تعتبر استدارة الإمارات والسعودية باتجاه مصالحهما الوطنية وخاصة بعد إزدياد حدة التوتر بين إيران وأمريكا، سبباً أجبر تلك الدول على الجلوس إلى طاولة المفاوضات الإيرانية.

تعتبر السعودية أهم اللاعبين الأساسسين في مسألة اليمن، وتعلم علم اليقين ان اي تغيير في وضع الدول العربية سيعود عليها إما بالخير او بالسوء، مثلاً إذا ما حصل تغيير في "اليمن"، سيعقبه تغيير في السعودية.

وعليه فإن الرياض وبسبب ما حصل في اليمن وايضاً بسبب بروز معارضين داخليين لسياسة النظام "السعودي" استعانت بأمريكا لحفظ ملكها وعرشها، وعلى الرغم من ان النظام "السعودي" يدّعي القوة في الظاهر، إلا أن جسده الداخلي منهك متآكل.

وایضاٌ بالنظر إلى الجعرافيا السياسية لليمن، وسيطرتها على مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وايضاً المشاكل الأمنية بالمنطقة وفقدان الثبات في المناطق الحدودية اليمنية السعودية، وأيضاً وجود العلاقات القبلية والقومية والثقافية والمذهبية بين القبائل العربية في المنطقة، وخوف "النظام السعودي" من إنتقال الثورة اليمنية إلى المواطنين الشيعة جنوب السعودية _الذين يقيمون في مناطق نففطية إستراتيجية_ جميعها أسباب زادت من حيرة وخوف وتخبط النظام "السعودي"، ولكن الشبح الأول والكبير الذي يؤرق صفوالنظام "السعودي" هو إستقرار الوضع السياسي في اليمن.

وايضاً تعتبر النهضة الإسلامية في اليمن وسقوط حكومة "علی عبد الله صالح" عميل السعودية في اليمن سابقاً، تهديداً قوياً للنظام "السعودي" الذي يتوقع بدوره إنتقال النهضة الإسلامية إلى داخل الأراضي السعودية.

في الوقت الذي ظن فيه الطواغيت ان الحرب على اليمن هي إستراتيجية قوية وورقة رابحة للضغط على إيران ومحور المقاومة، إلا أن المقاومة اليمنية وبإبتكاراتها العظيمة، وبعملياتها المتكررة على المنشآت الحيوية للنظام "السعودي" قلبت المعادلة رأساً على عقب، ووجهت ضربة مفاجئة للرياض وواشنطن.

وتعتبر الخلافات الحاصلة بين حلفاء السعودية وعلى رأسها الإمارات، وأيضاً تعتبر سياسة الضغط الأمريكي على إيران سبباً أدى إلى التقارب بين دول غرب آسيا.

ويعتبر فشل التحالفات ضد إيران، كالناتو العربي ومؤتمر وارسو وايضاً توجه الإمارات إلى إقامة علاقات مع إيران، وعدم فعالية محاولة السعودية بإقامة دولة في جنوب اليمن موازية لصنعاء جميعها أسباب أجبرت الرياض على إجراء مباحثات مع إيران.

في الواقع إرتقاء القوة العسكرية والسياسية والإقتصادية لدى إيران بالرغم العقوبات المفروضة عليها، وإشرافها على مضيق هرمز، أعطى إيران مكانة سياسية كبيرة في المنطقة، اجبرت الرياض _بعد فشلها في كسب المنافع من الحرب على اليمن_ان تجلس على طاولة الحوارمع إيران.

حركة دولة المنطقة باتجاه إيران، وتوجهم إلى المصالح الوطنيةو الشعبية المحلية _بعدما ازداد التوتر بين إيران وأمريكا في المنطقة_ أدى إلى إيجاد تحول في سياسة تلكة الدول في علاقتها مع إيران، واذا صدقت تلك النوايا سنشهد عما قريب انتهاء الحرب الشعواء عديمة الفائدة على اليمن وأيضاً سنشهد إستقراراً وثباتاً في المنطقة.