يعتبر تغيير النظام في جمهورية تركيا أحد الأسباب الرئيسية للانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية المبكرة، التي تجري في 24 يونيو/حزيران المقبل ، ويمكن القول أنه بعد الانتخابات ، سيتم تقسيم التاريخ المعاصر التركي إلى قبل وبعد الانتخابات.

وأفادت وكالة مهر للأنباء ، أن الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية المبكرة، تجري في 24 يونيو/حزيران المقبل، بعدما كانت مقررة بعد عام ونصف العام، وذلك بناءً على مقترح من "الحركة القومية" رحبت به بقية الأحزاب وتعتبر هذه الانتخابات معقدة ومختلفة تماماً، عن كل الانتخابات السابقة في ظل الحياة الديمقراطية والانتخابات الحرة على مدى عمر تركيا الحديثة ، وبما أن الناخب سيخوض التصويت لأول مرة على اختيار النظام الرئاسي والبرلماني في يوم واحد، واقتراع مشترك.

تجرى الانتخابات الرئاسية بنظام الأغلبية، فإذا فاز أحد المرشحين بنسبة 50%+1، فإنه بذلك يصبح رئيسا للجمهورية من الجولة الأولى.

أما إذا فشل أي من المرشحين في الحصول على هذه النسبة، يتأهل إلى الجولة الثانية المرشحون الذين حصلوا على أعلى نسبتين في الجولة الأولى، ويفوز في الرئاسة المرشح الذي يحصل على أعلى نسبة الأصوات.

المرشحون الستة

1-   رجب طيب أردوغان

يعتبر الرئيس رجب طيب أردوغان هو المرشح الأوفر حظا، وفقا لاستطلاعات الرأي التي أجريت في فترات مختلفة.

ويتولى أردوغان السلطة منذ عام 2002، عندما أصبح رئيسا للوزراء وحتى عام 2014. ثم أصبح رئيسا للجمهورية في أول انتخابات تجرى بنظام الاقتراع المباشر.

​ووفقا لاستطلاع للرأي، نشرته "رويترز" بداية الشهر الجاري، يفوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية، لكنه لن يتمكن من حسمها في الجولة الأولى.

2-   صلاح الدين دميرتاش

مرشح حزب "الشعوب الديمقراطي"، الموالي للأكراد، يقبع في السجن منذ عام ونصف ويخوض حملته الانتخابية من السجن عبر رسائله الصوتية.

ويدعو دميرتاش إلى إعادة العمل بالنظام البرلماني ومنح مزيد من السلطات للإدارات المحلية المنتخبة.

​وكان قد تم اعتقاله في 4 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2016  بتهمة التعاون مع حزب "العمال الكردستاني"، الذي تصنفه تركيا "منظمة إرهابية".

3-   ميرال أكشينار 

مرشحة حزب "الخير"، ووزيرة داخلية سابقة، تعتبر من أشد المعارضين لتحول تركيا إلى النظام الرئاسي، وتعهدت بإعادة العمل بالنظام البرلماني ورفع حالة الطوارئ التي تعيشها البلاد منذ عامين.

أكشنار هي مرشحة ورئيسة حزب "الجيد" الذي أسسته مع مجموعة من المنشقين عن حزب الحركة القومية عام 2017. وتشتهر أكشينار بخلفيتها القومية، وتعرف بأنها أول امرأة في تاريخ تركيا، تتولي منصب وزير الداخلية.

​وتولت أكشينار منصب وزيرة الداخلية عام 1996 وشاركت في تأسيس حزب "العدالة والتنمية" الحاكم. وانضمت إلى حزب "الحركة القومية" قبل أن يتم طردها من الحزب عام 2016.

4-   محرم إنجه

مرشح حزب "الشعب الجمهوري" العلماني ويدعو إلى إعادة النظام البرلماني. وهو مدرس فيزياء سابق، ونائب في البرلمان منذ 2002. وهو معارض قوي لأردوغان وتعهد بوضع دستور جديد للبلاد، مع التأكيد على فصل السلطات، ووضع نظام تعليمي مجاني ديمقراطي علماني.

تعهد "إنجه" بالتعاون مع "كل من يرغب في الكفاح المشترك لأجل مستقبل الجمهورية التركية"، وقال إنه سيحرص على "مراعاة وحماية مفهوم دولة القانون"، وسيعيد بناء "استقلالية القضاء".

5-   تمل كرم الله أوغلو

هو مرشح حزب "السعادة" المحافظ، الذي ورث توجهات الراحل نجم الدين أربكان.

6-   دوغو بارينجاك

هو مرشح حزب "الوطن" القومي،  وتشير استطلاعات الرأي إلى أن فرصه للنجاح ضعيفة جدا.

التحديات والأوراق الرابحة لدى أردوغان

يتمتع أردوغان بشخصية قوية وجذابة يمكنه أن يقود بلدًا كبيرًا باسم الجمهورية التركية. وقد نجح في تحويل تركيا من بلد مفلس إلى بلد موجه للتصدير ، يعتمد صناعة السياحة المرغوبة ، وإحياء المشاعر العليا للخلافة العثمانية.

في غضون ذلك ، أظهر أردوغان وجه ديكتاتور بعد الهزيمة البرلمانية لعام 2015 ، وبعد فشل الانقلاب ، تمكن من سحق المعارضة السياسية والمدنية من خلال فرض القوة والسلطة.

-شخصية اردوغان والكاريزما وحاجة تركيا إلى الاستقرار:

بالنسبة للشعب التركي ، لا يزال أردوغان يتمتع بشعبية كبيرة ، وتركيا دون أردوغان يعني توجيه إنذار للكثير من الشعب التركي ومستقبل غامض وغير مستقر.

-هندسة الانتخابات:

يعتقد بعض معارضي أردوغان أن حزب الأخير هو من يقوم بتنظيم الانتخابات ، والتي يمكن أن تؤثر على قانون عملية الانتخابات عبر ممارسة تغييرين اثنين:

-زيادة صناديق الاقتراع الجوَّالة 

-قبول أوراق الاقتراع بدون ختم