تمتلك الصواريخ لكن ليست بذات الدقة وتحتاج إلى المزيد من التطوير./انتهى/

أجرى الحوار: أحمد عبيات