أكد عضو المكتب السياسي لـ"أنصار الله" عبد الوهاب المحبشي ، ان مفاوضات السلام في جنيف لن تحقق مطالب اليمن في وقف العدوان ورفع الحصار عنه و أن دول العدوان على اليمن ستحول دون نجاح أي جهود للمبعوث.

وأفادت وكالة مهر للأنباء ، ان تحالف العدوان السعودي عرقل وصول طائرة للأمم المتحدة لنقل وفد صنعاء الی محادثات جنيف. وأكد ان وفد صنعاء كان من المقرر أن يغادر نحو جنيف لحضور محادثات جنيف المقرر عقدها يوم غد، لكنه لم يستطع مغادرة مطار صنعاء حتی اللحظة.

وقال: لم تعلن اسباب عدم مغادرة وفد صنعاء نحو اليمن رسمياً، لكننا علمنا من مصادر مطلعة ان ائتلاف السعودية عرقل استلام معلومات طائرة الامم المتحدة لنقل وفد صنعاء.

من جهته قال غريفيث إن الامم المتحدة وضعت اللمسات الاخيرة لبدء المشاورات بشأن اليمن. وخلال مؤتمر صحفي في جنيف اكد ان ما سيجري بين الاطراف اليمنية مشاورات تمهيدية، مشددا على انه لا حل عسكريا في اليمن، مشيرا الى ان موضوع مغادرة وفد صنعاء سيحل قريبا.

الى ذلك قال عضو الوفد الوطني اليمني والمفاوض حميد عاصم إن دول العدوان وادواته والادارة الاميركية منعوا منعاً باتاً وصول الطائرة الاممية لنقل الوفد الى جنيف للمشاركة في مفاوضات السلام المقررة غدا. 

وكانت آخر محاولة لإقامة الحوار بين الطرفين في عام 2016، بوساطة الأمم المتحدة. واستمرت المحادثات، التي عقدت في الكويت حينها 180 يوما، إلا أن جميع الجهود المبذولة لإيجاد حل وعقد اتفاق بشأن السلطة لم تثمر عن نتائج.

وأعلنت حركة أنصار الله، الاثنين 3 سبتمبر/ أيلول، أسماء أعضاء وفد صنعاء الى جنيف، موضحة انه يترأس الوفد عبد السلام صلاح أحمد فليته، ويضم في عضويته كلا من جلال علي علي الرويشان، ويحيى علي صالح نوري، خالد سعيد محمد الديني، وسقاف عمر محسن علوي، وحميد ردمان أحمد عاصم، وسليم محمد نعمان المغلس، والدكتور إبراهيم عمر سالم حجري، وغالب عبدالله مسعد مطلق، وعبدالملك حسن علي الحجري، وعبد المجيد ناجي قائد الحنش، وعبدالملك عبدالله محمد العجري.

وکان من المتوقع أن يتطرق الجانبان خلال المحادثات في جنيف إلى مسألة تبادل الأسرى، إضافة إلى تقرير مصير ميناء الحديدة على البحر الأحمر،  حيث يتم نقل الجزء الأكبر من المساعدات الإنسانية الدولية إلى شعب اليمن.

ويشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم منذ بدء العدوان السعودي على الشعب اليمني عام 2015، إذ يحتاج 22 مليون شخص، أي 75% من السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة.

كما استشهد أو جرح ما يزيد عن 28 ألف يمني منذ عام 2015. وحسب الأمم المتحدة، فقد وثقت 9500 حالة وفاة مدنية، وغالبية الضحايا المدنيين ناتجة عن الضربات الجوية التي نفذها طيران العدوان السعودي.

وفي هذا السياق أجرت وكالة مهر للأنباء حوارا مع عضو المكتب السياسي لـ"أنصار الله" عبد الوهاب المحبشي وقد جاء الحوار مع الأستاذ كالتالي: 

*ماهو تعليقكم بالنسبة الى مفاوضات السلام في جنيف؟ هل يمكن تحقيق مطالبات الشعب اليمني خلالها؟

بالنسبة لمشاورات جنيف نحن غير متفائلين بشأنها و نعتقد أنها لن تحقق مطالب اليمن في وقف العدوان و رفع الحصار عنه و أن دول العدوان على اليمن ستحول دون نجاح أي جهود للمبعوث و لكن التعاطي الإيجابي مع جهود المبعوث هو لإقامة الحجة و كسر التكتيم الإعلامي على العالم بخصوص عجرفة و تجبر السعودية و تحالف عدوانها على اليمن و جرائمهم التي إرتكبوها .

*هل ترون ممثل الامم المتحدة على أنه منحاز او يتخذ دورا محايدا بعض الشئ؟

ممثل الأمم المتحدة ليس منحازا كإسماعيل ولد الشيخ و ليس محايدا كجمال بن عمر إنه حتى الآن يتلمس طريقه بين بين لكي يرضي الطرفين و تلك غاية لا تدرك و هو يقول ما يحبه الشعب اليمني  ويفعل ما تريده السعودية ودول العدوان وهو في الحد الأدنى قليل الحيلة.

*هل يمكن محاكمه زعماء ومسؤولي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في المحاكم الدولية باعتبارهم مجرمي حرب؟

محاكمة سلطات السعودية والإمارات كمجرمي حرب أمام المحاكم الدولية من ناحية القانون ممكنة فهم قد ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب باعتراف تقارير مؤسسات تابعة للأمم المتحدة و منظمات دولية أخرى شهيرة و الواقع و الإعلام المرئي يشهد على جرائمهم هذا من ناحية القانون و لكن هل كل مسألة قانونية صحيحة يمكن أن تجد الكثير من العراقيل السياسية فالسياسة الأمريكية الإستكبارية تضع عوائق كثيرة أمام الكثير من القوانين أن تنفذ في العالم و هي تحول دون إيصال الحقوق إلى أهلها لكن الشعب اليمني بحاجة إلى عون و مساندة كل الأحرار في العالم للوصول إلى محاكمة المجرمين من  السعودية و الإمارات و من أي جنسية كانوا نتيجة الجرائم التي إرتكبوها و هذا رهن باعتراف العالم و المحاكم الدولية بحق الشعب اليمني في اتخاذ خياراته و حكم نفسه بدون أي تدخل أجنبي وفقا للقانون الدولي.

*ماهو موقفكم إزاء الدعم الذي تتلقاه السلطات السعودية من الصهاينة و بدء الحرب الاقتصادية ضدكم؟

بالنسبة لدعم السعودية للصهاينة و في نفس الوقت فرض الحصار علينا نحن ننظر لهذه النقطة من عدة زوايا :

الأولى أننا نعرف من قبل العدوان السعودي أن السعودية أكبر داعم عربي لأمريكا و بالتالي ل (إسرائيل ) و بالتالي أكبر متآمر معهما ضد الأمة ولكن في الخفاء و عندما تتحرك الأمة لنصرة فلسطين و الشعب اليمني تحديدا سوف تعتبر السعودية ذلك خطرا عليها هي بسبب ارتباطها بكيان الإحتلال إرتباطا وجوديا . و بالفعل هذا ما أثبتته الأيام

الثانية : أن كشف القناع السعودي بالتماهي مع الكيان الصهيوني و التحالف معه و دعمه و في نفس الوقت العدوان على اليمن و حصاره و قتاله هذا الأمر فضح السعودية والمرتبطين بها و زادنا يقينا من صوابية قضيتنا الإسلامية والوطنية لأن تحرك العدو مؤشر على التأثير و كما يقال قل لي من عدوك أقل لك من أنت .

الثالثة : لم يتعرَ النظام السعودي بعلاقاته مع الصهاينة و هي علاقة قديمة كما تعرى و افتضح منذ شن عدوانه على اليمن و هذا يسقط كل الذرائع الطائفية و العنصرية البغيضة التي حاول تبرير كل جرائمه التي أشعلها في المنطقة من خلال اللعب عليها فقد تكشف أمام العالم الإسلامي أنهم عملاء للصهاينة لا تعنيهم و لا يهتمون لعروبة ولا سنة و لا  إسلام و هذا يزيد في بصيرة المخدوعين بهم من الأمة.

*ماهي خيارات الجيش اليمني في المستقبل لضرب العواصم و المراكز الحيوية المتعلقة بدول العدوان؟

خيارات الجيش اليمني و اللجان الشعبية مستقبلا واسعة و رغم الإمكانات الشحيحة و رغم مالدى العدو من ترسانة عالمية وضخمة من مختلف أنواع الأسلحة المدمرة إلا أن الجيش اليمني على مدار ثلاث سنوات ونصف من الصمود حقق نقلات نوعية على مستوى استهداف العمق السعودي و الإماراتي رغم الحصار ورغم الإمكانات التجسسية العالية للعدو الأمريكي و مستقبلا سيشهد الميدان العسكري نقلات نوعية من قبل الجيش اليمني تفرض السلام من خلال قدرة الردع فترغم العدو على مراجعة حساباته و الفكرة هي الزخم الكبير في عدد الصواريخ البالستية بعد القدرة على تصنيعها و الزخم الكبير في ضربات الطيران المسير كذلك بعد التمكن من تقنيتها حاليا بنجاح و كذلك بالنسبة للبحرية و للصواريخ الحرارية المضادة للطيران و هي مسألة وقت و قرار تتخذه القيادة في الوقت المناسب .

القيد الوحيد الذي نختلف فيه عنهم هو أن كل أهدافنا ستكون أهدافا إستراتيجية و عسكرية أو لها صلة بالعصب الذي يحرك قدرة العدو للعدوان على الشعب اليمني فلا المدنيين هدف بالنسبة لنا ولا المفاصل الإقتصادية التي تمس حياة المواطنين في دول العدوان .

هذه المسألة مبدئية بالنسبة لنا و إن كانت مراعاتها تقيدنا كثيرا لكن القيم و المبادئ هي أكبر فارق بين المجرمين و المجاهدين من فوارق كثيرة في هذه القضية ./انتهى/

أجرى الحوار: محمد فاطمي زاده