وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن الملك الأردني استقبل في عمان كلا من نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في دولة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ووزير الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ووزير خارجية مملكة البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، ووزير خارجية جمهورية مصر العربية سامح شكري، ووزير الدولة للشؤون الخارجية في المملكة العربية السعودية عادل الجبير، ويأتي تواجد وزراء خارجية هذه الدول في المملكة للمشاركة في لقاء تشاوري عقد بمنطقة البحر الميت لبحث التطورات الراهنة في المنطقة وسبل التعامل معها.
وأعرب الملك الأردني خلال هذا المؤتمر عن أمله في أن تسهم نتائج اللقاء التشاوري لوزراء الخارجية بنتائج مثمرة، وتناول اللقاء أيضا القضية الفلسطينية، وشدد على ضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي هذا السياق أجرى مراسل وكالة مهر للأنباء، حوارا مع النائب الأردني طارق خوري لدراسة أبعاد نتائج اللقاء التشاوري لمؤتمر الأردن، وجاء الحوار كالتالي:
س: ماهي أهداف المؤتمر المنعقد في الأردن والذي ضم 6 دول عربية منها البحرين والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والكويت والاردن؟
بالتأكيد أنهم لم يجتمعوا عبث وأن الاجتماع له اجنده واضحة ومحددة وأن تصريحات وزير الخارجية وشؤون المغتربين الاردني الدكتور أيمن الصفدي غريبة وغير مفهومة وغير مبررة إذ أن مؤتمر وارسو على الأبواب ويحمل عنوانين واضحة تخص المنطقة برمتها لذلك كان الإجتماع لوزراء خارجية عرب الناتو كما درج تسميتهم بذلك خلال الحرب الكونية على سوريا بغياب قطر ألتي يُضرب عليها حصار من أربع دول من الدول المشاركة في اللقاء ، لذلك أؤكد أن الساعات ال 6 والساعات 3 ألتي أُعلن عنها كمدد للاجتماعين تدارس الوزراء المجتمعين بعمق ، وتمخض اجتماعهم عن نتائج تخص القضايا المطروحة للعلن في مؤتمر وارسو " الصواريخ البالستية والعلاقة مع إيران وعودة سوريا للجامعة العربية والقضية الفلسطينية وكذلك الوضع اليمني والعراقي ".
س:وفقا للمصادر فإن إحدى النقاط و المحاور الهامة في هذا الموتمر دارت حول القضية الفلسطينية وصفقه القرن. هل يمكن الاتفاق على إنهاء صفقه القرن في ظل الخلاف بين الدول العربية؟
هذه الدول على الأغلب أنها تتفق على كثير من القضايا المفصلية في المنطقة ولكنها تتباين حول بعض القضايا حسب الدور المناط بها ذاتياً أو موضوعياً فالكويت لديها مزاج عام ومجلس نواب عبر عن نفسه في أكثر من محفل عربي ودولي بشكل واضح وصريح أنه ضد الكيان الصهيوني والتطبيع معه وبالتالي لا أرى بهذه الدولة أنها قد تكون متوافقة مع السعودية التي تقود عملية تسويق صفقة القرن كما أن الأردن تعلن ليل نهار رفضها للصفقة لأن من شأنها إثارة الغضب لدى الشارع الأردني وأكثر من ذلك لدى الشعبين الأردني والفلسطيني وكذلك فإن الصفقة المشبوهة من شأنها التقليل من أهمية الأردن والدور التاريخي الذي تلعبه وصولاً لانتهاء الدور وحل الأردن لحساب الكيان الصهيوني، وهذا يفهمه رأس الهرم ويفهمه البيروقراط الأردني جيداً لذلك فإن الصفقة مرفوضة اردنياً على جميع المستويات ، أما السعودية ومن يدور بفلكها لن يفوتوا فرصة إلا وسيغتنموها بإقناع الآخرين بالصفقة وبالتأكيد أن الأردن يتعرض لضغوط شديدة ولكن حتى اللحظة الأردن يصمد ويقاوم الصفقة وأرجو أن لا يكون هناك صفقات لتمرير الصفقة .
س: هل طرحت قضية إيران باعتبارها أحد المحاور والمواضيع الرئيسية في الموتمر. هل هذا الموتمر العربي يكون انطلاقة من أجل تقريب وجهات النظر حول ايران قبيل انعقاد موتمر وارسو؟
لا شك بأن إيران حاضرة بقوة في هذا المؤتمر ولكن كما يقول المثل الشعبي " مصائب قوم عند قوم فوائد " إذ أن هذه الدول وجدت بتركيا خصوصاً السعودية او بقيادتها عدواً جديداً يضاف إلى عدوها الأزلي إيران إذ أن الأول التركي يصارعها على تزعم العالم السني للأسف الشديد ضمن محاولات التقسيم والتفتيت والثاني الإيراني الذي ينافسها على تزعمها العالم الإسلامي حسب الإعتقاد السعودي وهي تعيش أوهاما قادتها لخوض حروب وتمويل إرهابيين ومسلحين وتجيش سياسي ضد هذه الدولة أو تلك دون أن تربح عسكرياً أو اقتصادياً أو سياسياً.
لذلك لا أستبعد تأجيل التأجيج مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحضيراً لمواجهة مع تركيا خاصة وأنهم يعرفون بقرارة انفسهم الداخلية أن من يحكم إيران لا يسعى للعدوان أو الهيمنة على دول المنطقة وعلى العكس فإنه يسعى بشكل حثيث على ترطيب الأجواء ويطمح لتقوية المنطقة لمواجهة التحديات وعلى رأسها تحدي استقلال المنطقة سياسياً واقتصادياً وامتلاك القوة العسكرية لدحر الاحتلال الصهيوني عن كامل فلسطين والمنطقة والحاق الهزيمة بمشروعه التوسعي على عكس الجار الآخر للعرب تركيا وحاكمها الإخواني اوردغان الذي يسعى وبخطى ثابته وبشكل واضح الاعتداء على دول الجوار والهيمنة على قرار المذهب السني والذي يخوضها كما اسلفت منافسة مع السعودية على هذه الزعامة لأخذ موقع متقدم عند السيد الأمريكي وللأسف الشديد جداً ان القضية الفلسطينية لم تحظ بأي دعم حقيقي للمقاومة الفلسطينية الإسلامية أو الوطنية ويتم الدعم للأسف بشكل اعطيات ولافساد المقاومين وبما يتوافق وتثبيت الإحتلال على عكس الدعم الإيراني الذي يغطي الحاجة اليومية للشعب الفلسطيني وكذلك يدعم المقاومة بشكلها العسكري دون النظر إلى هذا الفصيل أو ذاك والتي تخوض حرب استنزاف طويل الأمد مع العدو الصهيوني.
س: هل تكون عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن الملفات التي تم مناقشتها في المؤتمر. هل يمكن الوصول إلى نتائج في هذا المجال وإعاده سوريا إلى الجامعة العربيه؟
سوريا بهذا الاجتماع وبدونه فهي تحصيل حاصل عائدة إلى جامعة الدول العربية بحكم الإنتصار الذي حققته بدعم من محور المقاومة ايران وحزب ألله والحليف الروسي وأن كان لي تحفظ على الجامعة العربية ودورها المشبوه لجهة تنفيذ أجندات الدول المسيطرة عليها السعودية ومصر وهذا يحد من ان تلعب سوريا في المدى المنظور دورا مؤثرا لصالح القضايا التي تهم الدول العربية ودول المنطقة المجاورة./انتهى/