وصف الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، العمليات الأخيرة التي نفذها جيش الاحتلال ، ليلة الأحد، بالخطيرة جدا.

وفي كلمة له خلال مهرجان "سياج الوطن" عصر اليوم الأحد في بلدة العين البقاعية، في الذكرى السنوية الثانية لتحرير الجرود توجه سماحته بالتبريك لأهل البقاع خاصة، واللبنانيين عامة، وكذلك للشعب السوري في هذا الانتصار. كما خص بالتبريك عوائل الشهداء.

وأكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أن الحضور الكبير احتفال اليوم هو أول رد على الاعتداءات "الإسرائيلية" ليلة أمس، موضحأً أن ما حصل "خطير جداً جداً" حيث دخلت طائرة تجسس "اسرائيلية" عسكرية نظامية وطولها قريب المترين إلى حي معوض، ووصلت الطائرة الأولى التجسسية في تحليقها بين المباني لتصوير الهدف، ونحن لم نسقطها إنما شبان رموا الحجارة عليها ووقعت، وبعد بعد دقائق قليلة أتت طائرة مسيرة انتحارية وضربت مباشرة. مشدداً أن ما حصل هو اعتداء واستهداف مباشر في الضاحية الجنوبية.

وأوضح السيد أن هذا الهجوم المسير الانتحاري هو أول عمل عدواني منذ 14 اب 2006، وأن نتنياهو ومن معه في اتخاذ القرار مشتبه اذا ظن أن هذا الخرق يمر عندنا، لأنه اذا سكت عنه سوف يؤسس لتكرار الاعتداء على لبنان بالطائرات المسيرة، لافتناً إلى أن هناك تكرار لسناريو الاستهدافات ضد الحشد الشعبي في العراق. ومؤكداً أن المقاومة الاسلامية لن تسمح بمسار من هذا النوع مهما كلف الثمن، وانتهى الزمن الذي تأتي فيه طائرة "اسرائيلية" تقصف في لبنان ويبقى الكيان امناً. قائلاً "من الان وصاعداً سنواجه المسيرات "الاسرائيلية" في سماء لبنان وسنعمل على اسقاطها وليأخذ "الإسرائيلي" علم بذلك".

وحول الأيام القادمة قال السيد نصر الله أننا على بعد أيام قليلة في 31 آب وتحضرنا ذكرى اختطاف سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه، وإن ما عندنا اليوم وعلى مدى عقود من استنهاض وحضور في الميادين ومقاومة ومن انتصارات يعود بدرجة كبيرة إلى بركة حضور الإمام موسى الصدر في لبنان. مشدداً على مواكبة قضية الإمام سائلاً الله أن يعيده ليشهد انجازات المقاومة.
 
وفي سياق ذكرى النصر أوضح السيد أن ما حصل في السنوات الأخيرة وأنهته حرب الجرود لم يكن حدثاً عابراً ولا يجوز أن يصبح كذلك، وأن المقاومة قاتلت في المرحلة السابقة لمنع مشروع التقسيم في المنطقة. مضيفاً أنه يجب أن نستحضر من ساند الإرهابيين ودعمهم وزودهم بالسلاح وراهن عليهم ودافع عنهم سياسياً وإعلامياً.

وتابع سماحته أن معركة طرد جبهة النصرة قامت على أكتاف المقاومة، ثم كانت المرحلة الأخيرة ضد تنظيم "داعش" والتي شارك فيها الجيش اللبناني، وكان القرار الرسمي اللبناني بادخال الجيش اللبناني في معركة الجرود شجاعاً، ومن الجحود والانكار تجاهل دور المقاومة والجيش السوري في هذه المعركة. 

وأضاف أنه يجب أن نتحدث عن الدور الأميركي الذي طلب من الدولة اللبنانية أن لا تدخل في معركة الجرود، وأن تمنع حزب الله من خوضها، موضحاً أن تنظيم "داعش" كانت الحجة الأميركية لإحياء دور قواتها في العراق والأن يعملون على إحيائها لإبقاء هذه القوات في العراق، وأن "داعش" اليوم أبعد ما يمكن أن تكون مكانياً عن بلدنا.

وتابع السيد نصر الله أن المقاومة قامت بإخلاء الجرود التي هي من مسؤولية الدولة اللبنانية وبقيت إلى الجانب السوري لأشهر والذي بدوره أبقى على انتشاره على طول الحدود نزولاً عند طلبنا لعدم السماح بعودة التكفيريين إلى حدودنا. مضيفاً أننا ما زلنا نحافظ على وجودنا على الحدود كبنية قتالية وعندما تدعو الحاجة يمكن أن يلتحق الالاف بالجبهة. 

وشدد سماحته على أن مسؤولية الأمن في المنطقة هي مسؤولية الدولة، ولا يجوز السماح لأحد أن يدفع بأن يتحمل حزب الله هذه المسؤولية، بل كانت المسؤولية مطالبة الدولة بتحمل مسؤوليتها وتكلمنا مع رئيس الجمهورية وقيادة الجيش لتحمل المسؤولية الامنية في البقاع، وتحديداً بعلبك الهرمل الذي حفظ الدولة، ولا بديل عن الجيش لحفظ الأمن.

وحول الوضع الإنمائي في البقاع أوضح السيد نصر الله أن نواب المنطقة يتابعون إلى جانب حزب الله المساعي من أجل إنمائها، لافتاً إلى الإصرار على إيجاد مجلس انماء بعلبك الهرمل واعتبره بوابة رئيسية للحصول على مشاريع إنمائية للمنطقة، ومن واجبنا أن نسعى بكل ما نستطيع للانماء لكن هناك دولة ينخرها الفساد وقائمة على المحاصصة الطائفية والمذهبية.

ولفت السيد نصر الله إلى أن هناك من يتعمد تشويه صورة البقاع وبعلبك الهرمل وتشويه صورة اهلها، مشدداً أن أهل هذه المنطقة وشبابها كانوا دائماً يحضرون في كل جبهات المقاومة ومعاركها، وأن العنوان الحقيقي لأهل هذه المنطقة هو الشرف والشهامة والتضحية والنبل.