في كل فترة تظهر وسائل إعلام سعودية وتدعي أن جماعة أنصار الله اليمني قامت باستهدف مكة المكرمة دون إثباتات لهذه المزاعم، وتبقى التساؤلات قائمة عن ماهية الأهداف التي تحاول السعودية تحقيقها من هذه الأخبار غير المثبتة.

وأفادت وكالة مهر للأنباء أن وسائل إعلام سعودية زعمت أن قوات الدفاع الجوي اعترضت صاروخين، الأول فوق مدينة الطائف، أطلقه الحوثيون باتجاه مكة المكرمة، والآخر فوق مدينة جدة، الأمر الذي نفته جماعة أنصار الله اليمنية.

ونفى المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إطلاق أي صاروخ باتجاه مكة المكرمة، قائلا " إن هذه ليست المرة الأولى التي تدعي فيها السلطات السعودية استهداف مكة من قبل الحوثيين لاستغلال مكانتها الدينية". 
وأضاف أنها تريد مِن وراء ما وصفها بالادعاءات حشد الدعم والتأييد لما سماه العدوان الوحشي على اليمن.

حرب نفسية بعد الإنجازات الأخيرة للمقاومة

يمكن فهم الخطوة الأخيرة التي اتخذتها السلطات السعودية بشأن الاتهام المزعوم لقوات المقاومة اليمنية باستهداف مكة ، وهو أحد أكثر المواقع قداسة بالنسبة للمسلمين ، في سياق الحرب النفسية التي تشنها الرياض ضد القوات اليمنية وإنجازها الكبير في مهاجمة المنشآت النفطية السعودية. التي تعتبر واحدة من الشرايين الحيوية في هذا البلد.

واتهمت صحيفة عكاظ إيران أيضًا بادعاء أن أنصار الله أطلق صاروخًا على مكة قبل عامين بطريقة مماثلة. وقال يحيى شاه المتحدث باسم الجيش اليمني ردا على مزاعم سعودية "لا نتردد في الإعلان عن الغرض من عملياتنا العسكرية ولا نحتاج إلى بذل محاولات خاطئة للحديث عن أهداف عملياتنا وزمنها."

وكان الجيش واللجان الشعبية أعلن أن استهدافه المنشآت الاقتصادية لدول التحالف يظل "في إطار حق الرد المشروع على العدوان وتصعيد حصاره وحربه الاقتصادية على الشعب اليمني" وفق بيان صادر عن القوات المسلحة اليمنية الخميس.

محاولة فاشلة من السعودية للخروج من ورطة اليمن

وحول مزاعم استهداف مكة من قبل أنصار الله أكد رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام، الاثنين، أن ادعاء العدو باستهداف منطقة الطائف هو محاولة فاشلة للسعودية للخروج من الورطة التي وضعت نفسها في اليمن.

وأوضح عبدالسلام في تصريح لقناة "المسيرة" أن السعودية اختلقت فقاعات للتحشيد على المستوى الرسمي والشعبي تحت كذبة "تهديد" مكة المكرمة.

القمة العربية والخليجية في السعودية فقاعة تهدف إلى حرف الأنظار عن الواقع

واعتبر أن القمة العربية والخليجية في السعودية هي فقاعة تهدف إلى حرف الأنظار عن واقع ما يحصل في اليمن وللحصول على التعاطف الدولي.

وشدد على أن هذه الادعاءات السعودية تعبر عن حالة إفلاس كبيرة جدا لدى النظام السعودي لمحاولة أن يتعلق بأستار الكعبة لكي يخرج من هذه الورطة التي وضع نفسه فيها، ليقول للرأي العام أنه هناك استهداف لمكة المكرمة.

وأعتبر أن هذه المزاعم غير منطقية وتتنافى مع القيم التي يتحلى بها الجيش اليمني واللجان الشعبية طول فترة الصراع على مدى خمسة أعوام.

ولفت إلى أن الإعلام الرسمي السعودي لم يتبنى هذه الأكاذيب حتى هذه اللحظة، وإنما أوعز لبعض كتابة لنشر لإيجاد حالة إعلامية ليحصل على ضوئها تعاطف بزعم أن السعودية تتعرض لتهديد.

وأكد المتحدث باسم أنصار الله اليمن: هذه الادعاءات غير عقلانية وتتناقض مع القيم التي يتبعها الجيش واللجان الشعبية اليمنية على مدار خمس سنوات من الصراع. يسعى السعوديون إلى جذب الانتباه والانتباه من خلال الادعاء بأن المملكة العربية السعودية مهددة.

وفي ايران قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي حينها إن "الادعاءات بأن اليمنيين اطلقوا صاروخاً على مكة سخيفة"، مضيفاً "ننصح المسؤولين الاماراتيين والسعوديين بعدم استخدام الاماكن المقدسة للاسلام لتبرير أهدافهم السياسية، والسعي للتعويض عن فشلهم بهذه الدعايات المنافقة والخطيرة".

يشار إلى أن جماعة أنصار الله استهدفت -منذ إطلاق الحملة العسكرية التي تقودها السعودية على اليمن في مارس/آذار 2015- الأراضي السعودية بالعديد من الهجمات ردا على ما تتعرض له من قصف جوي، وكان آخرها استهداف منشآت نفطية سعودية قبل نحو أسبوع.

ويوم الثلاثاء الماضي نفّذ الحوثيون "عملية عسكرية كبرى" بطائرات مسيرة ضد أهداف سعودية، وأقرّت وزارة الطاقة السعودية بوقوع الهجوم على منشآت نفطية، ما أدى لوقف ضخ النفط في أحد الأنابيب الواصلة بين شرق المملكة وغربها.