نفى وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف"، أن تكون استقالته قبل أيام بسبب زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لإيران"، وأوضح أنه" قبل أسبوعين كنت في سورية والتقيت الرئيس الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم، وعلاقتي قوية مع المسؤولين السوريين وفي الأيام القليلة القادمة سأزور سورية".

كشف وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، تفاصيل مهمة عن زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني للعراق، واستعداد بلاده للحوار مع دول الخليج.

وقال ظريف لبرنامج {كالوس} بثته قناة الفرات الفضائية ليلة أمس، "كانت لي سفرات متعددة الى العراق من ضمنها قبل أيام وكان هناك استقبال بحفاوة من بغداد واربيل والسليمانية وكربلاء المقدسة والنجف الاشرف، وكانت ناجحة" لافتا الى ان زيارة روحاني المقررة الى العراق "هي الاولى خلال ولايته واعتقد انها نقطة بداية جديدة بعلاقتنا مع العراق".

وأضاف ان "اتفاقية الجزائر عام {1975} بشأن الحدود هي اتفاقية دولية بين العراق وايران والرئيس المخلوع صدام ارتكب خطأ بالخروج منها ولكن عاد وقبل بالاتفاقية ولكن موضوعنا اليوم سيكون ترتيبات للاستفادة من شط العرب خاصة وان البصرة وخرمشهر ستكونان أكثر إزدهاراً في حال تم الامر".

وتابع ظريف "هناك توافقات عديدة لنا مع العراق وخاصة حول الحدود وتم تنفيذها وحددت الحدود التي ازيلت في زمن صدام وتم الاتفاق مع الجانب العراقي على تحديد الحدود" مبينا ان "زيارة الرئيس روحاني ستكون أولاً لتقوية العلاقات بين الحكومتين والشعبين العراقي والإيراني، وإيجاد الإمكانيات المشتركة الاقتصادية وفي مجال النقل كذلك يمكن لإيران ان توجد ربط جيد بين {بحر عمان والعراق} وايضاً في المجالات الأخرى فهناك 32 كم من خطوط سكك الحديد بين شلامجة والبصرة ستكون متصلة وهذا سيحدث تطورا مهما جدا في مجال نقل الطاقة والنفط والصناعات". 

وبين ان "اتفاقية الجزائر تحدد العلاقات بين العراق وايران وخاصة فيما يتعلق بالحدود ونحن نحتاج الى تحديد هذا الاطار وخاصة بشط العرب"، كاشفاً انه" وضمن أجندة لقاءات الرئيس روحاني زيارة النجف الاشرف ولقائه بالمرجعية العليا السيد علي السيستاني {دام ظله}"، مؤكداً ان" الشعب العراقي والحكومة هم أصحاب السيادة في العراق ولكل العراقيين ونحن هنا للتعاون مع العراق وإيجاد الفرص المشتركة بين الشعبين ونريد في ايران ان نستثمر تحقيق المصالح المشتركة للبلدين في المنطقة وسنوجه رسالة إقليمية من العراق ونعتقد ان العراق ليس محلا للتناقضات بل هو مكان للتعاون". 

واردف ظريف بالقول ان" مايهمنا هو تحسين أوضاع البلدين وتطوير الامن في المنطقة فالعراق عامل مهم فيها ومن دون العراق لا أمان في المنطقة "، مشيرا الى ان" الامريكان يضغطون على العراق لقطع العلاقات مع الجارة ايران"، مقدماً شكره الى" المواقف الطيبة للشعب والحكومة في العراق وعندما كنت في بغداد ومدن العراق شعرت ان المسؤولين والشعب العراقي والتجار وأصحاب المصانع كلهم لا يؤيدون الحظر على ايران ويعتقدون انها مضرة بالشعبين العراقي والإيراني"، مبيناً" نحن نريد علاقات شاملة مع العراق نحن بلدان لدينا مشتركات كثيرة لذلك ممكن ان تكون لدينا علاقات ستراتيجية واقتصادية ودولية". 

وبين ان" التحولات الجارية في العراق مهمة جداً واننا نرى في العراق تحالفات غير طائفية ومدنية وهذا مهم جداً وانا ذكرت ذلك في حديثي مع تحالفي {الإصلاح والاعمار والبناء} وآمل في زيارة الرئيس روحاني ان تستمر هذه العلاقات"، لافتا الى ان" التحالفين انطلقا في الاتجاه الصحيح وعلى الشعب العراقي دعمه ونحن سندعم الشعب العراقي". 

وحول مقترح العراق المتضمن دعوة اقليمية لحوار أمني يضم {العراق وتركيا وإيران ومصر والسعودية} أوضح ظريف "نحن مع كل الدعوات والمقترحات للتعاون الإقليمي وندعم ذلك، وان التعاون الإقليمي يجب ان يكون شاملا ولا يكون ضد طرف، وان يكون الحوار مع الجميع واقصد دول مجلس التعاون الخليجي وسائر دول المنطقة القريبة مثل العراق ومصر وسوريا والأردن لهذا مقترحكم هو بداية جيدة".

وفي تفاصيل استقالته من منصب وزارة الخارجية أكد ظريف ان الهدف من خطوة الاستقالة كانت لحفظ شأن وزارة الخارجية الإيرانية، واعتقد بالتطورات التي حصلت والدعم الكبير للشعب الإيراني والنواب في مجلس الشورى والشخصيات السياسية والعسكرية وكذلك رئيس الجمهورية على رأسهم قائد الثورة الإسلامية بين ان مكانة وزارة الخارجية ولاستمرار في العمل والتعامل البناء خاصة مع المنطقة".

ونوه" اليوم وزارة الخارجية بظروفها الجديدة مستعدة بالكامل ان تنوب عن الجمهورية الإسلامية إيران في تقوية العلاقات مع دول المنطقة"، مبيناً انه" في إطار السياسة الخارجية التي يقررها النظام ويشاركها كافة المسؤولين ليس هناك مشكلة؛ لكن هناك عدم تنسيق واذواق تدخل على القضية وتم حل الامر".

وزاد ظريف ان" الدستور واضح جداً في تحديد السياسات الخارجية خاصة في سياسات العامة للنظام انه يجب ان تقر هذه السياسات في مجلس الامن القومي وسماحة القائد اما الخطوط العامة فهي بيد قائد الثورة الإسلامية"، نافيا ان" تكون الاستقالة بسبب زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لإيران"، موضحاً " قبل أسبوعين كنت في سورية والتقيت الرئيس الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم، وعلاقتي قوية مع المسؤولين السوريين وفي الأيام القليلة القادمة سأزور سورية".

واستدرك ظريف بالقول ان" سياسة ايران في المنطقة ثابتة ولم تتغير نحن دائما مع شعوب المنطقة في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن وأفغانستان ونحن دائما لن نقبل بان الأجانب يحكموا المنطقة ولن ننظر مستقبل المنطقة مع الأجانب ولن نتفاوض وكان هناك استعداد كبير أجنبي ونحن رفضناه، ودائما وقفنا أمام التشدد"، مردفا ان" سياستنا ليست ضد أي دولة من ضمن المنطقة ولم نسع الى حذف المملكة العربية السعودية والدول الإسلامية من المنطقة؛ لكن للأسف هناك دول في المنطقة وقفت مع {صدام الطاغية وطلبان} ودعموا {داعش والجمعات المتشددة في اليمن ولبنان}".
وأشار الى انه" يجب ان ننظر انه كانت هناك شعوب في المنطقة كانت تريد الغاء الحشد الشعبي وتضمينه في قائمة المجاميع الإرهابية". 

وعن الحوار {السعودي - الإيراني} الذي يتبناه ظريف، اكد بالقول" دائما أعلنت استعدادي للحوار مع الجيران؛ لكن للأسف جيرانا في السعودية ليست لديهم رغبة في الحوار، وانا مستعد عندما ازور المنطقة ان ازور السعودية"، مستذكرا" قبل خمس سنوات عندما زرت السعودية ارسلوا رسالة ان المنطقة لا تعنيكم، والمسؤولين السعوديين لم يستغلوا فرصة وجودي؛ لكن عندما يستعدون لذلك ستكون ايران مستعدة للحوار ايضاً".

واكمل" اعتقد باننا نعيش في عالم جديد له حيثياته واخر كتاب كتبته حول مابعد الغرب وكيف ان نسعى في هذا العالم لتحقيق ذلك ونعتقد بسياسة الجورة والمنطقة القوية وليس ان تسيطر دولة واحدة على المنطقة وهذا يضمن الامن في ايران"، مستذكراً" عندما كنت سفيرا في نيويورك كنت متواصلاً مع النخب العلمية الامريكية وهناك لقاءات متواصلة مع {كاسنجر} وعندما عدت الى ايران اهداني كتاب فكتب اهداء لي {الى المحارب المحترم}"، منوها" نحن يجب ان نبحث عن دبلوماسية الحوار ومانحتاجه هو الاستماع الى بعضنا يجب ان يكون هذا الاستماع بوجه مبتسم حتى نتمكن من الاستعداد لذلك نحن نتبع مدرسة تقول فبشر العباد فالدبلوماسية في العالم تعاني الاستماع ولا نعرف مع من نتحدث". 

وأفاد ظريف ان" الاتفاق النووي الايراني كان بين ايران و6 دول والاتحاد الأوروبي وكان هناك لقاء اكثر بين الجانبين لكن هذا الاتفاق نتاج عمل مئات الخبراء ولن يتكرر، ولا ادري ماذا يريد ان يفعل الامريكيون، فالحوار يحتاج الى أساس والاساس هو الاحترام اذا كنت لا تحترم كلامك لا يمكن ان يوثق بالاتفاق معك لذلك لا أرى من المفيد ان نتحاور مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، مذكراً ان" الكثير من الظروف حدثت ولكننا جلسنا ولكن هذا لا يعني ان الطرفين تنازلا فالاتفاق عادة ما يتم وسط الطريق وليس شخصا يملي عليك".

وقال ظريف" هناك نقطة مهمة فيما يتعلق بقائد الثورة الإسلامية السيد آية الله السيد علي الخامنئي وهو استعداده لسماع الرأي الآخر، رغم برنامجه المثقل بالعمل هو مستعد ان يستمع لوجهات النظر فعندما ذهبت سفيرا الى نيويورك قال لي عندما تذهب يجب ان ترسل بوجهات نظرك لي حتى وان كانت تعاند راي، اذا اقتنعت بها سأغير راي واذا لم اقتنع سأكون اكثر ثباتا وادافع عن راي، وانا اجد هذا نادرا بين المراتب العليا بين المسؤولين".

وحول صفقة القرن بين ظريف ان" هذه الصفقة محكومة بالفشل لانها لن تأخذ بحقوق فلسطين بالاعتبار ولن يصل الى نتيجة، والأصل هو حقوق الشعب الفلسطيني وهو مبني على نقد حقوق الفلسطينيين لذلك لا مستقبل له ابدا".

كما اكد ظريف في رد على سؤال ترشيحه لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المقبلة بالقول" لن أشارك في مثل هكذا انتخابات ولست عضوا في أي جهة سياسية في البلاد ولم أكن".

واختتم ظريف حواره مع {كالوس} بالقول ان" الشعبين العراقي والسوري بالمقاومة امام التشدد والإرهاب صنعوا مفاخر للمنطقة، والشعب اللبناني في مواجهة الكيان الصهيوني مفخرة، ونحن نفخر باننا نقف الى جانبهم ونامل ان يقف كل أبناء المنطقة مع هذه الشعوب وليعلموا ان الامن لا يمكن ان يشتروه من الولايات المتحدة ولا من نتنياهو"./انتهى/