استضافت العاصمة الإيرانية طهران قمة، بمشاركة رؤساء جمهورية إيران، روسيا وتركيا، لبحث الأزمة في سوريا وتحقيق الاستقرار والسلام في هذا البلد، إضافة إلى التطورات الإقليمية والدولية.

ويعتبر الخبراء أن القمة تأتي في مرحلة هامة حيث سوريا على أعتاب تحقيق انتصار كبير على الإرهاب، الولايات المتحدة الأمريكية كثفت هجماتها ضد الدول الثلاث، لذلك يعد اجتماع طهران حدثاً هاماً في مواجهة سياسات واشنطن وكذلك إلحاق الضربة النهائية بجسد الإرهاب المتهالك.

في هذا الإطار، التقى موقع "العهد" الإخباري الخبير السياسي الإيراني ورئيس تحرير جريدة طهران تايمز محمد قادري، حيث سأله عن دلالات وأهمية عقد قمة طهران الثلاثية في هذه الأيام، فقال: لم يتحدد مصير إدلب بعد، وننتظر نتائج القمة الثلاثية لرؤساء إيران وتركيا وروسيا في طهران، حيث يتخذ قادة الدول الثلاث القرار النهائي بشأن مستقبل إدلب والجماعات المسلحة الموجودة فيها.

وأضاف قادري "ظهر تنسيق واسع بين موسكو وطهران كأبرز حلفاء لدمشق، وأنقرة كمدافعة عن المعارضة في الملف السوري، ما أدى إلى محادثات أستانا بعد مرور سنة ونصف، وأثر ذلك في اتخاذ قرارات مهمة في هذه المحادثات من أجل خفض تصعيد الأزمات"، مضيفاً إن "المحادثات ونتائج القمة ستكون مؤثرة جدا في بدء الحرب "أم المعارك" في إدلب، وذلك بعد أن تبدأ عملية ما بعد القمة، وتؤكد دمشق ضرورة سيطرتها على جميع أراضيها، ويصر الروس على قرارهم في التخلص من ارهابيي "هيئة تحرير الشام" إذ حثوا تركيا على إيجاد حل، خاصة وأن "هيئة تحرير الشام" تعتبر عقبة رئيسية أمام وقف إطلاق النار والحد من التوترات".

ويرى رئيس تحرير صحيفة "طهران تايمز" أن "الروس لا يحتملون شنّ هجمات طائرات بدون طيار من إدلب على قواعدهم الجوية في حميميم، ولا ترى موسكو الوضع الحالي والظروف الأمنية مناسبة لرغباتها في طرطوس واللاذقية. في غضون ذلك، تشعر تركيا بالقلق إزاء موجة النازحين من معركة إدلب، التي عززت قواتها على الحدود مع سوريا. تركيا لها تأثير سياسي وعسكري واسع الانتشار على محافظة إدلب".

يضيف "حتى الآن، لم يتم الإفصاح عن تفاصيل الاجتماع، ولكن ربما كان أحد القرارات في قمة طهران هو إنشاء حزام أمني في إدلب بهدف تزويد حدود تركيا والقواعد الروسية ومكافحة جبهة "النصرة""، موضحاً أنه "لا يمكن الإنكار أن دمشق تريد عودة إدلب إلى أحضان الحكومة السورية، وأن موسكو ودمشق لا تمتلكان الكثير من الصبر لحلول قاصرة وطويلة الأجل مثلما تسعى تركيا لإرضاء "هيئة تحرير الشام"، وأن موسكو لديها وجهة نظر مماثلة للحكومة السورية. كما أن الغارات الجوية الشديدة من قبل روسيا وسوريا على أدلب تؤكد ذلك".

يمكن القول بأن الأزمة السورية تقترب من محطتها النهائية في إدلب

وأشار قادري إلى ما قاله "وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق: "لدينا نفَس طويل بالنسبة للعمليات وإنهاء الأزمة في إدلب".
وقال: لا تعير دمشق وحلفاؤها وزنا لتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول شن هجوم وغارات على سوريا في حال بدأت بعمليات ضد الإرهابيين في إدلب ، ويعتقد بعض المحللين والخبراء أن إيران وروسيا وتركيا ترى أن معركة إدلب ستكون حاسمة في تحديد مصير وحل الأزمة السورية".

وأوضح الخبير الايراني "في الواقع، يمكن القول بأن الأزمة السورية تقترب من محطتها النهائية في إدلب، وأن القوات البحرية الأمريكية والروسية قامت أيضاً بالاستعداد الحربي، مما يشير إلى استعداد الطرفين للمواجهة العسكرية الإقليمية أو العالمية، إذا لم يكن هناك حل، أو يريد ترامب الوقوف أمام تحرير إدلب على يد الجيش السوري".

تحذير دونالد ترامب المتشدد من أية عملية يقوم بها الجيش السوري وحلفاؤه في إدلب، أثار تساؤلاً لدى المحللين "لماذا لم يكن لدى ترامب مثل هذا التهديد القوي ضد الجيش السوري في عملياته بجنوب سوريا وغوطة دمشق؟".

الجواب واضح جداً، وهو دور "إسرائيل" والنظام السعودي في تشجيع ترامب لاتخاذ موقف أكثر صرامة ضد عمليات إدلب، لأنهم يرون كل خططهم تذهب أدراج الرياح، و"إسرائيل" والسعودية لا تريدان انتصار روسيا وإيران وسوريا. إنهم يبحثون عن فشل روسيا في تحقيق أهدافها في سوريا.

ويختم الخبير الإيراني بالقول "مع ذلك، ساهمت قمة طهران بين قادة إيران وروسيا وتركيا في فهم العملية المشتركة للعمليات القتالية في شمال غرب سوريا، وستكون القرارات حاسمة"./انتهى/

سمات