ظهرت المملكة العربية السعودية من بين أخطر عشر دول للنساء في العالم، في مسح لخبراء عالميين صدر الثلاثاء.

وصنف مسح مؤسسة طومسون رويترز لنحو 550 خبيرا في قضايا المرأة، السعودية والولايات المتحدة الاميركية من بين أخطر عشر دول للنساء في العالم.

وكان الاستطلاع بمثابة تكرار لاستطلاع مماثل في عام 2011، والذي صنف أخطر الدول بالنسبة للنساء مثل أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وباكستان والهند والصومال.

وسألت المؤسسة عن أي من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة كانت الأكثر خطورة على النساء وأسوأها بالنسبة للرعاية الصحية، والموارد الاقتصادية، والممارسات التقليدية، والإيذاء الجنسي وغير الجنسي، والاتجار بالبشر، بحسب التقرير.

وأعتبرت مؤسسة طومسون رويترز، السعودية، خامس دولة من حيث التصنيف الكلي إلا أنها كانت ثاني أخطر بلد للنساء من حيث الوصول الاقتصادي والتمييز، بما في ذلك في مكان العمل وحقوق الملكية. خامسا من حيث المخاطر التي تواجهها النساء من الممارسات الثقافية، وجائت الولايات المتحدة - الدولة الغربية الوحيدة في المراكز العشرة الأولى، والثالثة فيما يتعلق بالمخاطر التي تواجهها النساء فيما يتعلق بالعنف الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب ، والتحرش الجنسي ، والإكراه الجنسي ، وعدم الوصول إلى العدالة في حالات الاغتصاب.

وسلطت صحيفة "إندبندنت" في مقال لها الضوء على قرار السلطات السعودية السماح للمرأة بقيادة السيارة، والذي دخل حيز التنفيذ قبل يومين مشيرة إلى أنه قرار اقتصادي بحت لا يمت للحريات والانفتاح بصلة كما يزعم النظام الحالي.

وفي سياق المقال يرى الاستاذ في جامعة جنوب الدانمارك مارتن هيفدت، أن الدافع الحقيقي للقرار السعودي بالسماح للنساء بقيادة السيارات هو قرار هو اقتصادي بحت، مشيرا إلى أن السعودية تواجه وضعا اقتصاديا خطيرا.

ردود فعل متناقضة حول قرار قيادة المراة للسيارة في السعودية

وعبر بعض الرجال السعوديين عن رفضهم لهذا التغيير الذي يخشون أن يقوض "الهوية الإسلامية المحافظة للمملكة". بحسب تعبيرهم.

وقال، واضح المرزوقي وهو موظف حكومي متقاعد في مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر ”والله احنا شوف الدين الإسلامي حدنا يعني احنا نكون سابق لأواننا. كيف كانوا أبهاتنا وأجدادنا، ما في الكلام هادا (هذا) إنه المرأة تقود سيارة.

وكان الحظر المفروض على قيادة المرأة، والأخير من نوعه في العالم، مبررا بأسباب دينية وثقافية من بينها وجهة النظر القائلة بأن قيادة المرأة ستشجع على الاختلاط والوقوع في الخطيئة. بحسب الفئة المتشددة من رجال الدين السعوديون

ومن جهة أخرى أعتقلت في مايو/أيار الماضي، ويونيو/حزيران الجاري السلطات السعودية ما يزيد على عشرة ناشطات من المدافعين عن حقوق المرأة، شارك بعضهم في حملات سابقة طالبت بحق النساء في القيادة، ووجهت السلطات لهم تهم التواصل مع جهات أجنبية مشبوهة.

ويعتقد مراقبون للشأن السعودي من بينهم دبلوماسيون أيضاً، أن الاعتقالات رسالة للناشطين بعدم الخروج على خطة أو هدف الحكومة الرامي لاسترضاء المحافظين المعارضين للإصلاحات.

رد فعل مشايخ السعودية بعد تفعيل قرار قيادة المرأة للسيارة

وكان لتفعيل القرار السعودي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة ردود فعل واسعة بين مشايخ السعودية.

وقال الشيخ صالح بن عواد المغامسي (إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة ) عبر حديث له على القناة الإخبارية السعودية: "الآن المرأة تستطيع أن تعين أباها أو أخاها أو زوجها على شيء كثير كان يتحمله لوحده".

وأضاف الشيخ "سعيد بن مسفر" عضو هيئة التدريس في كلية الحرم المكي حاليًا وعضو هيئة التدريس في كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى سابقًا: "السماح بقيادة المرأة للسيارة جاء بعد إقرارها من الدولة وولاة الأمر وبعد دراسات عميقة ومداولات كثيرة بين العلماء الكبار الموثوق بعلمهم وكان الكثير منهم يرون أنه من ضرورات الحياة المعاصرة وأنه من الامور المباحة التي قد تلجأ اليها المرأة عند الحاجة مع ضرورة محافظتها على حشمتها.

أما الشيخ عادل الكلباني فقال: "إنه حدث مميز فى يوم مميز شكرًا ابن سلمان".

وأشار راشد بن عثمان الزهراني إلى أن: " قيادة النساء أمر مباح أذن به ولي الأمر لا يعارض نصًا من كتاب الله ولا من سنة رسوله هيأ له ولي الأمر الزمان المناسب بعد أن سنَّ له الأنظمة التي تكفل حفظ مكانة المرأة وأمنها، وأوصى الجميع بحفظ حق المرأة استجابة لوصية رسول الله : "استوصوا بالنساء خيرًا".

يذكر أن الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز أصدر مرسوما في سبتمبر 2017 برفع الحظر على قيادة المرأة ابتداء من 24 يونيو.