وكالة مهر للأنباء، اعتبر العالم البحریني "الشیخ عبدالله صالح"، ان المستكبرين يحادون الله وينادونه وينظرون لأنفسهم كآلهة، ولا يريدون للناس ان يعبدوا الله دونهم. هؤلاء ليسوا أهل دين وتقوى ولا التزام لذلك يصعب عليهم ان يكون الناس صالحين وهم ليسوا كذلك.
فيما يلي نص الحوار مع العالم البحريني الشيخ عبدالله صالح:
س: برأيكم ما هي فلسفة السنة التي انتشرت بين المسلمين الا وهي ازالة الغبار عن المساجد وتعطيرها؟
المساجد بيوت الطاعة والعبادة، لا أدلّ على عظيم مكانة المساجد عند الله تعالى من جعلها مكاناً لإقامة تلك "الصلاة" التي عندما أراد الله سبحانه فرضها لم يُرسل الأمر مع جبريل عليه السلام ككلّ الفرائض الأخرى، ولكنّه أسرى بنبيّه الأكرم ورسوله الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، فقال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، ثم عرج به إلى السموات العلى وخاطبه سبحانه في ذاك المقام الشريف، وفرض عليه وعلى أمّته هذه الشعيرة العظيمة التي اختصّها الله من بين سائر شرائع الإسلام بذلك، ولمّا كان السجود أشرف أجزاء الصلاة، وموضع القرب، وبه يتجلّى التواضع والخضوع، والتذلّل لله جلَّ وعلا، اشتُقّ اسم المكان منه، فقيل: مسجد، ولم يقل مركع أو غير ذلك.
وتنظيف المساجد من الاعمال العظيمة عند الله والتي ثياب الانسان عليها كإزالة الغبار وتعطيرها، أما عندما يتنجس المسجد فإن إزالة النجاسة فوراً واجب كفائي على المسلمين جميعاً لا تبرأ ذمتهم إلا بإزالتها. والمستحبات مهمة جداً الا اذا منعت عن اداء الواجب، والله العالم.
س: هل تعتقدون ان المسجد هو تجسيد لمقاومة الاستكبار والاستبداد؟
المسجد لغةً، وعرفاً اسم مكانٍ للموضع المعد للصلاة، وأصل هذه الكلمة مأخوذ من كلمة "سجد"، يقال: سجد، يسجد، سجوداً، أي خضع وانحنى... والسجود شرعاً هو وضع الجبهة، والأنف على الأرض، والمسجد الموضع الذي يُسجَد فيه، وكل موضع يتعبَّد فيه فهو مسجد، ومع تطور الزمن، صارت كلمة "مسجد" تنصرف إلى المكان الذي يقيم فيه المسلمون الصلاة، قال تعالى: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ}، وبلا شك فإن المساجد هي اماكن للتكتل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتشجيع المؤمنين على التعاون والتحابب، وهو بلا شك يفرح المؤمنون ويزيد من تلاحمهم ويغضب الكافرون ويزيد حنقهم على المساجد وروادها.
س: كيف تقيمون مكانة المسجد بين الشيعة والسنة؟
للمساجد فضل عظيم، والمسلمون جميعا يحترمونه ويعظمونه، ولذلك تحث الأحاديث الواردة عن أهل البيت عليهم السلام جميع المسلمين والمؤمنين للتواجد الدائم فيها؛ لكي يبقى لها الريادة في إدارة شؤون المسلمين، وربطهم ببيوت اللَّه، وهي بُيُوتٌ: {أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}.
فبيوت اللَّه حصنت المجتمع عبادياً، وأخلاقياً، وسياسياً، ونقل عن الإمام الخميني قدس سره: "مساجدكم متاريسكم، فحافظوا على متاريسكم".
س: ما هو دور المسجد في توحيد صفوف المسلمين من الشيعة والسنة؟
المسجد أول مظاهر تمكين المسلمين، فلما هاجر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة المنوّرة كان أوّل عمل قام به صلى الله عليه وآله وسلم بعد هجرته إلى المدينة المنوّرة بناء المسجد وبيان أهميته والرسالة السامية والغاية العظيمة التي يتضمنها، وهدفه النبيل وعاقبته الحميدة في الدنيا والآخرة.
ومنه انطلقت جحافل الإيمان لتخرج الناس من الظلمات إلى النور ملتزمة بملّة أبينا إبراهيم عليه السلام ودين مُحمد صلى الله عليه وآله وسلم تتأدّب بآدابه، وتسير على نهجه القويم، وسيرته الفذّة المباركة الميمونة، وقد قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾(٢٦)، فجعل الله تعالى الصلاة أول تطبيق، وكان المسجد أول ثمار تمكين الله للمسلمين في الأرض، ومنه بدأ تاريخهم الحضاري، وكان الشريان المغذّي لدولة الإسلام في أطوار نموّها المختلفة.
س: ما رأيكم حول صلاة الجمعة؟ ما هي النتائج التي تتمخض عنها صلاة الجمعة التي يجتمع فيها الشيعة والسنة؟
صلاة الجمعة مظهر من مظاهر توحد الامة واجتماعها على الخير والتقوى والتعارف والتعاون، واجتماع المسلمين فيها يعبر بشكل واضح عن القوة والتآلف وان الدِّينِ هو الذي يجمعنا ولا يمكن المصالح تفرق بيننا.
س: نرى في بعض الدول ان الحكام المستبدين يقومون بانتهاك المساجد مثل البحرين والسعودية... ما هو سبب كل هذا العناد تجاه المساجد؟
المستكبرون يحادون الله وينادونه وينظرون لأنفسهم كآلهة، ولا يريدون للناس ان يعبدوا الله دونهم. هؤلاء ليسوا أهل دين وتقوى ولا التزام لذلك يصعب عليهم ان يكون الناس صالحين وهم ليسوا كذلك. وان المساجد مكان تمكين الاسلام والمسلمين واذا تَرَكُوا الناس وشأنهم سيقوون ويتمكنون دونهم، ولذلك لا يسمحون لهم/انتهى/.