إليكم نص الكلمة :
السلام على جمعكم المؤمن أيها العلماء الأعزاء من أنصار الحقّ والغيارى على دين الله وكرامة الإنسان..
نحنُ الناس لنا عمر محدودٌ إمّا أن ينفقه أحدُنا في المزيد من معرفة الله، وطاعته، والجهاد في سبيله، وطلب مرضاته فيكون السبَّاق في خير نفسه وخير الآخرين، وهذا ما أراده الله له، وإمّا أن ينفقه في الكسب الحلال، والمتاع الحلال وما أباح الله من لذّة ناسياً هدف الحياة فيكون مضيّعاً للعمر، هادراً لقيمة الحياة.
أمّا من أنفقه في معصية ربّه فقد اختار لنفسه أسوأ ما يمكن أن يختار للنفس، ورضي لها أسوأ المصير، وأشدّ العذاب.
وماذا لمن حارب الله غير الخزي، والهوان، والشقاء، والعذاب؟ ومن ذا الذي يُغالب الله فلا يُغلب، ويضادّه فلا يُكسر، ويقاومُه فلا يخسّ ويهان؟!
ونحن هنا نتحدّث عن رجلٍ عرف طريق الحقّ فأقبل عليه بعقله، وانفتح عليه بوجدانه، وعشقه بقلبه، ونطق به لسانه، وعمل به، ودعا إليه، وجاهد في سبيله، وضحّى من أجله، وبنى أمّة من الناس تؤمن بالحق، وتهوى الجهاد والتضحية في سبيله ذلك، ابتداءً من أسرته التي شاركته وتشاركه الجهاد وأهل مذهبه ودينه ومن هو من مذهب آخر ودين آخر، وكان المحبوب ولا زال ممن وافقه الرأي في الدين والمذهب وممن لم يوافقه ممن خلال من عقدة التعصّب المقيت، والحقد الأسود.
حمل راية الدعوة إلى الله ورسوله وأهل بيت النبي "صلى الله عليه وآله"، وتعهّد تربية جمهوره العظيم على حب الإسلام، والتمسك به، والصبر في سبيله، والإخلاص للأمة والإنسانية، وكان له دوره الكبير في مواجهة منكر الدول الفاسدة وظلمها، ودورها المناهض للإسلام، وحقوق الإنسان.
عرف قضايا الأمة ووقف مجاهداً بصلابة واستماتة عنها ومن ورائه جمهوره الكبير، وقضية القدس في مقدِّمة هذه القضايا.
هذا الرجل هو سماحة الشيخ ابراهيم الزكزاكي الذي عاش الشدة ويعيشها، واستعلى ويستعلي على ضراوتها وعنفوانها بايمانه وصبره وثقته بربّه.
كلما عانده الباطل وكابرته السياسة الظالمة عاند في الحقّ، وناطح الباطل بلا ملل.
إنّها النفس المؤمنة التي لا تفقد عزّتها بالله أمام جبّارٍ ومستكبرٍ وفرعون.
وليس على النفس إلاّ أن تغنى بالشعور بالعزّة بالله فلا يمَّسُها ذلّ ولا هوان، ولا تخضع ولا تستكين للجبّارين.
لقد عادى المتعصبون والسياسة الجائرة في الشيخ الزكزاكي دعوته الحقّ، وصلابته في الله، والكلمة الفاضحة لجورهم وفسادهم، ونصرته لقضايا الأمة، وحرصه على وحدتها، واستغناءه بالله عمَّا في أيديهم بما يشترون به النفوس الرخيصة.أحبّ الرجل الله، وسلك طريق طاعته فعاداه وقسى عليه وحاربه أعداء الله.
الشيخ الزكزاكي سجين رأيٍ حقٍّ تصل قسوة سجانيه وغلظتهم إلى حد منعه من أن يصل إليه الطبيب الذي يثق به للاطلاع على وضعه الصحي المتدّهور حسب ما يخبر به المطلعون على هذه الجهة من أحواله.
ويأتي هنا السؤال، لماذا غياب صوت المنظمات الحقوقيّة المطالب بجديّة وحزم برفع المظلومية عن سماحته، والسماح له باختيار أي بلد يريد مما يرى فيه فرصة للحصول على الفحص الكامل المأمون الدقيق لوضعه الصحي المتدهور، وتلقي العلاج المناسب.
إنه صوت يجب أن يرتفع من كل القادرين على الضغط في هذا الموضوع استجابة للدين، وحقوق الإنسان، والضمير الإنساني انقاذاً لحياة الشيخ المجاهد شافاه الله وفرج عنه وخلّصه من أيدي الظالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
/انتهى/