شكّلت زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق حدثا لافتا ومؤشّرا على بداية مرحلة جديدة، حيث كانت تلك أول زيارة للرئيس السوداني منذ اندلاع الأزمة السورية.

وكالة مهر للأنباء - ادريس هاني: لقد كان آخر الوفود العربية برئاسة الفريق الدابي وأولها بعد مضي 7 سنوات الرئيس السوداني، وهو اختراق للجمود الذي عرفته العلاقات السورية مع الكثير من الدول العربية طيلة سنوات الحرب. وتأتي هذه الزيارة لتؤكّد على جملة من المؤشّرات منها:
أنّ خروج سوريا من جامعة الدول العربية لا يخرجها من كونها قلب العروبة النابض، وبالتّالي سيكون الوضع الطبيعي هو أن تعقب هذه الزيارة زيارات عربية أخرى..من ناحية أخرى تبدو أن الزيارة الأخيرة تحمل العديد من الرسائل والدلالات فضلا عن أنها ليست زيارة روتينية بل هي منعطف جيوبوليتيكي يحمل في طياته الكثير من المبادرات التي قد يلعبها السودان، وربما سارع الخرطوم إلى أن يعزز دور الوسيط في فتح الكثير من الملفات العالقة بين سوريا وبعض دول الخليج (الفارسي).
زيارة الرئيس السوداني لدمشق هي مؤشّر على تحوّل جديد وتهيؤ لمناخ طيّ ملف القضية السورية، حيث بات واضحا أنّ الحرب في سوريا قطعت المراحل الكبرى وهي اليوم في طريق الحل النهائي..ولقد باتت تركيا هي نفسها تتحدث عن تعاون مع الأسد إذا أصبح رئيسا منتخبا، مع أنّ أنقرة تدرك أكثر من أي بلد آخر أنّ الرئيس بشار الأسد هو رئيس منتخب كما أنه بات واضحا أنّ بشار الأسد أصبح بطلا قوميّا ولن يكون له منافس حقيقي في أي عملية انتخابية قادمة.
عبر الرئيس الأسد للرئيس عمر البشير بأن سوريا حافظت على عروبتها رغم كل ما أصابها وبأن بعض العرب أخطؤوا لما عوّلوا على الغرب، معتبرا زيارة عمر البشير بمثابة دفعة قوية لاستعادة العلاقات إلى عهدها السابق، بينما عبر الرئيس السوداني بأن سوريا هي دولة مواجهة وأن إضعافها يعتبر إضعافا للدول العربية.
دمشق تنتصر عسكريا وسياسيا، وقد أكدت الزيارة الأخيرة بأنّ كل أحلام اليقظة القديمة لإسقاط سوريا أصبحت من أرشيف الماضي، اليوم الكل يتطلع للمشاركة في الإعمار..والأهم من كل هذا هو أنّ سوريا تملك المزيد من الأوراق للاستعمال على المدى القريب والبعيد.