وكالة مهر للأنباء: تدل التصريحات الأخيرة التي أظهرها بعض المسؤولين الروس حول شمال وجنوب سوريا تعكس بشكل واضح المستجدات الجديدة التي ستشهدها جبهة الحرب في سوريا.
لافروف: يجب تطهير المناطق المتبقية في مدينة إدلب في الشمال الغربي من الجماعات الإرهابيةفتصريح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، نهاية الأسبوع الماضي حول ضرورة القضاء على الإرهابيين الذين ما زالوا في إدلب على وجه الخصوص بالتزامن مع حل مسألة عودة اللاجئين إلى سوريا، يعكس خطط العمل المقبلة للجيش السوري نحو الشمال.
ومن جهة ثانية أعلن رئيس إدارة العمليات العامة في هيئة الأركان العامة للجيش الروسي، الفريق أول سيرغي رودسكوي أن "أكثر من 160 عنصرا من "داعش" الإرهابي أجبروا على الاستسلام، معلناً عن إنهاء وجود "داعش" و"النصرة" في السويداء ودرعا والقنيطرة جنوب سوريا، موضحاً أن الولايات المتحدة والأردن لم تقوما بأي خطوات لاستقرار الوضع بموجب التزاماتهما كدولتين ضامنتين لمنطقة وقف التصعيد الجنوبية، استطاع الجيش السوري بدعم من القوات الروسية تحرير المنطقة مبيناً أن المناطق المتاخمة لمنطقة التنف التي تسيطر عليها القوات الأمريكية، تشهد ازدياد عدد عناصر "داعش"، الذين يحاولون الانطلاق منها لشن الهجمات على ريفي السويداء ودمشق، وعلى تدمر ودير الزور".
أما وزارة الدفاع الروسية فقد أعلنت أن مسلحين من "هيئة تحرير الشام" (النصرة) وتنظيمات أخرى يحشدون قواتهم في شمال محافظتي حماة واللاذقية وفي جنوب غرب مدينة حلب ويقصفون من هناك مراكز سكنية.
الأسد: هدفنا الآن هو إدلب وهي ليست الهدف الوحيد الصحفي العربي "عبد الباري عطوان" أشار في تحليل سياسي له إلى مستقبل المعارك في سوريا ما بعد درعا مبيناً أن رأي مسؤولين روس تعكس الأحداث السياسية العسكرية في سوريا خلال الأسابيع المقبلة، التصریح الأول للجنرال سيرغي رود سكوي، أحد القادة البارِزين في هيئة أركان الجيش الروسي، وقال فيه أن القوات السورية دمرت كليا قوات جماعة "داعش" و"هيئة تحرير الشام" في جنوب البلاد وحررت 3332 كيلومتراً مربعاً، وسيطرت على 146 بلدة، وباتت تسيطر بالكامل على ثلاث محافظات وهي درعا والسويداء والقنيطرة وكل الحدود مع الأردن ومعابرها، والآخر لسيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، الذي حدد الوجهة المقبلة للجيشين الروسي والسوري عندما قال اليوم أيضا أنه يجب تطهير المناطق المتبقية في مدينة إدلب في الشمال الغربي من الجماعات الإرهابية.
كما اعتبر عطوان أن الرئيس السوري بشار الأسد كان أكثر وضوحا عندما صرح أخيراً في لقاء مع وفد روسي أن: "هدفنا الآن هو إدلب، رغم أنها ليست الهدف الوحيد على أي حال.
من جهة أورد المحلل السياسي عطوان أن تركيا تواجه مأزقاً خطيراً جداً أيضاً في إدلب، فإما أن تتصدى لأي هجوم سوري روسي لاستعادة السيطرة عليها، وفي هذه الحالة قد تخسر حليفها الروسي، وهذا مستبعد، أو فتح حدودها أمام ثلاثة ملايين من مواطني المحافظة الذين يريدون الهروب، لأن نسبة كبيرة منهم من عائلات المسلحين الذين جاءوا إلى المحافظة في الحافلات الخضراء أو سيراً على الأقدام، من مناطق القتال السابقة في حلب وحمص والغوطة الشرقية ودير الزور.
تضم محافظة أدلب السورية اليوم فصائلاً مختلفة من المسلحين الذين جاؤوا من مختلف أنحاء سوريا بالباصات الخضراء، فشهدت محافظة ادلب السورية الحدودية قدوم العديد من الفصائل بالإضافة للمجموعات الإرهابية التي تشكلت في المدينة من أول الحرب السورية، تجمع المسلحين في هذه المنطقة رفع وتيرة الاشتباكات فيما بينهم لصالح الفصيل الأقوى المدعومة من الجارة التركية.
جميع الفصائل العسكرية العاملة في محافظة إدلب توحدت ضمن تشكيل تحت مسمى "الجبهة الوطنية للتحرير"، تحضيراً لمعركة ادلب. يتجمع اليوم في إدلب كلا من "هيئة تحرير الشام" المعروفة بـ"جبهة النصرة" وهي القوة الأكثر نفوذاً في إدلب بعد أن أقصت شركاءها من الفصائل المعارضة في في تموز 2017.
وهناك فصيل "حزب التركستاني الاسلامي" وهي جماعة من الموالين القدماء لتنظيم القاعدة، نشأ في مقاطعة شينجيانغ شمال غرب الصين ولكن لها وجود في سوريا، لدى هذه المجموعة وسائل إعلامها الخاصة مثل قناة خاصة على تلغرام تبث عبرها المنشورات العادية وأشرطة الفيديو التي تروج لأنشطتها في سوريا.
كما هناك فصيل "جيش البادية والملاحم" وهما فصيلان جهاديان صغيران، وفي 11 يناير/ كانون الثاني 2018، أصدر "جيش الملاحم" بيانا قال فيه إنه يقاتل في جنوب إدلب إلى جانب جيش البادية.
كما لتنظيم "داعش" الإرهابي سيطرة على بعض القرى بين حماه وإدلب انتزعتها من قبضة "هيئة تحرير الشام"، كما يوجد في أدلب فصائل أخرى مثل حركة أحرار الشام، وحركة نور الدين زنكي، جيش الأحرار، فيلق الشام، وجيش العزة (جزء من الجيش السوري الحر) بالإضافة لفصائل اصغر.
منذ أيام ذكرت مصادر في المعارضة السورية أن جميع الفصائل العسكرية العاملة في محافظة إدلب توحدت ضمن تشكيل تحت مسمى "الجبهة الوطنية للتحرير"، تحضيراً لمعركة ادلب.
ضم التشكيل الجديد في بيان نشر اليوم، الأربعاء 1 من آب، كل من جبهة تحرير سوريا، ألوية صقور الشام، جيش الأحرار، تجمع دمشق، والجبهة الوطنية للتحرير، التي تشكلت مؤخرًا من اندماج فصائل الجيش الحر. وغاب عن التشكيل الحالي هيئة تحرير الشام، وفصيل جيش العزة العامل في ريف حماة الشمالي.
حرب "أم المعارك" وردة فعل تركيا
يسمى البعض معركة ادلب المقبلة "أم المعارك" ويترقب آخرين ردة فعل الجارة التركية التي دعمت طيلة الحرب السورية الفصائل المسلحة ضد الحكومة السورية. خبر دمج بعض الفصائل يعكس الخوف الذي ينتظره المسلحين في معركتهم الثانية، فهل ستكون إدلب هزيمة ثانية لهم بعد هزائمهم الأولى، وكيف يتحضر الجيش السوري الخارج أخيراً بانتصار من درعا.
معركة ادلب ستجري على الأرض السورية إلا أن أبعادها الاقليمية والدولية ربما تتنتهي على طاولات الحوار في استانا وربما تأخذ طريقاً آخر ينتظره نتائجه جميع المراقبين المنطقة. /انتهى/