وكالة مهر للأنباء- منيرة هاشمي: لم يجد العم سام سبيلا الى احلال الربيع في صحراء الخليج الفارسي، فلقد جرب كل شيء مع هذه الشعوب ولكن دون جدوى. على ما يبدو فهذه الارض جدباء فهي مطعّمة بالكيماء الوهابية لمدة طويلة منذ بدايات حكم بريطانيا والسفاح محمد ابن عبد الوهاب، فجاءوا بالشاب اليافع الطامع في السلطة واوهموه انه سوف يكون المستقبل والنسخة المتحضرة للعربان وهو من سيقفز فوق العادات والتقاليد وفوق العقيدة وعلى جثة التراث والارث رغما على من يسبقه وسبقه من عشيرته من الامراء والسلاطين والملوك فهو سيبني الدولة المتقدمة
سوف يحاك بها الدول الغربية وهو من سيكون قدوة وسلطة لكل البلدان العربية وسوف يرفرف علم بلده على رقاب السابقين والاحقين ممن ليسوا مقتنعين برؤيته الثورية فهو سيكون نبي الحرية الفردية وهو من سيبني سرحا لآل سعود برؤية حديثة متحدية لكل القيود والشيوخ الذين طالما غذتهم ومولتهم المملكة حتى يركبوا عبر فتواهم رقاب العباد فيسوقونهم باسم الدين الذي طالما اعتادوا ان يفتوا به حسب اهواء ملوكهم فقد خبروا تصميم لبوس منه لكل المقاسات وحسب المناسبات والمشكلات السياسية والاهواء وخاصة منها اهواء العم سام فهو كبيرهم ولا يستطيعون مواجهة غضبه فرضاءه من رضاء الله.
اذا اوحى العم سام لهذا اليافع بأن يبدأ اولا بنزع كل السلط من اقربائه حتى تكون له كل السلط ثم بعد ذلك كان يجب وضعهم في الإقامة الجبرية واخذ جميع ما يملكونه معولا على ان تكون هذه الخطوة قد تسمح بدخول الربيع او ان تكون سببا في ذلك الا ان العقم يبدو مستفحلا في هذه الصحراء فنادى العم سام في كافة انحاء الأرض بكل ما أوتي من وسائل اعلامية صوتية وفتوغرافية واعلامية ووسائل اجتماعية وتويترية وفيسبوكية انه يريد ان يحلب هذه البقرة وهو من له الحق في كل اموالها ولكن دون جدوى فالصمت مريب فلم يجد العم سام غير صحراء خاوية تغرد فيها الغربان فانتقل الى السيناريو القديم الجديد الجمهورية الاسلامية ومحاولة استفزازها حتى تخلط الاوراق وتدق طبول الحرب الا ان السيناريو فشل كالمعتاد لان ايران قررت منذ بداية الثورة على ان تكون صمام الامان في المنطقة وتحل كل الاعتداءات بالحكمة والعقل دون ان تفرط في حق شعبها وراحته.
فانتقل العم سام الى الخط الاحمر إلى المرحلة التي طالما اعتبرها الخليج ورقة التوت التي يتخفون تحتها حتى يثبتوا لشعوبهم انهم مازالوا على العهد وهي الكيان السرطاني المزروع في بيوت مكيفة فاعلن العم سام بكل وقاحة واعطى ما لا يملك الى من لا يملك وادعى ان القدس عاصمة الكيان الصهيوني فما كان من الشاب المهووس بتطبيق اوامر عمه سام الا ان يعترف بهذه السرقة ويعلنها صادحا بأن هذا الكيان هو من ابناء عمومته وهو اقرب اليه من غيرهم وهو يعترف بان القدس لهم وأن صحراءه مفتوحة الذراعين والقلب لهم وبين تصريحات وفضائح اخلاقية منشورة عبر كل الوسائل الاعلامية ظن العم سام ان هذه ضربة سوف تكون مفتاح الربيع بكل قوة في ربوع الصحراء الا انه خاب ظنه مرة اخرى.
ففكر مليا هو وخبرائه فاقترح احدهم ممن كان مختصاً في احلال الربيع العربي والفوضة الخلاقة بان يحذو حذو البو عزيزي، فجاء الرد ان هذه الفكرة جيدة ولكن هذه الشعوب قد شربت وتشرب كل يوم من الاهانات والصفعات والركلات ما جعلها ملقحة ضد مثل هذه الاهانات لانهم تربوا وترعرعوا على عقيدة تحرم الخروج على الحاكم حتى وان كان فاسقا وزان وكافر ايضا وذلك حسب فتاوي شيوخ البلاط من الوهابية اذا ما هو الحل وقد جرب العم سام كل الفظائع وقام الشاب ولي العهد طائعا خاضعا لكل اوامر عمه سام بكل امانه فقد اعلن حربا على جيرانه لم تبقي ولم تذر وهو مازال مواصلا فيها حتى يرضى العم رغما عن كل الخسائر التي يتكبدها جيشه وخزينته والفقر الذي يعيشه شعبه . فاقترح احد خبراء العم ان تكون نسخة البوعزيزي نسخة متطورة رباعية الابعاد، دولية الدلائل واجرامية العلامات وثبوتية الديبلوماسية في نسخة متوحشة ولا بد ان تكون بعيدة عم مكان العم سام حتى لا تجلب الشكوك اليه.
والغريب انه كان بإمكان ولي العهد ان يتخلص من الصحفي برصاصة طائشة على يد احد المعتوهين كما يقع دائما في بلاد العم سام والطرق كثيرة للتخلص منه الا ان السيناريو الذي اختير له او دبر مخابراتي كان يشير ويؤكد بالدليل الرباعي الابعاد كما قلت سابقا البعد الاول المكان الذي يمثل المملكة السعودية وهو السفارة ثانيا المجموعة الممثلة للسلطة السعودية ثالثا طريقة القتل عبر تقطيع الجسم وكان بإمكانهم قتله برصاصة الا انه زيادة في اعطاء صورة اشد فظاعة من مجرد التخلص من شخص مزعج وهي رسالة تشويه وسقوط في السادية رابعا اختيار الشريك الذي يغير موقعه في كل لحظة حسب مصلحته الانية وهو تركيا والتي سوف تساهم في نشر الادلة والمعلومات بعيدا على العم سام بينما يحاول هذا الاخير النأي بالنفس ظاهريا.
في آن واحد تعمل عدة مؤسسات وسياسيين من اتباع العم سام بدعوة الشعب السعودي إلى الخروج للشارع وان يثور على ما حصل للصحفي ويحاولون محاكات ما حصل في تونس من ثورة على اثر صفعة من رئيسة بلدية للبوعزيزي مما ادى الى احراق نفسه. يبدو الموضوع غريب شيء ما فماذا يريد العم سام من السعودية او بالأحرى ارض الحجاز فكل الابواب مشرعة امامه وهو الحاكم الاصلي ولا يسمح لصغيرة ولا كبيرة الا بإذنه فلماذا السعي للفوضة الخلاقة في بلد هي بقرته الحلوب فهل تذبح الدجاجة التي تبيض الذهب . سؤال لم يفهمه حتى صدام لقد كان الدجاجة التي تبيض الذهب وكان عصاء العم سام التي يهش بها على اغنامه والسلاح الذي يرفعها في وجه اعدائه وشن عبره حربا ضروسا ضد ايران ثم زين له الدخول الى الكويت واستدرجه الى الاستعمار وقد استجاب صدام لكل طلبات العم سام وكان مستعدا لتلبية جميع طلباته من اقامة قواعد إلى مدهم بآبار النفط وكل ما يأمرون به.
ولكن كل هذه التنازلات لم تشفع له لأنه المخطط كما قال شيمون بيراز : (ان الحرب القادمة لن تكون على الثروات ولا على الارض بل ستكون على التراث والاثار ) من هنا نستخلص ان غاية العم سام من الربيع العربي في بلاد القبلة والحج هو الاثار الاسلامية لم يكفي العم هدم ال سعود الى بيت رسول الله وكل الاثار التي تمت له بصلة ومحاولة هدم الاثار الاسلامية في العراق وغيرها فمخطط عولمة العم سام هو محو الأثار الاسلامية برمتها انه مشروع يزيد ابن معاوية ذات يوم وتتممه الصهيونية العالمية اليوم./انتهى/